Monday, December 27, 2010
Tuesday, December 21, 2010
Wednesday, December 15, 2010
مصطفى الحلاج و التجوال في البدائية الحية - بقلم لما فواز حمزة
الذكرى الثامنة لرحيل مصطفى الحلاج (15-12-2002)(15-12-2010
مصطفى الحلاج و التجوال في البدائية الحية
By Mustafa El Hallaj |
في 15 كانون الأول 2002,أنهى مصطفى الحلاج بشكل دراماتيكي حياته الملتهبة بوعي الثقافة التشكيلية البدائية الحديثة,فيما كان يجاهد لانقاذ مرسمه"قاعة الانتظار"في دمشق من حريق ناتج عن احتكاك كهربائي,فقضى و هو يعد لأكبر لوحة يتراوح طولها ما بين 93مترا و 114مترا"الجدارية النهرية",و التي رحل قبل أن يتممها و احترق أجزاء منها معه,ليس لتختزل تجربته فحسب,بل لتكون الشاهد على حلاج معلق كرمز متمرد و شاهد على لغة فنية لا تزال تشكل أسئلة حية في سمات الحياة التكوينية للوحة التشكيلية كمفهوم تراثي و ابداعي حضاري,بمعزل عن التوصيفات والتصنيفات السلبية و الأنتروبولوجية التي عرفت الفن البدائي أنه ما قبل الثقافي أو وحشي أو كحالة سابقة على الحالة الانسانية و أنه فن حيواني و ما قبل التاريخ و التدوين,بينما هو بداية صياغة الأنا النشوئية الانسانية و فن مبكر و تجسد منطقا أوليا لأشكال الهيكلية للاجتماع البشري.
اجتهد مصطفى الحلاج الفلسطيني ابن يافا(1983),النحات و التشكيلي و الغرافيكي,منذ صغره اللعب بالطين,يدرب اليد على ملاحقة العين و يجمع سرهما؛هذا النهج الفطري قاده الى تجوال متناقضي و مأساوي تكشفي,فبعد طرده من دياره و بيئته الفلسطينية الأولى جراء نكبة 48و ما تلاها من انتهاك فاضح للاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية,جال الحلاج من فلسطين الى الأردن فسورية فلبنان فمصر,و كان قد أنهى دراسة النحت في القاهرة.تخرج (1968)و تابع دراسات عليا في الأخضر.أقام أول معرض له في القاهرة,و تفرغ الحلاج كليا للعمل الفني فأقام المعارض في البلاد العربيةو الأوروبية بعد أن تشبع أكاديميا في دراسة النحت لادراك زواياه كافة(360درجة),كما تفاعل مع مفهوم اللوحة ابنة الثقافة الفرعونية و السومرية و الفينيقية و الاغريقية و القبطية و الاسلامية,كما اطلع على فنون الشرق الأوسط و أفريقيا و الأميركيتين و الفنون القديمة التي كونت الحضارة,و في سن الأربعين وقف الحلاج حين استقر في لبنان قائلا:"سأبدأ اللعب",و من بيروت,مختبر الثقافة و الفنون,واجه الحلاج بمعرفته و استخداماته اجتياحات المدارس الأوروبية و تقنياتها الباردة من منطق التعبير الانساني,الريفي و المدني باتجاه الجمالي و التدريب المتواصل.و في ظل النقد المبهور باللوني و الهندسي و تجارب الفانتازيا,لم يأخذ الحلاج حقه النقدي و الاعلامي,بل انساق النقد نحو المناهج الأميركية و الأوروبية و التجريدية و التعبيرية و الواقعية الاشتراكية,حيث تحول الانسان معها الى مهارة تقنية خدمة للسوق و باتت اللوحة أقرب الى عرض الأزياء.في خضم هذه الحالة و جغرافيتها النقدية الواسعة التزم الحلاج الطبيعة الام دون تقليد,و نحت تجربته من الطبيعة و استطاع أن يتأثر بنفسه ناحية التعبير الانساني و الجمالي الى لغة باردة مشحونة بليلها و قتامته,متأججة بأنين ضد النزيف الانساني راسما معاناته الشخصية و معاناة شعبه كعامل أساسي لديه,مغلفا لوحاته بجو أسطوري,يؤسسه الى جانب مفرداته البدائية التشكيلية و شخوصه,تلك الهالة التي نثرها في سديم اللوحة كوحدة متجانسة متناثرة متناقضة,متشابهة.
By Mustafa Hallaj - self portrait |
وقد ساعده فن الغرافيك على تنمية حس طبيعي خاص للوحة,فيها مناخات رتيبة ترحالية و صافية في التعبير و بساطة و تكرار,غلب عليها الأسود كظل و ميل نحو البدائية كنظرة عفوية كأنه فن شعوب أو فن أطفال,كحركة واعية للعودة الى السذاجة و البساطة المتقاربة مع الفنون الشعبية و أساليبها التراثية,ما أحدث تأثيرا مباشرا و لكن في العمق.لقد قارب التقد العلمي بين رسم البدائيين في مغاور"لاسكو"(فرنسا)و بين رسوم ميكل أنجلو في كنيسة السكستين و استخلص أنهما لا يقلان شأنا عن قيمتهما الفنية,ما يتضح أن الابداع البشري و عبقريته و المستوى التقني للحضارة لا يسيران سيرا مطردا.
الجميل في سيرة مصطفى الحلاج أنه التقى ناجي العلي,و الأجمل أن ناجي العلي قرأ مليئا لوحة الحلاج,و بين صداقته للحلاج و زياراته المتكررة الي بيت الحلاج في بيروت القريب من جريدة السفير,و عودته الى الى مأواه في مخيم عين الحلوة في صيدا,و بين طفولته التي لم ينساها الى وعيه السياسي,احتدمت لدى رسام حنظلة بدائيته التعبيرية المبسطة و الممزوجة بوعي سياسي في فلسطينيته و عروبته التي تقاطعت مع علوم الحلاج التاريخية الفنية و فلسطينيتها أيضا و التي ربطت طاقة التعبير بالقضية الملهمة للشعب الفلسطيني.حين استشهد ناجي العلي في لندن,تأثر الحلاج كثيرا و سمى قاعته باسم ناجي العلي و أقام له معرضا.
لم يفرق الحلاج بين غرنيكا و هيروشيما و حلبجة و قانا و جنين...ليؤكد أن السبيل الوحيد هو أن يرسم الفنان معاناته الشخصية التي هي معاناة شعبه,و يؤكد هربرت ريد (مؤرخ الفن الحديث) أن طبيعة الفن الجوهري ليس خاليا من الغرض و ليس أمرا عرضيا.
ان فنانين كبار مالو الى الأسلوب الجمالي و الشعبي البدائي,بول غوغان راح الى الفطرية و الرمزية مستوحيا من جزر هاواي,بابلو بيكاسو استعار عناوين النحت الافريقي(فتيات أفينيون),اللوحة التي حددت انطلاقة بيكاسو في الفن التكعيبي و الأمثلة عديدة...,توفي لحقيقة مفادها أن النمو الثقافي الحضاري غير مرتبط بالحضارة التقنية و هذا ما تنبه له الحلاج في لوحاته و منحوتاته بمعني جلي استمات في الدفاع عنه لوثوقه العميق بكائنيته الانسانية المتمردة ضد الخوف و الفن الأكاديمي و الطبيعي.
لم يوفر مصطفى الحلاج امكانية الا و استخدمها في تطوير مناعة فكرته البسيطة في تقنياتها المتقشفة,نحتيا و حفر على الخشب و لون مجسمات طبيعية و نباتية سميكة,تماهيا مع مفاهيمه لقوانين الفن الأساسية ضمن مفهوم مستدل بالفن البدائي,الى الحياة المعاصرة.
