Wednesday, July 17, 2013

الحركة التشكيلية في لبنان وتأثرها بالثورات العربية


أصحاب مدراء الصالات: غزارة في الكم وندرة في النوع ومعاناة من التدني في نسبة المبيعات
محمد عبلة , مجموعة متحف فرحات

انتعشت الحركة الفنية التشكيلية في لبنان بعد تأثرها بالثورات العربية.  بعثرت الوجوه الفنية التي خرجت من أماكن تعج بالحروب والاقتتال،  وهذا تسبب باستقطاب لبنان بشكل موسع للفن السوري، واحتضانه فالمضامين  الفنية بمجملها حملت عناوين ذات مغزى تراثي مثل معرض الفنان «بطرس المعري»  والذي كان تحت عنوان «غريب في مقهى النوفرة» وهي مقهى تراثية موجودة في احياء دمشق القديمة  او اجنماعي او سياسي او انتهاك حقوق الانسان، وما الى ذلك فازدهرت المعارض بعروضها المتنوعة ذات الطابع الفني السوري.  بعيدا عن التميز والتفرد ولكن بجمالية فنية استطاعت فرض تواجدها على الساحة الفنية اللبنانية، كما تواجد الفن العراقي امثال «محمود شبر» في حين تراجعت الوجوه اللبنانية بمقارنة مع السنين السابقة. مما تسبب بكثرة العدد وندرة النوع من حيث الجودة الفنية، فما نمر به من اوضاع سياسية متردية انعكس فكريا، وثقافيا على كل المجالات وبالتالي ان التغيير بالوسط الفني التشكيلي في لبنان انعكس ايضا على الفنان، وعلى ما قدمه من محاولات ناضجة نوعا ما، وجيدة نادرا، فالتجارب السورية في لبنان كان لها الوجود الثري من حيث المضمون والاسلوب.  لكن لم تحمل الابداع الفني الذي نطمح اليه عربيا الا نادراً. لان أسواق الفن التشكيلي اعتمدت على ما هو تجاري تقريبا مع استثناءات بسيطة وخجولة، فما يقوم به تجار اللوحات هو اللجوء الى ما هو مطلوب جماهيريا من حيث النوع والتكلفة. لكن بالمقابل هناك جمعيات استطاعت ان تنتبه لهذه المسألة، واستدركت الامر لاقامة معارض غير ربحية تهدف الى اقامة معارض احترافية، لوجوه فنية لها تواجدها الفني امثال جمعية الفنانين اللبنانيين، والتي اطلت هذا العام مع معرض مائيات لبنانية، وقدمت «جاكلين اوهانيان»  و«ميشال روحانا» و«فؤاد جوهر»  و«راشد بحصلي» و«عاطف طعمة» و«علي شمس الدين» وايضا هذا العام رأينا معرض النحات اللبناني الفرد بصبوص في راشانا والذي كان له تواجده الفني المميز وحاليا ايضا «اناشار بصبوص»  في مهرجانات بيت الدين»  ومنحوتاته الثمانية والخط الفني الجديد لمادة الحديد.

