Wednesday, February 22, 2012

مقاربة بين الهنود الحمر والفلسطينيين , بقلم محمود الزيات

في فلسطين كُتب على قبر احد الفلسطينيين عبارة باللغة العربية تقول :

"الفلسطيني الميت هو فلسطيني جيد".

وداخل مقبرة قديمة للهنود الحمر في اميركا كُتبت عبارة باللغة بالانكليزية تعني:

"الهندي الميت هو هندي جيد".




 انها تراجيديا الهنود الحمر ... والتراجيديا الفلسطينية


تفرض المقارنة نفسها ، بين حروب الإبادة الاوروبية التي استهدفت الهنود الحمر .. وحروب الابادة الجماعية التي بدأتها اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني منذ قبل خروج الانتداب البريطاني ـ الاوروبي من فلسطين ، ومقايضة انتدابهم باحتلال اسرائيليي حول الشعب الفلسطيني الى مجرد نازحين ولاجئين وبائسين يعيش بعضهم في دولة تسمى اليوم "اسرائيل".

الغزو كان واحدا.. في اميركا وفي فلسطين .. وان كان الضحية في الاولى .. الهنود الحمر..وفي الثانية الشعب الفلسطيني
 ولان اسرائيل الدولة فوق العادة ، بنظر الاميركيين الجدد والاوروبيين القدماء ، لا ضير في ان يسلك الفلسطينيون الطريق ذاته التي سلكها الهنود الحمر.. كأنهم يستحضرون ما قالته الزعيمة الصهيونية غولدا مائير في موسم النكبة الفلسطينية "كلما وُلد فلسطيني جديد ، اشعر بالقلق"، لكن ما يُطمئن "ان الكبار سيموتون والصغار سينسون".

 هم الاميركيون اصلا وفصلا ، وليسوا الهنود الحمر ، كما هو شائع ، بعد ان الحق هذه التسمية بهم كريستوف كولومبوس الذي وصل الى اميركا عندما اكتشف جغرافيا العالم ، ظن انه في جزر الهند.. فالاميركيون الاصليون Native Americans قبل عصر كريستوفر، أو الهنود الحمر Red Indians بعد ذلك.



 وتناولت الدراسات التي تناولتهم تؤكد ان اصول ونشأة الهنود الحمر تعود الى اسيا الوسطى قبل اكثر من 10 آلاف سنة، كما اكدت ان الاميركيين الاصليين ، وعلى الرغم من انهم كانوا اول من اكتشف عالم الارقام ورموزه وتقدمهم في مجالات متعددة قبل الميلاد ، وشهرتهم بانهم اول من زرع التبغ ونفثه، الا ان الامراض فتكت بهم .. فجاء الزمن الذي استولت فيه اوروبا على اراضيهم .. وراحت سلالتهم تأخذ طريقها الى الانقراض.. الا ان وجودهم ما زال ملحوظا في دول اميركا اللاتينية ، وبصورة رئيسية في البيرو وبوليفيا... والمكسيك وغواتيمالا وكولومبيا والإكوادور، وفي البرازيل التي يعيش فيها اكثر من 300 ألف نسمة من الهنود الحمر ـ احصاء عام 1997، بعد ان شكلوا على مدى مئات السنين امما وقبائل لها تقاليدها وحضارتها ولغاتها وثقافتها.

قالوا عن الفلسطينيين انهم شعب اختُرع ليجعلوا منه قضية ، وقالوا عن الهنود الحمر انهم شعب كسول انتشرت في اوساطه الامراض بسبب التدخين الذين هم اول من زرعه وتم تسويق عشرات الاساطير التي تحدثت عن الهنود الحمر بانهم متخلفون عن بقية شعوب الارض.