عاش الحلاج تاريخا مليئا بالمرارة و الألم لعدم سيطرته على محيطه الزائف,فاتجه بقوته البسيطة الخارقة لفهم غائية المجتمع بحثا عن وثبة جمالية فيها من قوة الحس و الحركة البطيئة و الهندسة المتناظرة و المتكررة للاقتراب من الواقع,مستخدما الشفافية و التسطيح و خط الأرض و الدائرة و القمر و الترحال و التقرب من الغامض و المجهول و الولادة و الخلود و حركة اللوحة التصويرية في زواياها كافة في سيادة لوحة حلاجية فريدة تخصه بدلالات ستبقى بليغة في رسمها الطفولي المرتبط بالوجود بالوجود ,بتمرد فكري جمالي يحمل توقيع فلسطين.
ان لمتحف فرحات فرادة في الاهتمام بلوحات مصطفى الحلاج فهو يقتني منها مجموعة من الجداريات النادرة نظرا لتقديره لفنان حمل قضية شعبه و همومه و لاهتمامه بطابعها الانساني و بمعاناة الشعب الفلسطيني,ليضيفها الى مجموعاته الفنية المتعددة و المتميزة,كمجموعة صنع في فلسطين و مجموعة الملتقى الفني التشكيلي في معتقل الخيام و مجموعة سجن عسقلان....تحت عنوان "الفن لأجل الانسانية
Friday, December 10, 2010
Thursday, December 9, 2010
حيث تكون الصورة ... لا متسع للكلمات... هل يمكن ان يتخيل المرء، اليوم ، عالما من دون صورة؟ - بقلم محمود الزيات
Photo By Mahmoud Zayat تصوير محمود الزيات |
المخيلة هنا صعبة بالتأكيد ، في هذه الحالة سيكون العالم غائبا مقطع الاوصال ، لا تعرف هذه الحضارة شيئا عن الحضارات الاخرى ، ولا يعرف شعب او امة بقية الشعوب والامم التي يتشارك معها الحياة على هذه الارض ، ... فالصورة جعلت للارض
فالصورة الصحفية تحكي ، تروي ، تقص ، وتسجل واقعا معيوشا، وتؤرخ لذاكرة انسانية وهي حكاية عن "معاناتها" التي حملها المصور، فالصورة الصحافية ، اصبحت اليوم كائنا واقعيا ، يستقطب اهتمام الرأي العام العالمي، فهي تقرأ او تجسد الأحداث الإنسانية ، وهي التماس المباشر مع الواقع ، وتلعب دورها الريادي انها كناقل وموثق للتاريخ ، وفي تسجيل القضايا الانسانية ، فالتصوير الفوتوغرافي، شكل منذ ان قام ، دافعا قويا لطاقة تنويرية ومعرفية ، اسس لنهضة ما تزا ل الفنون تعيشها ، وهي تسهم بشكل اساسي في بلورة الرأي العام ، وهي تحرك فعلا تؤسس لتاريخ، وهي بالتأكيد ... تؤرخ الذاكرة الإنسانية ، وكما يقول احد الفلاسفة فإن الصورة الجميلة لا تخلقها النظريات.
قيل عن الصورة الصحافية ، انها تؤرشف اللحظات وتؤرخ الحياة ، وان الصورة الصحافية تؤرخ لزمن استثنائي ، عاشه شعب ووطن ، وحملت في ما حملت الكثير من التعابير الغنية ، وعكست ما شهده البشر والحجر والشجر والدروب والوديان والجبال والسماء، وقبل كل شيء الارض ، وهناك كبار من الفلاسفة والمفكرين والفنانين ، لم يروا الصورة الا مخطوطة ، قد لا تبادلها كل حروف المقالات والدراسات والمداخلات والمساجلات والتقارير ، وكل القراءات عن الصورة الفوتوغرافية ، ستبقى منقوصة، طالما ان الصورة في تطور، وتحاكي الزمان والمكان ، لتجعل ذاكرة الشعوب حية ورهيفة.
قد يكون دور الاعلام ، عنوانا للنقاش والبحث والتنقيب ، عما اذا كان يؤدي دوره في تشكيل الرأي العام ، ولكن الصورة ، انجزت مهمتها على اكمل وجه ، فنادرا ما نسمع عن مقالة او تحقيقا صحافيا او افتتاحية حركت الرأي العام ، وانزلت مئات الالاف من شعوب العالم الى الشوارع للتظاهر ونظمت مئات الاعتصامات والاحتجاجات ضد الجريمة ، لكن الصورة الصحافية فعلتها في كثير من المحطات التس شهدت حروبا ومجازر ، طالت مئات المدنيين.
يبرح المكان ، صور تحتل جدارا جُبل مع الصخر ، صور بقيت تنظر الى زوارها... امامها لم نكن نجد مكانا للكلام.
وشعوبها تاريخا وذاكرة تتجدد يوما بعد يوم.
فالصورة الصحفية تحكي ، تروي ، تقص ، وتسجل واقعا معيوشا، وتؤرخ لذاكرة انسانية وهي حكاية عن "معاناتها" التي حملها المصور، فالصورة الصحافية ، اصبحت اليوم كائنا واقعيا ، يستقطب اهتمام الرأي العام العالمي، فهي تقرأ او تجسد الأحداث الإنسانية ، وهي التماس المباشر مع الواقع ، وتلعب دورها الريادي انها كناقل وموثق للتاريخ ، وفي تسجيل القضايا الانسانية ، فالتصوير الفوتوغرافي، شكل منذ ان قام ، دافعا قويا لطاقة تنويرية ومعرفية ، اسس لنهضة ما تزا ل الفنون تعيشها ، وهي تسهم بشكل اساسي في بلورة الرأي العام ، وهي تحرك فعلا تؤسس لتاريخ، وهي بالتأكيد ... تؤرخ الذاكرة الإنسانية ، وكما يقول احد الفلاسفة فإن الصورة الجميلة لا تخلقها النظريات.
قيل عن الصورة الصحافية ، انها تؤرشف اللحظات وتؤرخ الحياة ، وان الصورة الصحافية تؤرخ لزمن استثنائي ، عاشه شعب ووطن ، وحملت في ما حملت الكثير من التعابير الغنية ، وعكست ما شهده البشر والحجر والشجر والدروب والوديان والجبال والسماء، وقبل كل شيء الارض ، وهناك كبار من الفلاسفة والمفكرين والفنانين ، لم يروا الصورة الا مخطوطة ، قد لا تبادلها كل حروف المقالات والدراسات والمداخلات والمساجلات والتقارير ، وكل القراءات عن الصورة الفوتوغرافية ، ستبقى منقوصة، طالما ان الصورة في تطور، وتحاكي الزمان والمكان ، لتجعل ذاكرة الشعوب حية ورهيفة.
قد يكون دور الاعلام ، عنوانا للنقاش والبحث والتنقيب ، عما اذا كان يؤدي دوره في تشكيل الرأي العام ، ولكن الصورة ، انجزت مهمتها على اكمل وجه ، فنادرا ما نسمع عن مقالة او تحقيقا صحافيا او افتتاحية حركت الرأي العام ، وانزلت مئات الالاف من شعوب العالم الى الشوارع للتظاهر ونظمت مئات الاعتصامات والاحتجاجات ضد الجريمة ، لكن الصورة الصحافية فعلتها في كثير من المحطات التس شهدت حروبا ومجازر ، طالت مئات المدنيين.
يبرح المكان ، صور تحتل جدارا جُبل مع الصخر ، صور بقيت تنظر الى زوارها... امامها لم نكن نجد مكانا للكلام.
وشعوبها تاريخا وذاكرة تتجدد يوما بعد يوم.
لا عودة لزمن الصحافة التي كانت تصدر ، من دون صورة صحافية ، باتت اليوم مكونا اساسيا من مكونات الصحافة المكتوبة، التي اظهرت مؤخرا ، اهتماما منقطع النظير بالصورة الصحافية، المرفقة في كثير من الاحيان ، بالمادة الصحافية ، علما ان الصورة تشكل لدى كبريات الصحف في العالم مادة صحافية بذاتها.