علي السرميني , مجموعة متحف فرحات

يقول مدير المعارض بغاليري زمان زهير موسى: «ان الظروف التي تمر بها المنطقة العربية فتحت المجال لافتتاح مراكز فنية جديدة،  وهذه المراكز تعرض للسوريين القادمين من جهات مختلفة، مما تسبب في اكتشاف بيئة فنية جديدة، ومدارس فنية مختلفة متأثرة بالبيئة التي خرجت منها،  وهذا من شأنه ان يثري  الرؤية الفنية بالنسبة للبنانيين، ومع ذلك تراجعت نسبة المبيع الى ما دون المستوى المطلوب قياسا الى نسبة الحضور،  ومشاركة الجمهور التذوق الفني». من البديهي ان اي تواجد جديد على الصعيد الفني سيجعلنا نؤثر ونتأثر، فالفنون التشكيلية هي مادة ابتكارية ابداعية. تهدف الى التعريف بالقيم الجمالية المختلفة في الحياة.  كما انها تحاكي الذهنيات بشموليتها وقدرتها على تجاوز الازمات،  لانها تمتلك قدرة المحاكاة بصمت، لتطرح المواضيع السياسية والاجتماعية والادبية، والفنية وتمنح النفس القدرة على التحليق إلى عوالم اللون،  والخط والكونيات الخيالية المفتوحة بتناسق، وتناغم،  وانسجام،  وتجانس،  ولا ننسى ان مخاطبة العقل والروح تحتاج جماليا إلى ما يسترعي انتباهها،  لانها تزخر بالتنوع الفني من تصوير فوتوغرافي، ورسم على مختلف انواعه، ونحت من مواد مختلفة، واشغال يدوية فنية مما يجعله مرتبطا بعلاقة وثيقة مع المجتمعات الموجودة فيها، وهو يكشف عن سوسيولوجيات تجعلنا نتطلع دائما الى الجديد.
يقول مدير المعارض في غاليري حمزكييان هاغوب هواتيان: «ان الاستضافات الفنية غالبا تسبب التنوع في الرؤى الفنية، وتمنح لبنان الاساليب الجديدة ، والتي من شأنها ان تسبب التجدد الفني من خلال الثقافات  الآتية منها،  ونحن في غاليري «حمزكييان» سنفتتح صالات جديدة للعرض رغم الظروف الامنية التي تسببت بالازدهار الفني التشكيلي من حيث المعارض،  وتراجع نسبة المبيع، ولكن نحن نثق بلبنان وقدراته على تخطي الصعاب.  كما اننا نثق بالمتذوقين للفنون القادرين على تشجيعنا بما يكفي لنتواجد بهذا الزخم الفني».