 خضع الهنود الحمر الى استعمار الاوروبيين في القرن 15 الميلادي، وتعرضوا الى حملات ابادة جماعية ، وكان عددهم يقدر ما بين 70 و80 مليون شخص.. وراح عددهم يتناقص ، بعد ان شن الاوروبيون عليهم حربا بيولوجية، حصدت منهم الكثير جراء تفشي امراض الجدري والطاعون والكوليرا والملاريا والتيفوئيد، حتى ذُكر في الدراسات التي تناولت حياتهم ، ان بريطانيا وزعت عليهم ملابس واغطية حاملة للامراض بهدف نشر الامراض في اوساطهم. فقد امر القائد الأميركي (البريطاني الأصل) جفري أهرست في عام 1763 برمي بطانيات كانت تستخدم في مصحات علاج الجدري إلى الهنود الحمر بهدف نشر المرض بينهم مما أدى إلى انتشار الوباء الذي نتج عنه موت الملايين من الهنود، في حرب جرثومية مبكرة جدا.
 لم يعش شعب في التاريخ من ويلات المرض المنظم الذي كان يُقدم كالهبات الانسانية .. مثلما عاشه الهنود الحمر ، فامراض الإنفلونزا والحصبة والجدري أدت الى تناقص في عدد السكان الاصليين لشرق اميركا الشمالية وصل الى اكثر من الثلث ، والجدري وحده تسبب بموت ما نسبته 90 بالمئة منهم في مستعمرة خليج ماساتشوستس ، وانتقال امراض اخرى من الاوروبيين اليهم ادى الى انقراضهم بالكامل في بلايموث ( حاليا ولاية ماساتشوستس) ، وفي سبعينيات القرن الثامن عشر فتك الجدري باكثر من 30 بالمئة من الأميركيين الأصليين القاطنين في الساحل الغربي للولايات المتحدة، وشهدت الفترة الممتدة من العام 1780 الى العام 1838 تناقصا كبيرا في عدد الهنود في معظم المناطق ، الى ان تحرك "حرص" حكومة الولايات المتحدة الاميركية التي قامت باطلاق برامج لتلقيح الاميركيين الاصليين ضد الامراض.



فقد كانت لهم ثقافة ولغات خاصة بهم ، كانت مستمدة من حضارة المايا، فهناك لغة الأيمارا والكيتشوا والغوراني والمايا والناهواتل، وهذه اللغات يتداولها اليوم الملايين منهم يمارسون معتقداتهم وتقاليدهم ونظمهم الاجتماعية، وان كانوا يحرصون على الانعزال عن المجتمعات الغربية التي تحولت بالنسبة لهم الى عدو لا يمكن التعايش معه ، بفعل القهر التاريخي الذي لحق باجدادهم وباجداد اجدادهم .
 وعُرف عن الهنود الحمر انهم آمنوا بثلاث عشرة أسطورة كانت اشبه عندهم بالكتاب المقدس لدى الاديان الاخرى ، تروي الاساطير عن اعتقادهم بمجيء آلهة بيضاء من الشرق عبر المحيط، لتكون المخلص لهم من الشر والعدوان والخطايا ، وهم كانوا يقدمون المعادن الثمينة لتكون قربانا للالهة.



فيما عُرف عن الفلسطينيين انهم آمنوا بحقهم في الحياة في ارضهم ووطنهم .. والدفاع عنها ، على الرغم من سياسة التناقص في اعدادهم.. كما حصل مع الهنود الحمر.

الهنود الحمر اليوم
 ما زال الهنود الحمر .. او الاميركيون الاصليون يعيشون في موطنهم الاصلي الولايات المتحدة الاميركية ، وان بنسبة لا تتعدى الـ 1,5 بالمئة من مجموع سكان الولايات الاميركية ، بحيث يقدر عددهم حوالي الـ 4 ملايين نسمة يتوزعون الى 555 قبيلة ، وما زال القهر يستهدفهم ،
في تقرير نشرته مجلة هاي الاميركية في العام 2004 ، ان معظم الهنود الحمر ، فرضت عليهم السلطات ، قبل اكثر من مئة عام ، العيش في "محميات مستقلة"، وكلمة محميات تستخدم عادة للمساحات التي تخصص لتجميع الحيوانات ، ويشير التقرير الى انتشار البطالة وإدمان الكحول في هذه المحميات، وظهور حالات انتحار وانتشار الامراض ، ويقول الصحفي الاميركي نيك كولاكاوسكي .. ان هذه المحميات تعتبر اكثر المناطق فقرا في العال، فيما تقول الشابة جنيفر تاريولي23 عاما من قبيلة كريك، " إنه لأمر صعب أن يجد المرء عملا يعتاش منه في هذه الأنحاء، فالبطالة تطال اكثر من 80% من سكان هذه المحميات في ولاية اوكلاهوما".
 ويلفت التقرير الى ان الحكومة الاميركية فرضت حظرا على السكان الاصليين لاميركا ، ولعقود عديدة، سياسة الدمج على قبائل الهنود الحمر، استعمال اي من اللغات الأصلية الخاصة بهم او ممارسة التقاليد واحياء الاحتفالات الخاصة بهم ن وخصت لائحة الحظر المفروضة على الهنود الحمر “رقصة الأشباح” التي تحييها قبيلة السيوكس، وتقول الاستاذة في جامعة كاليفورنيا كارين بيرد