مع دخولنا الثورة البصرية التي كانت حصيلة للتطور التكنولوجي ، نكون قد دخلنا في عصر جديد من الابداع والمعرفة في صناعة الصورة الصحافية التي باتت مهيمنة على الاعلام العالمي ، ولعل "اخلاقية" الصورة الصحافية ، انها لا تقتحم البيوت لتفرض نفسها على ساكنيها، بل هي تستأذنه ، قبل ان تدخل بصره وعقله واحاسيسه.
لكل صورة صحافية ، كان لها بطل ، وأبطال الحكاية الفوتوغرافية التي تجسدها الصورة ، ما زلت التقيهم واعيش معهم ، حتى الاموات منهم ، وما زلنا اجد نفسي اليوم ، ابحث عن الكثير من الوجوه التي صورتها ، لانهم ما زالوا يحتلون الذاكرة، والصورة بكل جوانبها ، نجحت في ان توزع تأثيراتها في كافة المجالات ، وشهدها بعض هذه المجالات ، كادخال الصورة في الدعاية والحروب النفسية والتأثيرات السياسية ، انطلاقا المثل الصيني القديم ، القائل " الصورة تساوي عشرة الاف كلمة ، وهو مثل متواضع في نظرته للصورة الصحافية وعلى الرغم من الدور الذي تضطلع به شبكات التلفزة الفضائية، وعلى الرغم من اتساعها وتطورها، فانها لم تنجح في ان تكون بديلا عن الصورة الفوتوغرافية التي بقيت محافظة دورها ومكانتها في عالم الصحافة، وبقيت الصورة تأخذ الحيز الاساسي في عالم الصحافة المقروءة ، وعمادها الاساسي.
والخطير ان الصورة ، قد تعكس حجم الروح الخلاقة ، من خلال جمالية يجب ان يحرص المصور الصحفي على اظهارها ، وها نحن نعيش مع الصورة في يومياتنا ، لنرى انها كسرت كل القواعد والمقاييس والاعتبارات الفنية التي توارثها عالم التصوير ، وهي خرجت من اطارها التقليدي ، التي جسدتها هذه القواعد، كتحديد مهارات المصور التي تدخل في مجال دراسة ظروف التصوير، وحركة الظل و الـ "Contre jour" والسرعة والعدسات والضوء، وصولا الى تقنيات النظام الرقمي، لتكون العين هي المهارة الاولى والاخيرة في عالم التصوير الفوتوغرافي ، فما يجري هو تسخير الكاميرا وعدساتها ومعها التقنيات الحديثة ، لخدمة العين والمصور الفوتوغرافي.
احيانا ، لا علاقة للصورة ، بالسبق الصحفي او الحدث المدوي ، او ما شابه. إن نجاح الصورة الصحفية ، يعتمد بالدرجة الأساسية على قدرة المصور الفنية والمهنية، منطلقا بذلك من فهم واضحا للمشهد ـ الحدث، وقدرتهم على التخفيف من الانفعالات ، التي يمكن ان تكون في كثير من الاحيان منطقية ، ودائما ما يكون المصورون الصحفيون، يقرأون الحدث وظروفه وتداعياته، كي تأخذ الصورة مداها في التعبير ، لانه في هذه الحال ن انه امام تحد دائم ، خاصة وانه يتقاسم المشهد مع مصورين آخرين محترفين، فالامتحان صعب والمهمة جميلة ، طالما انك تشعر بالمسؤولية ، حين تتعامل مع الصورة، بحس صحفي ،
سنة بعد سنة ، ونحن نشعر اننا ما زلنا في حالة عشق مع الكاميرا ، ما زال سحرها يحرك فينا كل الحواس، ما زلنا ندرس لغتها ، اليست الصورة كما الموسيقى، لغة عالمية؟.
الصورة الصحافية... والمصورون اللبنانيون
تتعاظم مسؤولية المصور الصحفي ، حين يعمل في مراحل تعتبر من المحطات التاريخية ، بل حين يكون للحدث امتدادات وانعكاسات مؤثرة ، فكيف اذا كانت هذه الامتدادات والانعكاسات ذات تأثير مباشر على حياة مجموعة من البشر ، فالمصور غالبا ما يجد نفسه امام مسؤولية كبيرة ، تفرض عليه ان يكون بمستواها، فاما ان ينجح واما ان يفشل، وهنا يدخل المصور الصحفي في امتحان صعب، ماذا يريد من الحدث؟، وما هي الصورة التي يبحث عنها؟، او لنقل ما هي الصورة التي يمكن لها ان تحكي الحدث ، وهنا، عين المصور هي التي تساعد في البحث عن الصورة التي تعكس الواقع، بعيدا عن أي مكسب او هدف مادي، والامتحان هنا ان عين هذا المصور ، هي غيرها عند المصور الاخر، وهاجس المصور الصحفي ، يركز على الصورة التي تعكس الحياة اليومية لشعب ما، ولا يمكن للصورة ان تنحسر في الدمار او الموت او الدماء او تعاسة والما ومعاناة ، وغالبا ما اجد نفسي مضطرا للبحث عن الانسان في الصورة ، الذي ينبغي ان يكون العنصر الاول في الصورة الفوتوغرافية، فالصورة التي نريدها ، لا تكون بالضرورة، وفي كل مرة ، دمارا وخرابا ودماء .
في كل مرة ، يعيش اللبنانيون حربا قادمة من صوب الجنوب ، كانت هذه الحرب ، تستهدف في ما تستهدف المصورين الصحافيين ، وفي كل مرة ، كان المصورون يسطرون بجهودهم ، ملاحم في الواجب المهني ، وهو واجب لم تألفه الدبابات ولا الطائرات الحربية التي غالبا ما تحتل السماء، ومع كل عدوان يُشن على أي شعب ، كانت العدسة تواكب تفاصيله، وتنقل ما يحمل هذا الحدث من بشاعة ، ومع كل مجزرة ترتكب ضد الاطفال والنساء والشيوخ، كانت العدسة تتحدث عن معاناتهم لتُجسد معاناة شعب ووطن ، ومن وراء العدسة هذه ، هناك عين ترى وتسجل الحدث بكل آلامه .
والمصورون اللبنانيون الذين اكتسبوا خبرات كبيرة خلال سنوات الحرب الداخلية، هذه الحرب التي كادت ان تحولهم الى ابطال في "حرب الشوارع والاقتحامات" التي جرت بين الاطراف المتحاربة في كافة المناطق اللبنانية ، ما زالت مختزنة في ذاكرة الكثيرين ممن عايشوا فصولها، و برز المصورون اللبنانيون خلال الاعتداءات الاسرائيلية الواسعة . وفي يوميات المصورين الصحفيين في جنوب لبنان ، يواجهون مسؤولية العمل بامانة ، لنقل الصورة كما هي ، ومن دون تدخل ، مهما كان المشهد مؤلما ، فعليه ان يصور المشهد ، لنقله الى الرأي العام كما هو ، مبرزا واقعيتها وحقيقتها وتفاصيلها المرتبطة بروحية المشهد، لتتجسد الصورة الواقعية للحدث، بعيدا عن الاصطناع والانفعال والارتجال ، وهؤلاء يصادفون ، لا بل يعانون الكثير ، كقيام بعض الجهات بمنعهم من القيام بواجبهم، من التقاط صورة ما ، تحت ذريعة الاعتبارات الامنية او العسكرية او حتى الشخصية، وفي الحد الادنى لا يسمح للمصور بالعمل في مناخ طبيعي ، فتُزال معالم الصورة الحقيقية التي لا تجذب او تؤثر على الرأي العام ، او تُشوه او تجوّف.