ثائر معروف, مجموعة متحف فرحات

ان الاستضافات العربية والغربية تمثل جزءا مهما من هوية لبنان الثقافية والفنية. كونه على امتداد التاريخ حافظ على تواجده، كبقعة فنية معاصرة تواكب دائما كل جديد  على صعيد العالم، ولا ننسى ان لبنان بوصفه جسر تواصل بين الشرق والغرب فتح ابوابه للفن دائما، دون النظر للهوية الوطنية. انما اعتمد على الهوية الفنية فقط، كفن يدعو للانسان وجوده ومفاهيمه،  وقدراته على الخلق الفني بجميع مستوياته، فالاستضافات الفنية جاءت من ايطاليا  امثال «ساندرو سانا في»  غاليري «بيياس اونيك»  ومع «فرنسوا لامور» في غاليري «فاكنم» مع يغيت يازجي من تركيا (Art on 56th) و«جان ميشال سولف» وملغورزاتا باسوكو وآخرين كثر في غاليري» اليس مغبغب» وفي هذه الحركة المميزة فنيا وانسانيا. يثبت لبنان انه قادر على ابراز هويته الفنية، كمعرفة انسانية فكرية ثقافية. تكشف عن الوجوه الفنية الناشطة.
تقول السيدة «اليس مغبغب»  عن الاستضافات في صالات العرض التابعة لها: «ان الحركة الفنية هذا العام. لم تكن بالمستوى الفني السابق والمعهود قياسا للسنين السابقة في لبنان.  لكن انا شخصيا  استضيف الفن للفن، وبوصفه لغة عالمية يفهمها الجميع،  لانني لا افهم اللغة الصينية،  ولكن استطيع فهم لوحة فنية صينية من خلال اللون والخط، لكننا في لبنان نعاني من الموضة او «لايف ستايل»  اذا شئنا، فمثلا سلوى روضة شقير بلندن من خمس سنوات،  الآن بدأنا ننظر الى فنها بابداع لبناني له ميزته لانه نابع من فن متقن. لكن هذه الايام اشعر بتكرار تاريخي،  فمثلا في القرن التاسع كان الفنان «وينتر هالتر»  فنان الملكة اليزابت،  والكل يتطلع اليه بضجة دون النظر للاخرين،  وهذا ما يحدث الآن . يسطع نجم فنان من خلال الاعلام والانترنت، لنراه في كل الصالات والمعارض، في حين بعض المبدعين يحتاجون لتشجيع يمنحهم القوة للمثايرة على الابداع. فالانسان يحتاج لثقة بنفسه ليحب الفن،  ليتكون عنده ثقافة فنية قادرة على اثبات تواجدها بغض النظر عن سواها،  ونحن في صالات البيع بشكل عام في لبنان نعاني من التدني في نسبة المبيع،  ولكن يكفي ان نتواجد فنيا ولبنانيا».
ان المعطيات الفنية في لبنان تتجسد بروح الابداع والنشاط الدائم والحيوي كونه ملتقى الحضارات. ربما لصغر مساحته الجغراقية، ولتنوعه سياسيا  وطائفيا، ومذهبيا، وانفتاحه على العالم وقدراته على اثبات تواجده فنيا في العالم ايضا، ولا ننسى هنا الفنانة «هوغت غالاند» التي عرضت اعمالها هذا العام في لبنان وادهشت الحضور الفني بلوحاتها ذات المخزون الفكري والفلسفي، والهندسي والحضور الجماهيري بشكل عام.
ان فوران المنطقة العربية بثوراتها. لا بد وان يترك اثرا على الفن من حيث المضمون، وبدون النظر الى التقنيات التي لا يسعني ذكرها هنا،  لكن هذا ما اعطى الحركة التشكيلية وجها فنيا حمل رسائل مختلفة مثل معرض «رؤوف الرفاعي»  ودراويشه التي ارخت تعابيرها باسلوب هزلي منتقدا اوضاعا اجتماعية  وسياسية شتى،  وما قدمه ايضا الفنان «ثائر معروف» من فن هادف سعى الى الايحاء بقضايا حقوق الانسان والواقع المرئي حياتيا. هذا ما اكدته ايضا مديرة معرض «جانين ربيز» السيدة «نادين بكداش»   بداية من مركز بيروت للمعارض وصولاً لصالات العرض الاخرى. كانت الحركة ناشطة وديناميكية،  وقادرة على فتح ابوابها للفن بكل تنوعاته واتجاهاته. لان صالات العرض تسعى لترضية الاذواق الفنية عامة. ولاننا اليوم نختلف عن السنين السابقة، اصبح الفن يحمل الرسائل الاجتماعية ويطرح القضايا السياسية وما الى ذلك بشكل اكبر. لان العقل الانفتاحي صار اكثر تفكيرا بالاعمال المعروضة. بات  يقرأ ويفهم ويستنتج،  والاطلاع الفني توسع بشكل عام. ان الفن محاكاة  لكل الشعوب، كما أنه نشاط فكري عالمي. يرفع من مستوى التذوق الفني. لكن ايضا بالمقابل واجهتنا نسبة انخفاض بالمبيع، الا ان مسؤوليتنا هي الوقوف فنيا بثيات لنرفع من الانتاج برغم التأثر الواضح من الاوضاع الامنية الاقتصادية والنفسية لكننا نناضل من اجل لبنان والبقاء كمركز فني والمحافظة على المستوى الفني الابداعي ولو على حسابنا الشخصي».
ولكن ما نشهده من حركة تشكيلية  ناشطة وبطيئة. بمعنى ناشطة من ناحية العروض، وبطيئة من ناحية الطلب للسوق الفني بشكل عام. يضعنا امام جمود مرحلى. اكد عليه مدير دار المصور الاستاذ رمزي حيدر بقوله: «ان الاحداث في سوريا طاغية على كل الانشطة الثقافية والفنية، وبيروت تأثرت اكثر من غيرها. لاننا بلد جاد فنيا وناشط بكل المجالات.بل ومفتوح على العالم، ولكن نحن كدار المصور نسعى دائما لاقامة انشطة فنية اسبوعية  وندوات عن فن التصوير الفوتوغرافي، والفن التشكيلي وكل شهر نفتتح معرضا لفنان.  لكن ومع ذلك اقول هناك تراجع في الحضور وتأثر بالأوضاع ان من ناحية العرض او من ناحية المواضيع الفنية المطروحة من قبل الفنانين».