 ووصفت كارين بيرد الأستاذة في جامعة كاليفورنيا ما مورس ويمارس على الاميركيين الاصليين .. الهنود الحمر بـ "المروع" وتقول إنه استعمار.. وهم ضحاياه .. الناس ينسون جذورهم، ويشعرون بالعار تجاه هويتهم الضائعة .. لدى هؤلاء أعلى معدل للانتحار في اوساط الشباب بسبب أزمة الهوية التي يعانونها.

فعاصمة السينما الاميركية هوليود صورت الهنود الحمر على انهم سفاكو دماء وقتلة و"بربريون"، فهم منفذو الغارات لنهب الثروات والخيرات .. تلك هي الثقافة التي نسجتها السينما الاميركية .. لكن الحقيقة هي على عكس ذلك تماما.
 منذ الحرب القاسية التي خاضها "الاميركيون الجدد" ومعهم الاوروبيون على الاميركيين من السكان الاصليين ، الذين باتت شعوب العالم تعرفهم باسم "الهنود الحمر" ، وسياسة الغاء الشعوب مستمرة ، وان تغيرت هوية هذا الشعب او ذاك.
 بالامس كانت الضحية ..الهنود الحمر.. واليوم الضحية هي الشعب الفلسطيني.



 السياسة نفسها التي مورست على الاميركيين الاصليين ، مورست على الفلسطينيين ، التناقص والابعاد والمجازر والحروب والاغتيالات والاعتقالات والاقتلاع ومصادرة الاراضي وبناء المستوطنات والقتل الجماعي والبطالة والنزوح والتشرد واللجوء الى دول العالم ومنع ممارسة الطقوس والعادات واقفال المساجد والكنائس امام المصلين وتجنيس ومحاولات دمجهم في المجتمع الاسرائيلي وحصار وتجويع واقفال معابر اغلاق البحر واجبارهم على تعلم لغة غير لغتهم الام في الجامعات والمدارس وفرض عقوبات جماعية .
 في عام 1730 أصدر البرلمان الأميركي تشريعا يبيح إبادة الهنود الحمر، ليس فقط بل وأصدرت قرارا بتقديم مكافأة مقدارها 100 جنيه مقابل كل فروة مسلوخة من رأس هندي أحمر، و50 جنيه مقابل فروة رأس امرأه أو فروة رأس طفل.
 في اوائل القرن التاسع عشر اُرغم رؤساء القبائل على التوقيع على ورقة .. ثم يقومون بالاستناد الى هذه الورقة إبعاد القبيلة كلها من أرضها ، وقال زعيم قبيلة سوك بلاك هوك الذي لا يعرف الكتابة او القراءة "كل ما فعلته هو أنني لمست الورقة بريشة إوزة دون أن أعرف أنني وبتلك الفعلة كنت أوافق على التنازل عن قريتي"، فبات مصير أحفادنا رهينة ريشة الإوزة.

 ... لن يموت الفلسطينيون بالكوليرا ، كما مات الهنود الحمر .. ولا هم كلّوا او ملّوا من مواجهة سياسات الابادة الجماعية المتواصلة منذ اكثر من نصف قرن، وهي الوجه الشبه للسياسات الممنهجة التي مورست ، قبل مئات السنين ، على الهنود الحمر.