الموت ساكت والدمار ايضا، من يحرك هذا الموت والدمار، انها الصورة ، لا احد غيرها، ... ام تلوح بمنديل او تندب وهي باكية ، او طفل يرتعب من صوت الطائرات او من القصف المدفعي ، او من انفجار ، وهنا لا حاجة لمخيلة المصور ، او صورة اطفال جائعين يبحثون عن فتات ، وفي كل ذلك ، فانه مهما كانت مخيلة المصور مرهفة ، فان المشهد يبقى اقوى تأثير من اجتهاد المصور، مهما بلغت حرفيته وحسه الانساني، والصورة التي نقلت المجازر البشعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الاسرائيلي في الجنوب اللبناني، ، وما اكثرها ، وجسدت تفاصيل البشاعة والاجرام ، تلقاها الرأي العام العالمي من خلال عدسات مصورين لبنانيين يعملون في وكالات صحفية اجنبية ، هؤلاء المصورون حرصوا على " تظهير" الصورة الاكثر تعبيرا عن المعاناة الانسانية .
كثيرون هم المصورون الذين يتسابقون على التقاط مشاهد الموت والدمار والمأساة، وهم في تنافس دائم فيما بينهم، وهذا بديهي وطبيعي ، ولكن المصور يحتاج دائما الى العين التي تقرأ المشهد اكثر، والتي لا يمكن للمواطن او حتى للمراقب ان يشاهدها الا في الصورة ... حين تخرج الى الناس.
والمصورون اللبنانيون كانوا السباقين في نقل اهم الاحداث التي شهدها لبنان وبعض الدول التي اعتبرت من البؤر المتلهبة، وكل الحروب التي عشناها في جنوب لبنان ، كانت غير محصورة الاهداف، وغالبا ما كانت تتجاوز اهدافها العسكرية المرسومة ، لتطال مرافق صحية واجتماعية وانسانية ومهنية ، وهي حروب ادرجت المصورين الصحافيين ضمن لوائح الاهداف العسكرية. والمصور اللبناني اثبت قدرته وثباته، وهذه الحقيقة اكدتها شهادات كبرى المؤسسات التي تعنى بالصورة الصحفية، اضافة الى التجارب التي خاضها المصور اللبناني ، وهم تحولوا الى منافسين حقيقيين للمصورين الاجانب، الذين باتوا يحسبون للمصور اللبناني ألف حساب، خاصة في المواقع الساخنة، والصحف العالمية التي تفضل نشر صور لمصور اجنبي ، لا عربي او لبناني، كانت مجبرة على التعامل مع صور اللبنانيين الذين يعملون في الوكالات الاجنبية ، علما ان الوكالات العالمية التي تتعاطى الصورة لها ثقة كبيرة بالمصور اللبناني الذي اثبت جدارته في مجال التصوير الفوتوغرافي.
نحن ، معشر المصورين الصحفيين الذين جُبلنا في ارض الجنوب ، الارض التي لا تزال ، الاكثر التهابا ونارا، منذ عشرات السنين، نزعم اننا ما لم نواكب اي حدث يعيشه الجنوب اللبناني ، بالصورة ، وما لم نرافق اهل الجنوب، نساءه ، اطفاله ، كهوله ، فاننا سنشعر ، بالتأكيد ، بعقدة الذنب ، وباننا لا ننتمي الى هذه البيئة الاجتماعية والانسانية، وهو شعور ، من الصعب ان يشعر به غير المصورين الصحفيين، انطلاقا من ان الصورة ، هي بالتأكيد ، صفحة من تاريخ شعب ووطن، علينا ان نكتب بعض اسطرها.
كثيرا ما تغرينا الصورة ، لتخرجنا من رتابة الاشياء والاسماء ، وهي الحافز الوحيد الذي لا يدعنا نهدأ او نستكين، للبحث عن المزيد ... فالمزيد، لان باستطاعة ذاكرتنا المثقلة بالصور ، ما تزال قادرة على تحمل المزيد ، وان كانت قادتنا مرات ومرات ، الى الكأبة او حتى الى البكاء ، وبكينا في كثير من الاحيان.
يبقى الامل في ان تخفف الضوابط والقيود المفروضة على المصورين اللبنانيين، لانهم اعطوا الكثير للصحافة اللبنانية والعالمية، كي يستمروا في العطاء، فكل مصور هو مشروع شهيد، علما انه سقط من المصورين شهداء قضوا اثناء تأديتهم مهامهم الصحافية خلال الحرب واثناء الاعتداءات الاسرائيلية ، ومنهم النقيب جورج سمرجيان، عبدالرزاق السيد، عدنان كركي، الياس الجوهري، خليل الدهيني، حبيب ضيا ، احمد عياش واحمد حيدر احمد وبهجت دكروب ، وغيرهم .
خلال سنوات الحرب التي امتدت من العام 1975 ، مرورا بحرب تموز من عام 1993، وحرب نيسان من عام 1996، وفي زمن تحرير الجنوب عام 2000 ، وصولا الى حرب تموز عام 2006 ، كان هناك الكثير من لحظات الوجدان الانساني التي كانت تتمالك المصورين الصحفيين ، طوال ساعات العمل، الساعات التي لا تنته، والتي كنا فيخا ننتقل الى المواقع الساخنة… في النبطية ، القاسمية ، صور ، قانا ، بنت جبيل ، مارون الراس ، عيترون ، عيناثا، عربصاليم ، وحوافي الجسور المكسورة قصفا ، والاجساد الممزقة بين ركام المنازل والاشجار ، كنا نشاهد الموت بأم العين ، او كما كان يتراءى لنا، كنا في كل مرة نسخر من الموت القادم من السماء، نسمع عبارة لاحدهم، كانت تعزينا ونشد من عزيمتنا " ان الوطن ليس مكانا نُقتل فيه ، بل هو حلم يعيش فينا.
خلال مواكبتنا الاعلامية لمعاناة اهل القرى والبلدات في جنوب لبنان، عبر نقل الام وافراح هؤلاء ، بالصورة، بات الجنوبيون اصدقاء حميمين للمصورين الصحافيين ، وتتوطد الصداقة اكثر في القرى المتاخمة لخطوط النار، تلك التي يطلق عليها اسم " خطوط التماس" الحدودية، كنا نسأل في سرنا ، هل للصورة الصحفية اصدقاء؟، وهل لها اعداء؟، وهو سؤال لطالما طرحه الكثير من المصورين الصحافيين ، خلال محن واوقات عصيبة، وُضعت الكاميرا فيها في دائرة الاتهام والمطاردة ، او حتى المكافحة!ن وتعامل معها كثيرون على انها "البعبع" الذي يجب تجنبه، قلنا ، نعم للصورة اصدقاء ... واعداء.
اصدقاء الصورة ، بالدرجة الاولى ، هم ابطالها ، الذين يدركون اكثر من غيرهم مدى تأثيرها ، سيما في المحطات الخطيرة والاستثنائية ، كالحروب والمآسي والويلات ، وحتى في زمن الفرح ، هن الامهات اللواتي رحن يبحثن بين الركام عن اطفالهن في قانا وصديقين وصريفا والشياح ، وهن يعتصرن كل معاناتهن الخارجة من زمن الوحشية التي تعربد في فضاء الكون، وهن يعشن مع جراحاتهن ، وغالبا ما يكون صديقهن الوحيد في هذه اللحظات ، هوالمصور ، الذي يمكن ان يكون رفيقا ومسعفا ومساعدا ومشاركا للالم ، من دون ان ينسى انه مصور.
تستحق الصورة من المصور الصحفي ، اجتياز مسافات واسعة، والانتظار لساعات، في ظل شجرة ، او تحت اشعة شمس دافئة … او حتى حارقة ، اكثر من ذلك ، تستحق الصورة خوض المغامرة التي تفصل بين الحياة والموت ، ليصل الى مشهد تلتقطه العدسة ونقلها الى الرأي العام ، تستحق الصورة اكثر من ذلك ، اذا كان في وعينا ان الصورة غالبا ما تكون اكبر من الكلمات والمقالات الصحافية والتحاليل الغارقة في المصطلحات التي لا يألفها الا جمهور النخبة المترف.