رؤوف رفاعي, مجموعة متحف فرحات

ما هو مهم هذه الفترة ان هناك نسبة من الذواقة خرجت لتبحث عن صالات العرض،  ومنها ما اسس صالات عرض جديدة،  لتكون بمستوى فني يمنح الحضور نوعا من الرضى،  وهذا ما قالت عنه السيدة «عايدة شرفان» من خلال صالة العرض التابعة لها تقول: في لبنان العديد من الفنانين النخبة، وانا شخصيا هذا العام كنت راضية عن الحركة الفنية في غاليري «عايدة شرفان»  لانني حين اختار الفنان اختار المبدع والقادر على منح الجمهور الدهشة والمتعة الفنية التشكيلية ذات المستوى الجيد.  لكن هناك ملاحظة،  وهي ان الفنان ينتظر لحظة الافتتاح،  ليشعر بالحضور الكثيف،  فالصالات الجديدة التي تم افتتاحها هذا العام كانت بمثابة صالات لنوعيات فنية تختلف،  وهذا جيد لانه يجعل لكل صالة عرض بلبنان ميزتها الفنية، مما وضع الصالات في خانة التصنيف الفني، فمثلا هناك صالات متخصصة فقط بالميكس ميديا. كما ان هناك صالات خاصة بالمائيات،  وهذا اثرى الصالات وميزها،  ولكن انخفضت نسبة الحضور ونسبة المبيع،  وتسبب هذا بتباطؤ الحضور عند كل الافتتاح. 
على ضوء ما ذكرت ومن خلال متابعتي لحركة الفنون في الصالات والمعارض احسست بهذا الكم من العرض الفني التشكيلي، والذي لم يخل من ابداعات يستحق الوقوف عندها والاهتمام بها كفن تشكيلي بغض النظر ان كان الفنان من سوريا او العراق او مصر او فرنسا او اميركا، وهذا ما قالته «ليندا ابو خاطر» مديرة غاليري «مارك هاشم» : «هذا العام كان حافلا بغاليري مارك هاشم بالنشاطات مع معارض جماعية ناشطة منحتنا حركة تختلف عن السنين السابقة. كما ان المعارض الفردية لاقت حضورها الخاص،  ومنها المصور الفوتوغرافي «صوفان»  ويشهد الغاليري وجوداً فنياً متنوعاً من كل الدول. كما اننا سنستضيف  في النصف الثاني من العام الفنان «ماورو كوردا» وآخرين. حقيقة انا اجدها ناشطة هذا العام وتحمل الكثير من التجدد في الوجوه الفنية التشكيلية.
هذا غالبا في بيروت العاصمة وما حولها. اما  في بقية المناطق، وطرابلس بالتحديد كانت الحركة لا بأس بها نوعاما، مع تعانيه طرابلس تحديدا من اوضاع امنية.  تجعل من الحركة حذرة جدا ، كما ان اوضاعها الاقتصادية جعلت الحركة بطيئة جدا قياسا الى بقية المناطق، ومع ذلك استطاع بيت الفن ومركز الصفدي الثقافي،  وجامعة البلمند تقديم معارض ناشطة على صعيد الفن للفن،  ونذكر هنا مرة ثانية ما قدمته جمعية الفنانين اللبنانيين من معرض «مائيات في لبنان» في مركز الصفدي الثقافي الذي اقام العديد من الانشطة الفنية،  وفي هذا يقول مدير عام مؤسسة الصفدي الاستاذ رياض علم الدين: «دائما المؤسسة في نشاط مستمر رغم الظروف الاقليمية،  وتأثر طرابلس بها،  لكننا نستقبل المعارض التشكيلية، والحرفية التي يقوم بها تلاميذ الجامعات بالتعاون مع كلية الفنون اللبنانية،  وايضا نستقبل الوجوه الفنية من دول اخرى بالتعاون مع السفارات، لتنشيط حركة التبادل الثقافي والفني.  ورغم كل الظروف الاقبال على الانشطة الفنية والثقافية ما زال بخير في طرابلس.نحن نؤمن بأهمية الارادة القوية لاظهار الصورة الجمالية لطرابلس ودورها الفعال في اي نشاط ثقافي فني يعيد الفرح ويجدد ارادة الحياة».