 **********************************************
  لقد سوّق الاميركيون الجدد والاوروبيون القدماء صورة المقاوم الفلسطيني الباحث عن وطن وعن هوية ، على انه ارهابي متوحش ..يقتل النساء والاطفال الاسرائيليين ، وينظمون حملات دعائية عن الهجمية التي تُلصق بالفدائيين الفلسطينيين ، ليرتعب الرأي العام العالمي من الفلسطينيين ، وليؤمنوا اوسع حملة تضامنية مع الاسرائيليين .. وتشجيع دول العالم "المتحضر" على تقديم العون والمساعدات لصمود دولة اسرائيل امام "الارهاب الفلسطيني"

 على الرغم من ان الفلسطينيين ليسوا مستعمرين وإنما هم لاجئون ونازحون .. لكنهم في كل الاحوال .. هم الهنود الحمر بنظر الاميركيين الجدد الذين يحتضنون لابسي ثوب الاوروبيين القدماء، علهم يكررون المشهد الذي جعلهم يطردون الاميركيين الاصليين .
 لم يشفع للفلسطينيين انهم طُردوا من ارضهم باتجاه اراض عربية يطلون من منافذها الحدودية نحو فلسطين.. بعضهم مات وهو يلامس شريط الاسلاك الشائكة عند الحدود.. والبعض الاخر وقف في بلدة مارون الراس في جنوب لبنان ، يسرق الهواء القادم من الجليل ليغذي به رئتيه الجائعتين مثل هذا الهواء .. كي لا تذوب هويتهم الضائعة منذ اكثر من ستين عاما .. وكي يهربوا من محاولات دمجهم في المجتمعات العربية التي تستضيفهم ، وكي يتجنبوا الحملات العنصرية التي تواجههم داخل مجتمعات الاشقاء.
 ========================================================