في حرب تموز عام 2006 ، افرغت الاخبار والتحاليل والمقالات ، قرى وبلدات الجنوب من سكانها ، وسقطت قرى وبلدات تحت سيطرة الغزاة ، لكن الصورة دحضت كل ذلك ، حين تحدثت الصورة عن "ديبة" المسنة الجنوبية التي كانت تجرجر جسدها داخل الاحياء المدمرة في بنت جبيل ، وحين تحدثت الصورة عن اطفال كفركلا الذين كانوا يشاهدون الصواريخ تنهمر على مستعمرة المطلة ، وحين تحدثت الصورة عن ابو محمد على شرفة منزله في بلاط ، نعم الصورة دحضت كل الدعاية التي مارستها الكلمات ، فكان ان سخرت عدسات المصورين من الامبراطورية الاعلامية التي كانت تبنى من خارج مكان الحدث .
في زمن الحرب ، خرجت الصورة من الاحياء السكنية التي مالت من عصف الصواريخ المندفعة نحوها ، والابنية النائمة، وكأنها تعبت وهي تعلو واقفة ، والاشجار تحتضن تراب الارض ، و"صنادل" التبغ المكومة بين اطلال المنازل ، حينها لم تعد النوافذ نوافذ، ولا الابواب ابوابا ، ضاعت معالم الامكنة ، وتوقف الزمان عند الذين راحوا يبحثون بين الغرف الموزعة في الاحياء ، طفل الثماني سنوات رأيناه يصرخ من هول جراحه النازفة دما والما.
كثيرة هي الصور التي التقطناها في جنوب لبنان ، خلال العدوان ، اعتبرها الاسرائيليون انها "مشينة بحث المجتمع الاسرائيلي واخلاقياته" ، كصور لضحايا نساء واطفال قتلوا تحت انقاض منازلهم، حتى ان وسائل الاعلام الاسرائيلية ، شككت بحقيقة هذه الصور ، وكالت الاتهامات للمصورين بـ "التواطؤ بالمقاومة" ، في موازاة ذلك ، راح الاعلام الاسرائيلي يخوض حملة لابراز الاخفاقات العسكرية الاسرائيلية، ويعتبر هزيمة الجيش الاسرائيلي التي عكستها الصورة الاتية من جنوب لبنان ، بانها مهينة بحق الرأي العام الاسرائيلي.
الصورة ، لا تصنع نصرا لشعب ، ولكنها خير مساهم في صناعة هذا النصر ، وفي جنوب لبنان ، وفي كل الحروب التي سجلت ، هزمت صورة المصور الصحفي في لبنان ، بمضمونها وبتعابيرها، صور المصورين الاسرائيليين ، فالاولى امتلكت القصة ، وهذا هو كل الموضوع .
والمصورون الصحفيون في جنوب لبنان ، توقفوا كثيرا عند ما ورد في تقارير الاعلام الاسرائيلي ، التي حملت الكثير من التشكيك بصورهم ، وهي شنت حملات عليهم ، واتهمتهم بانهم يحضرون دمى الاطفال معهم الى منازل المواطنين التي استهدفتها الغارات، بوضع هذه الدمى وسط ركام المنازل، في ايحاء وقح ، بان اطفال اهل الجنوب اللبناني لا يعرفون الدمى ولا يلهون بالالعاب ، ولا احد منهم يمتلك دراجة هوائية !. هذه الحملات ، جاءت بعد ردود فعل عالمية غاضبة ومنددة بالعمليات العسكرية التي تشنها اسرائيل على المدنيين في حربها على لبنان ، بالاستناد الى صور المصورين الذين واكبوا ايام العدوان الاسرائيلي الذي كان حافلا باستهداف المدنيين ، في ظل عجز للاعلام الاسرائيلي في تقديم "الصورة الافضل" لاسرائيل خلال الحرب، فضلا عن العجز في التخفيف من وهج الهزيمة التي مني بها الجيش الاسرائيلي، الهزيمة التي صار اسمها "اخفاقات".
في كل مرة ، كانت العدسة تلح علي ، لاحتك اكثر بالمشهد الذي يحتل الامكنة ، فكيف ان كانت الصورة المعلقة على الجدار ، ما تزال هي هي . في الجنوب ، بقيت صور الوجوه معلقة على جدرات البيوت المكسورة ، لم تشأ ان تسقط، علها تبقى شاهدا على مشهد لم يبرح المكان ، صور تحتل جدارا جُبل مع الصخر ، صور بقيت تنظر الى زوارها... امامها لم نكن نجد مكانا للكلام.
http://www.lebanesephotobank.info/
أم عزيز , من أهالي المخطوفين |
لا عودة لزمن الصحافة التي كانت تصدر ، من دون صورة صحافية ، باتت اليوم مكونا اساسيا من مكونات الصحافة المكتوبة، التي اظهرت مؤخرا ، اهتماما منقطع النظير بالصورة الصحافية، المرفقة في كثير من الاحيان ، بالمادة الصحافية ، علما ان الصورة تشكل لدى كبريات الصحف في العالم مادة صحافية بذاتها.
مع دخولنا الثورة البصرية التي كانت حصيلة للتطور التكنولوجي ، نكون قد دخلنا في عصر جديد من الابداع والمعرفة في صناعة الصورة الصحافية التي باتت مهيمنة على الاعلام العالمي ، ولعل "اخلاقية" الصورة الصحافية ، انها لا تقتحم البيوت لتفرض نفسها على ساكنيها، بل هي تستأذنه ، قبل ان تدخل بصره وعقله واحاسيسه.
Beirut before 1975 by Semerdjian بيروت قبل الحرب الأهلية للمصور جورج سمرجيان |
لكل صورة صحافية ، كان لها بطل ، وأبطال الحكاية الفوتوغرافية التي تجسدها الصورة ، ما زلت التقيهم واعيش معهم ، حتى الاموات منهم ، وما زلنا اجد نفسي اليوم ، ابحث عن الكثير من الوجوه التي صورتها ، لانهم ما زالوا يحتلون الذاكرة، والصورة بكل جوانبها ، نجحت في ان توزع تأثيراتها في كافة المجالات ، وشهدها بعض هذه المجالات ، كادخال الصورة في الدعاية والحروب النفسية والتأثيرات السياسية ، انطلاقا المثل الصيني القديم ، القائل " الصورة تساوي عشرة الاف كلمة ، وهو مثل متواضع في نظرته للصورة الصحافية وعلى الرغم من الدور الذي تضطلع به شبكات التلفزة الفضائية، وعلى الرغم من اتساعها وتطورها، فانها لم تنجح في ان تكون بديلا عن الصورة الفوتوغرافية التي بقيت محافظة دورها ومكانتها في عالم الصحافة، وبقيت الصورة تأخذ الحيز الاساسي في عالم الصحافة المقروءة ، وعمادها الاساسي.
والخطير ان الصورة ، قد تعكس حجم الروح الخلاقة ، من خلال جمالية يجب ان يحرص المصور الصحفي على اظهارها ، وها نحن نعيش مع الصورة في يومياتنا ، لنرى انها كسرت كل القواعد والمقاييس والاعتبارات الفنية التي توارثها عالم التصوير ، وهي خرجت من اطارها التقليدي ، التي جسدتها هذه القواعد، كتحديد مهارات المصور التي تدخل في مجال دراسة ظروف التصوير، وحركة الظل و الـ "Contre jour" والسرعة والعدسات والضوء، وصولا الى تقنيات النظام الرقمي، لتكون العين هي المهارة الاولى والاخيرة في عالم التصوير الفوتوغرافي ، فما يجري هو تسخير الكاميرا وعدساتها ومعها التقنيات الحديثة ، لخدمة العين والمصور الفوتوغرافي.