محمد عزيزة , مجموعة متحف فرحات

ويقول مدير مركز بيت الفن الثقافي في طرابلس الاستاذ «عبد الناصر ياسين»: «المعارض خجولة في الشمال بشكل عام،  لكنها جيدة بالنسبة للوضع الامني السىء،  لانه برغم ذلك استضفنا، واقمنا العديد من المعارض.  منها معرض للفنان «عمران ياسين»، والفنان «محمد عزيزة»، وللنحات العراقي «محمد العبيدى»، وغيرهم، فالمدينة الطرابلسية تعاني من الخوف الامني، وهذا منع اقامة بعض المعارض، لكن ما زلنا نحمل شعلة الامل في طرابلس لنكمل مشوارنا الثقافي والفني ولنضىء بيت الفن دائما بلوحات فنية تحمل القيم الجمالية والمعاني الفكرية كما اننا سعداء بالحركة الفنية الناشطة في بيروت ونتابعها باستمرار.
ولا ننسى في طرابلس ايضا الرابطة الثقافية التي اقامت ايضا المعارض التشكيلية لوجوه من طرابلس مع قصر نوفل البلدي،  وانشطته السنوية في هذا المجال لكن قياسا لمدينة بيروت الحركة تختلف تماما من حيث الكم والنوع والاستضافات من الدول الاخرى، وهذا بسبب الاوضاع الامنية بين جبل محسن والتبانة مما وضع المدينة في حركة بطيئة فنيا.
اما في الجنوب فانحصرت الانشطة على الجمعيات، والمراكز الثقافية مثل معرض لمجموعة متحف فرحات في المركز الثقافي للبنان الجنوبي  ومعرض الفنانة «نور بلوق»  في المركز الثقافي الفرنسي بالنبطية، مع معارض اخرى خجولة في مركز كامل يوسف جابر الثقافي وبهذا تكون الحركة التشكيلية في لبنان هي الاقوى في بيروت قياسا للمناطق الاخرى.
الفن هو اللغة القادرة على مخاطبة الانسان بكل اطيافه وجنسياته،  لكننا نفتقد للاحتراف بنسب عالية، فالنشاط الكمي فنياً في صالات العرض. ازدهر متوائما مع قلة نوعية، لكن المعارض بمجمل عام، استطاعت ايصال المتعة الجمالية للذواقة، وبلوحات قدمت  بموضوعية فنونا ابداعية غير تقليدية، وقادرة على اثبات تواجدها الفني وتجددها، لكن لا تكفي المعارض في لبنان حاجة السوق الفني العالمي،  لكنها تترجم حاجة المجتمعات لهذا الفن وتفعيله،  لخلق تيارات تهتم بالفن التشكيلي للفن نفسه،  وليس لنسبة مبيعه وقدرته على تلبية الاسواق العربية المحلية.  
حضور فني سوري نوعي وكثيف

ضحى عبدالرؤوف المل

No comments:

Post a Comment