 عنصرية الايديولوجيا التي انتهجها الاميركيون الجدد ومعهم الاسرائيليون الذين تجمعوا من كل اصقاع الارض تحت هوية الديانة اليهودية ، لم تنجح في ان
 في كتابه "الفوز بالغرب", يقول الرئيس الاميركي الذي حمل الرقم 26 تيودور روزفلت لقد انتقل المستوطنون الأوروبيون إلى هذه الأماكن غير المأهولة. هذه الأرض (الارض التي عاش فيها الملايين من الأميركيين الأصليين ـ الهنود الحمر لم تكن ملكا لاحد ، فالحقيقة أن الهنود الحمر لم يملكوا أي أوراق تثبت ملكيتهم لها.
 اما رئيسة وزراء اسرائيل في ستينيات القرن الماضي غولدا مائير انكرت وجود شعب فلسطيني، حين قالت "لم يكن هنالك أي شيء يسمى بالفلسطينيين. لم يكن هنالك شعب يسمي نفسه بالشعب الفلسطيني وقمنا نحن بقلعهم من أرضهم وسلب وطنهم منهم. في الحقيقة. لم يكن للفلسطينيين أي وجود."
 لم يلتفت العالم ورأيه العام، القديم والحديث ، في فلسطين وفي اميركا ، الى تاريخ الفلسطينيين وحضارتهم وعراقة اصولهم العربية التي نشأت في منطقة الشرق الاوسط ن كما هو لم يلتفت الى حضارة الاميركيين الاصليين وعاداتهم العريقة وجذورهم التاريخية ، بل سيطر الفكر العنصري ، الذي ما زال تتحكم بالمجتمع الاميركي الحديث .. بين الاسود والابيض ، كما هو متحكم بين يهودي وعربي او فلسطيني.
 ولعل اكثر تعبيرا عن الروح العنصرية لدى الاميركيين الجدد والاسرائيليين ، ما قاله الرئيس الاميركي روزفلت مرة ""ما كان للعالم أن يتقدم لولا لم يتم إزاحة الشعوب المتوحشة والبربرية, من خلال الاستيطان المسلح.
 وفي المقلب الآخر ما قاله ابرز شخصية صهيونية مؤسسة للكيان الاسرائيلي بن غوريون الذي رئس الحكومة الاسرائيلية من عام 1948 وحتى تقاعده عام 1963، " إن إسرائيل تستخدم سياسة الدفاع العدواني، .. مع كل هجوم يقوم به العرب, نرد نحن بضربة مفجعة ، تدمير كلي للمكان وتهجير السكان العرب ومصادرة المكان". فكان التهجير الجماعي لمليون فلسطيني من فلسطين في العام الاول لاعلان الكيان الاسرائيلي عام 1948 ، وسلسلة المجازر الوحشية التي ما زال العالم يذكر اسماءها في دير ياسين وكفرقاسم وقبية وجنين والسور الواقي الذي زرع شتاتا حتى داخل العائلة الفلسطينية الواحدة في مناطق الضفة الغربية ، فضلا عن تدمير 420 بلدة فلسطينية ، وقد لاحقت حرب الابادة الجماعية للفلسطينيين بشن اسرائيل سلسلة من الحروب استهدفت الوجود الفلسطيني في الشتات تمت عبر اغتيالات وتصفية جسدية لكبار القادة والناشطين في العمل الفدائي الفلسطيني من سبعينيات القرن الماضي وحتى يومنا ، وكانت تتم هذه العمليات داخل مناطق فلسطينية او في دول عربية واوروبية ، اما في لبنان ، فكانت الظروف تسمح لاسرائيل بشن حروب ميدانية على الوجود الفلسطيني في المخيمات الممتدة من الجنوب وحتى البقاع والشمال ، ومخيم النبطية الذي ازيل بالكامل بفعل الغارات الاسرائيلية خير مثال على الاستهداف المباشر للفلسطينية بحرب ابادة جماعية.
 ومنذ العام الاول على تحويل فلسطين الى مستعمرة اوروبية ـ يهودية يرعاها الاميركيون الجدد، وحلقات تناقض عدد الفلسطينيين مستمرة، من خلال الحروب التي ارتكبت فيها ابادة جماعية كحرب العام 1967 والعدوان على غزة في العام 2008 ، اضافة الى القتل والاغتيالات والابعاد والاقتلاع ومصادرة الاراضي وبناء المستوطنات والتضييق على الفلسطينيين في ممارسة عاداتهم وتقاليدهم وطقوسهم الدينية ، واغلاق البحر وفرض الحصار ..البري والجوي والبحري وسياسة التجويع والتضييق على سبل الحياة وفصل الفلسطينيين عن بعضهم من خلال جغرافية منعزلة سموها "وطنا" مقطع الاوصال...فتحولت المخيمات التي انشأتها الامم المتحدة، لايواء النازحين من اللاجئين الفلسطينيين، كما المحميات التي انشأها الاميركيين الجدد ، لايواء لاميركيين الاصليين .. او الهنود الحمر.

وقد اجمع العديد من الباحثين والمفكرين في العالم على ان العنصرية الصهيونية شكلت امتدادا للفاشية الاوروبية.
 في الخامس عشر من تشرين الثاني نوفمبر من عام 1998 بثت الاذاعة الاسرائيلية خطابا لابرز قادة الحركة الصهيونية ارييل شارون ، امام حشد من المستوطنين في مناطقة الضفة الغربية يقول فيه "على الجميع أن يفعل شيء ما, أن يجري وأن يسيطر على المزيد من التلال ..فلنوسع المنطقة, كل من نستولي عليه يصبح ملكنا, وكل ما نفشل في الاستيلاء عليه يبقى في يد العرب.
 وروزفلت عبر في الكثير عن استراتيجية الاميركيين الجدد في تشويه صورة الاميركيين الاصليين حين قال "لا يوجد قوة استعمارية في العالم تعاملت مع المتوحشين ، بالكرم الذي أبدته الولايات المتحدة." هذا القول لاميركي جديد ، يشبه ما قاله قائد عمليات مجزرة جنين الاسرائيلي الكولونيل ديدي لصحيفة "جيروساليم بوست" .. "لقد تصرف الجيش الإسرائيلي في جنين بحذر شديد و بأخلاقيات تجعله أفضل جيوش العالم."