احيانا ، لا علاقة للصورة ، بالسبق الصحفي او الحدث المدوي ، او ما شابه. إن نجاح الصورة الصحفية ، يعتمد بالدرجة الأساسية على قدرة المصور الفنية والمهنية، منطلقا بذلك من فهم واضحا للمشهد ـ الحدث، وقدرتهم على التخفيف من الانفعالات ، التي يمكن ان تكون في كثير من الاحيان منطقية ، ودائما ما يكون المصورون الصحفيون، يقرأون الحدث وظروفه وتداعياته، كي تأخذ الصورة مداها في التعبير ، لانه في هذه الحال ن انه امام تحد دائم ، خاصة وانه يتقاسم المشهد مع مصورين آخرين محترفين، فالامتحان صعب والمهمة جميلة ، طالما انك تشعر بالمسؤولية ، حين تتعامل مع الصورة، بحس صحفي ،
سنة بعد سنة ، ونحن نشعر اننا ما زلنا في حالة عشق مع الكاميرا ، ما زال سحرها يحرك فينا كل الحواس، ما زلنا ندرس لغتها ، اليست الصورة كما الموسيقى، لغة عالمية؟.
تصوير عصام حسن |
الصورة الصحافية... والمصورون اللبنانيون
تتعاظم مسؤولية المصور الصحفي ، حين يعمل في مراحل تعتبر من المحطات التاريخية ، بل حين يكون للحدث امتدادات وانعكاسات مؤثرة ، فكيف اذا كانت هذه الامتدادات والانعكاسات ذات تأثير مباشر على حياة مجموعة من البشر ، فالمصور غالبا ما يجد نفسه امام مسؤولية كبيرة ، تفرض عليه ان يكون بمستواها، فاما ان ينجح واما ان يفشل، وهنا يدخل المصور الصحفي في امتحان صعب، ماذا يريد من الحدث؟، وما هي الصورة التي يبحث عنها؟، او لنقل ما هي الصورة التي يمكن لها ان تحكي الحدث ، وهنا، عين المصور هي التي تساعد في البحث عن الصورة التي تعكس الواقع، بعيدا عن أي مكسب او هدف مادي، والامتحان هنا ان عين هذا المصور ، هي غيرها عند المصور الاخر، وهاجس المصور الصحفي ، يركز على الصورة التي تعكس الحياة اليومية لشعب ما، ولا يمكن للصورة ان تنحسر في الدمار او الموت او الدماء او تعاسة والما ومعاناة ، وغالبا ما اجد نفسي مضطرا للبحث عن الانسان في الصورة ، الذي ينبغي ان يكون العنصر الاول في الصورة الفوتوغرافية، فالصورة التي نريدها ، لا تكون بالضرورة، وفي كل مرة ، دمارا وخرابا ودماء .
في كل مرة ، يعيش اللبنانيون حربا قادمة من صوب الجنوب ، كانت هذه الحرب ، تستهدف في ما تستهدف المصورين الصحافيين ، وفي كل مرة ، كان المصورون يسطرون بجهودهم ، ملاحم في الواجب المهني ، وهو واجب لم تألفه الدبابات ولا الطائرات الحربية التي غالبا ما تحتل السماء، ومع كل عدوان يُشن على أي شعب ، كانت العدسة تواكب تفاصيله، وتنقل ما يحمل هذا الحدث من بشاعة ، ومع كل مجزرة ترتكب ضد الاطفال والنساء والشيوخ، كانت العدسة تتحدث عن معاناتهم لتُجسد معاناة شعب ووطن ، ومن وراء العدسة هذه ، هناك عين ترى وتسجل الحدث بكل آلامه .
والمصورون اللبنانيون الذين اكتسبوا خبرات كبيرة خلال سنوات الحرب الداخلية، هذه الحرب التي كادت ان تحولهم الى ابطال في "حرب الشوارع والاقتحامات" التي جرت بين الاطراف المتحاربة في كافة المناطق اللبنانية ، ما زالت مختزنة في ذاكرة الكثيرين ممن عايشوا فصولها، و برز المصورون اللبنانيون خلال الاعتداءات الاسرائيلية الواسعة . وفي يوميات المصورين الصحفيين في جنوب لبنان ، يواجهون مسؤولية العمل بامانة ، لنقل الصورة كما هي ، ومن دون تدخل ، مهما كان المشهد مؤلما ، فعليه ان يصور المشهد ، لنقله الى الرأي العام كما هو ، مبرزا واقعيتها وحقيقتها وتفاصيلها المرتبطة بروحية المشهد، لتتجسد الصورة الواقعية للحدث، بعيدا عن الاصطناع والانفعال والارتجال ، وهؤلاء يصادفون ، لا بل يعانون الكثير ، كقيام بعض الجهات بمنعهم من القيام بواجبهم، من التقاط صورة ما ، تحت ذريعة الاعتبارات الامنية او العسكرية او حتى الشخصية، وفي الحد الادنى لا يسمح للمصور بالعمل في مناخ طبيعي ، فتُزال معالم الصورة الحقيقية التي لا تجذب او تؤثر على الرأي العام ، او تُشوه او تجوّف.
الموت ساكت والدمار ايضا، من يحرك هذا الموت والدمار، انها الصورة ، لا احد غيرها، ... ام تلوح بمنديل او تندب وهي باكية ، او طفل يرتعب من صوت الطائرات او من القصف المدفعي ، او من انفجار ، وهنا لا حاجة لمخيلة المصور ، او صورة اطفال جائعين يبحثون عن فتات ، وفي كل ذلك ، فانه مهما كانت مخيلة المصور مرهفة ، فان المشهد يبقى اقوى تأثير من اجتهاد المصور، مهما بلغت حرفيته وحسه الانساني، والصورة التي نقلت المجازر البشعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الاسرائيلي في الجنوب اللبناني، ، وما اكثرها ، وجسدت تفاصيل البشاعة والاجرام ، تلقاها الرأي العام العالمي من خلال عدسات مصورين لبنانيين يعملون في وكالات صحفية اجنبية ، هؤلاء المصورون حرصوا على " تظهير" الصورة الاكثر تعبيرا عن المعاناة الانسانية .
كثيرون هم المصورون الذين يتسابقون على التقاط مشاهد الموت والدمار والمأساة، وهم في تنافس دائم فيما بينهم، وهذا بديهي وطبيعي ، ولكن المصور يحتاج دائما الى العين التي تقرأ المشهد اكثر، والتي لا يمكن للمواطن او حتى للمراقب ان يشاهدها الا في الصورة ... حين تخرج الى الناس.
تصوير حسن عبدالله - الضاحية الجنوبية لبيروت 2006 |
نحن ، معشر المصورين الصحفيين الذين جُبلنا في ارض الجنوب ، الارض التي لا تزال ، الاكثر التهابا ونارا، منذ عشرات السنين، نزعم اننا ما لم نواكب اي حدث يعيشه الجنوب اللبناني ، بالصورة ، وما لم نرافق اهل الجنوب، نساءه ، اطفاله ، كهوله ، فاننا سنشعر ، بالتأكيد ، بعقدة الذنب ، وباننا لا ننتمي الى هذه البيئة الاجتماعية والانسانية، وهو شعور ، من الصعب ان يشعر به غير المصورين الصحفيين، انطلاقا من ان الصورة ، هي بالتأكيد ، صفحة من تاريخ شعب ووطن، علينا ان نكتب بعض اسطرها.
كثيرا ما تغرينا الصورة ، لتخرجنا من رتابة الاشياء والاسماء ، وهي الحافز الوحيد الذي لا يدعنا نهدأ او نستكين، للبحث عن المزيد ... فالمزيد، لان باستطاعة ذاكرتنا المثقلة بالصور ، ما تزال قادرة على تحمل المزيد ، وان كانت قادتنا مرات ومرات ، الى الكأبة او حتى الى البكاء ، وبكينا في كثير من الاحيان.
Photo By Abed Al-Razak Al-Sayed تصوير عبد الرزاق السيد |
يبقى الامل في ان تخفف الضوابط والقيود المفروضة على المصورين اللبنانيين، لانهم اعطوا الكثير للصحافة اللبنانية والعالمية، كي يستمروا في العطاء، فكل مصور هو مشروع شهيد، علما انه سقط من المصورين شهداء قضوا اثناء تأديتهم مهامهم الصحافية خلال الحرب واثناء الاعتداءات الاسرائيلية ، ومنهم النقيب جورج سمرجيان، عبدالرزاق السيد، عدنان كركي، الياس الجوهري، خليل الدهيني، حبيب ضيا ، احمد عياش واحمد حيدر احمد وبهجت دكروب ، وغيرهم .
Photo of Nabih Nassar صورة المصور نبيه نصار وهو مصاب |
خلال سنوات الحرب التي امتدت من العام 1975 ، مرورا بحرب تموز من عام 1993، وحرب نيسان من عام 1996، وفي زمن تحرير الجنوب عام 2000 ، وصولا الى حرب تموز عام 2006 ، كان هناك الكثير من لحظات الوجدان الانساني التي كانت تتمالك المصورين الصحفيين ، طوال ساعات العمل، الساعات التي لا تنته، والتي كنا فيخا ننتقل الى المواقع الساخنة… في النبطية ، القاسمية ، صور ، قانا ، بنت جبيل ، مارون الراس ، عيترون ، عيناثا، عربصاليم ، وحوافي الجسور المكسورة قصفا ، والاجساد الممزقة بين ركام المنازل والاشجار ، كنا نشاهد الموت بأم العين ، او كما كان يتراءى لنا، كنا في كل مرة نسخر من الموت القادم من السماء، نسمع عبارة لاحدهم، كانت تعزينا ونشد من عزيمتنا " ان الوطن ليس مكانا نُقتل فيه ، بل هو حلم يعيش فينا.
خلال مواكبتنا الاعلامية لمعاناة اهل القرى والبلدات في جنوب لبنان، عبر نقل الام وافراح هؤلاء ، بالصورة، بات الجنوبيون اصدقاء حميمين للمصورين الصحافيين ، وتتوطد الصداقة اكثر في القرى المتاخمة لخطوط النار، تلك التي يطلق عليها اسم " خطوط التماس" الحدودية، كنا نسأل في سرنا ، هل للصورة الصحفية اصدقاء؟، وهل لها اعداء؟، وهو سؤال لطالما طرحه الكثير من المصورين الصحافيين ، خلال محن واوقات عصيبة، وُضعت الكاميرا فيها في دائرة الاتهام والمطاردة ، او حتى المكافحة!ن وتعامل معها كثيرون على انها "البعبع" الذي يجب تجنبه، قلنا ، نعم للصورة اصدقاء ... واعداء.
الجيش الإسرائيلي يحقق مع المصور علي حشيشو |
تستحق الصورة من المصور الصحفي ، اجتياز مسافات واسعة، والانتظار لساعات، في ظل شجرة ، او تحت اشعة شمس دافئة … او حتى حارقة ، اكثر من ذلك ، تستحق الصورة خوض المغامرة التي تفصل بين الحياة والموت ، ليصل الى مشهد تلتقطه العدسة ونقلها الى الرأي العام ، تستحق الصورة اكثر من ذلك ، اذا كان في وعينا ان الصورة غالبا ما تكون اكبر من الكلمات والمقالات الصحافية والتحاليل الغارقة في المصطلحات التي لا يألفها الا جمهور النخبة المترف.
في حرب تموز عام 2006 ، افرغت الاخبار والتحاليل والمقالات ، قرى وبلدات الجنوب من سكانها ، وسقطت قرى وبلدات تحت سيطرة الغزاة ، لكن الصورة دحضت كل ذلك ، حين تحدثت الصورة عن "ديبة" المسنة الجنوبية التي كانت تجرجر جسدها داخل الاحياء المدمرة في بنت جبيل ، وحين تحدثت الصورة عن اطفال كفركلا الذين كانوا يشاهدون الصواريخ تنهمر على مستعمرة المطلة ، وحين تحدثت الصورة عن ابو محمد على شرفة منزله في بلاط ، نعم الصورة دحضت كل الدعاية التي مارستها الكلمات ، فكان ان سخرت عدسات المصورين من الامبراطورية الاعلامية التي كانت تبنى من خارج مكان الحدث .
في زمن الحرب ، خرجت الصورة من الاحياء السكنية التي مالت من عصف الصواريخ المندفعة نحوها ، والابنية النائمة، وكأنها تعبت وهي تعلو واقفة ، والاشجار تحتضن تراب الارض ، و"صنادل" التبغ المكومة بين اطلال المنازل ، حينها لم تعد النوافذ نوافذ، ولا الابواب ابوابا ، ضاعت معالم الامكنة ، وتوقف الزمان عند الذين راحوا يبحثون بين الغرف الموزعة في الاحياء ، طفل الثماني سنوات رأيناه يصرخ من هول جراحه النازفة دما والما.
كثيرة هي الصور التي التقطناها في جنوب لبنان ، خلال العدوان ، اعتبرها الاسرائيليون انها "مشينة بحث المجتمع الاسرائيلي واخلاقياته" ، كصور لضحايا نساء واطفال قتلوا تحت انقاض منازلهم، حتى ان وسائل الاعلام الاسرائيلية ، شككت بحقيقة هذه الصور ، وكالت الاتهامات للمصورين بـ "التواطؤ بالمقاومة" ، في موازاة ذلك ، راح الاعلام الاسرائيلي يخوض حملة لابراز الاخفاقات العسكرية الاسرائيلية، ويعتبر هزيمة الجيش الاسرائيلي التي عكستها الصورة الاتية من جنوب لبنان ، بانها مهينة بحق الرأي العام الاسرائيلي.
الصورة ، لا تصنع نصرا لشعب ، ولكنها خير مساهم في صناعة هذا النصر ، وفي جنوب لبنان ، وفي كل الحروب التي سجلت ، هزمت صورة المصور الصحفي في لبنان ، بمضمونها وبتعابيرها، صور المصورين الاسرائيليين ، فالاولى امتلكت القصة ، وهذا هو كل الموضوع .
الناجية الوحيدة من مجزرة مروحين - حرب تموز 2006 تصوير علي علوش |
والمصورون الصحفيون في جنوب لبنان ، توقفوا كثيرا عند ما ورد في تقارير الاعلام الاسرائيلي ، التي حملت الكثير من التشكيك بصورهم ، وهي شنت حملات عليهم ، واتهمتهم بانهم يحضرون دمى الاطفال معهم الى منازل المواطنين التي استهدفتها الغارات، بوضع هذه الدمى وسط ركام المنازل، في ايحاء وقح ، بان اطفال اهل الجنوب اللبناني لا يعرفون الدمى ولا يلهون بالالعاب ، ولا احد منهم يمتلك دراجة هوائية !. هذه الحملات ، جاءت بعد ردود فعل عالمية غاضبة ومنددة بالعمليات العسكرية التي تشنها اسرائيل على المدنيين في حربها على لبنان ، بالاستناد الى صور المصورين الذين واكبوا ايام العدوان الاسرائيلي الذي كان حافلا باستهداف المدنيين ، في ظل عجز للاعلام الاسرائيلي في تقديم "الصورة الافضل" لاسرائيل خلال الحرب، فضلا عن العجز في التخفيف من وهج الهزيمة التي مني بها الجيش الاسرائيلي، الهزيمة التي صار اسمها "اخفاقات".
في كل مرة ، كانت العدسة تلح علي ، لاحتك اكثر بالمشهد الذي يحتل الامكنة ، فكيف ان كانت الصورة المعلقة على الجدار ، ما تزال هي هي . في الجنوب ، بقيت صور الوجوه معلقة على جدرات البيوت المكسورة ، لم تشأ ان تسقط، علها تبقى شاهدا على مشهد لم يبرح المكان ، صور تحتل جدارا جُبل مع الصخر ، صور بقيت تنظر الى زوارها... امامها لم نكن نجد مكانا للكلام.
http://www.lebanesephotobank.info/
Wednesday, December 8, 2010
Tuesday, December 7, 2010
Wednesday, December 1, 2010
Friday, November 26, 2010
أطفال الحرب ,أطفال السلام - بقلم لما فواز
Thursday, November 18, 2010
Tuesday, November 16, 2010
Ali Hashisho (Lebanese Photographer)
This image by the Lebanese photo journalist Ali Hashicho was taken in 1999. The composition shows everyone in this Bedouin family gathering, including the lamb are watching the Arab League Summit through the television and inside the tent. In this photo the photographer, Ali Hachisho is conveying a strong message to the viewer with his opinion, which is based on his perception of the Arab League. Since the time of its establishment as a leading power in the Middle East for the Arabs, the Arab League has failed to resolve any problem which the Arab World has faced. He sees the Arab leaders as butchers who are leading their people as sheep to the Slater house. In his mind, this image speaks accurately of the role which the Arab League plays and how it functions as an entity dealing with the issues facing the Arab World.
http://www.lebanesephotobank.info/ |
This image by the Lebanese photo journalist Ali Hashicho was taken in 1999. The composition shows everyone in this Bedouin family gathering, including the lamb are watching the Arab League Summit through the television and inside the tent. In this photo the photographer, Ali Hachisho is conveying a strong message to the viewer with his opinion, which is based on his perception of the Arab League. Since the time of its establishment as a leading power in the Middle East for the Arabs, the Arab League has failed to resolve any problem which the Arab World has faced. He sees the Arab leaders as butchers who are leading their people as sheep to the Slater house. In his mind, this image speaks accurately of the role which the Arab League plays and how it functions as an entity dealing with the issues facing the Arab World.
Wednesday, November 10, 2010
Tuesday, November 9, 2010
صنع في فلسطين - مطالعة سياسية تشكيلية بقلم فاطمة الحاج
القصة بدأت في مؤسسة إناري ومع اهتمامات مدير متحف هيوستن جيمس هاريثاس لرسوم السجناء السياسيين في الولايات المتحدة الاميركية وخاصة السود منهم والمكسيكيين. هذا البحث الدائم عن المعاناة الانسانية لتسليط الضوء عليها، قاده للبحث في المعاناة الفلسطينية وما لهذا الشعب من مآس يطاول الأساطير فيمخر عباب النفس البشرية الحرة، هذه النفس التي تسيّج نفسها بشريط شائك من الحقد وبحائط يعلو ويمتد كلما تجذرت العنصرية، هذه الحالة الطليقة النادرة التي تمثلت في اصرار جايمس هاريثاس على المضي في بحثه الجاد والحقيقي عن المعاناة البشرية أنّى وُجدت. على الانترنت وجد اسم الفنانة ساميا الحلبي ، تمّ الاتصال بدأ العمل معها ضمن شرط من قبل الفنانة الفلسطينية: هو عدم إقامة معرض إسرائيلي بالتوازي مع المعرض الفلسطيني، وكان الاتفاق.
بدا المشوار بالذهاب إلى فلسطين والاتصال بالفنانين مباشرةً: مدير المتحف مع صحفيين اثنين ومصممين بالإضافة إلى الفنانة سامية الحلبي، وقادهم التفتيش عن الفن الفلسطيني إلى خارج الأراضي الفلسطينية فذهبوا إلى دمشق للبحث عن أعمال الفنان التشكيلي مصطفى الحلاّج . ومن ثم إلى الأردن.
اختاروا الأعمال وذلك بغض النظر عن كلفة الشحن الباهظة لهذه الأعمال إلى هيوستن التي بلغت حوالي نصف مليون دولار. دون المبالغ الأخرى وخاصة ما يتطلب هكذا معرض من تكاليف كتاب وغبره ودعوات واتصالات.
وتمّ الحدث في The Station Museum Houston Texas سنة 2003 .
وكان ما هو متوقع : قاطعت الصحف الأميركية المعرض في البداية، ودارت نقاشات حادة مع مدير المتحف.
وبعد مرور شهر على المعرض بدأت الصحافة الكتابة . مقالة اعتبرت المعرض إرهابياً، ربما مدافعة عن أرييل شارون لما للوحة الفنان عدنان يحي من دلالات. هذه المقالة جعلت الناس تتوافد لرؤية المعرض « شكراً للكاتب» تقول ساميا الحلبي لأنه أعطى المعرض شهرة دون قصد منه .
وقْعُ المعرض كان متفاوتاً لحد أن البعض من زواره تأثر حتى البكاء.
ولكن بعض الصهاينة ممن جالوا في المعرض امتعضوا واستنكروا معتبرين أن ذلك يعمل على تشويه صورة اسرائيل.
ثمّ يدا العمل على الخطوة التالية، ألا وهي تجوال المعرض في بعض الولايات الأخرى، فتمت دعوة عدد كبير من المتاحف هناك لاستضافة المعرض، فأرسل 45 مغلفاً متضمناً لصور المعرض. الرفض الكللي من الجميع: «نخسر تمويل متاحفنا»، جواب واحد كان هو السبب.
وكان لا بد من التحرك والعمل بشكل فردي لدعم متابعة التجوال، هذا ما تشرحه ساميا الحلبي. فبدأتْ بالعمل مع بعض الأميركيين القلائل المؤيدين للقضية الفلسطينية، والقضايا العالمية المحقة بالاضافة إلى بعض الأشخاص في الجالية العربية. جمعوا بعض التبرعات من إقامة حفلات ومآدب يعود ريعها لاستمرارية تنقل المعرض. فحاولوا جمع مئة ألف دولار أميركي. وتمّ العرض على التوالي:
في سنة 2005 تمّ المعرض في Somarts, San francisco
في سنة 2005 أيضاً كان المعرض في T.W. Wood Gallery, Montpelier Vermont
في سنة 2006 كان المعرض في Bridge Gallery, New York ، حيث كان للمعرض افتتاحاً رائعاً شاهده حوالي خمسة آلاف شخص وبدأ النقد البنّاء للمعرض بأنه جاء نتيجة حتمية لمعاناة الشعب الفلسطيني، الذي أسّس لفن تفاعلّي بغض النظر عن المكان والزمان. من ضمن هذه المقالات في أشهر مجلة أميركية متخصصة في الفن التشكيلي:
Art in América.
والآن تريد السفارة الفنزويلية في تكساس إقامة المعرض في حرمها.
بعد كل هذه الظروف الصعبة التي مرت بها هذه المجموعة، وهذه المكابدة والسعي من خلال هؤلاء الأشخاص المصممين على العمل عكس التيار السائد، هنا يتكشف لنا مدى تقصيرنا بحق أنفسنا وبحق أجيالنا الحالية والقادمة.
فماذا نجيبهم عندما نُسأل: «ماذا فعلتم، ولماذا اكتفيتم بكونكم مفعولاً به، دون الارتقاء إلى مصاف الفاعل؟. »
ولماذا تبقى الحالة الفردية هي سمة العمل عندنا وأين دور الجماعة والمؤسسات، ولم لا تعمل متعاونة؟
مقتني للوحات يعيش في الولايات المتحدة، من أصل لبناني، يُدعى السيد نعيم فرحات، اشترى نسبة حوالي 80% من مجموع الأعمال وضمها إلى مجموعة الخيام .
في اتصال هاتفي مع صاحب هذه المجموعة، عن سبب رفض هيآت المتاحف في الولايات المتحدة عرض هذه المجموعة، كان ردّه هو خوفهم من خسارة دعم وتمويل المتاحف الأميركية من قبل الأشخاص والمؤسسات على السواء لأنه يشوّه صورة إسرائيل.
كما أخبرني بأن الضجة التي حصل المعرض المذكور عليها «Made in Palestine» ، أدّت إلى الطلب إليه السماح بعرض هذه المجموعة خارج الولايات المتحدة الأميركية في إيطالية وبريطانية وفنزويلا.
بدا المشوار بالذهاب إلى فلسطين والاتصال بالفنانين مباشرةً: مدير المتحف مع صحفيين اثنين ومصممين بالإضافة إلى الفنانة سامية الحلبي، وقادهم التفتيش عن الفن الفلسطيني إلى خارج الأراضي الفلسطينية فذهبوا إلى دمشق للبحث عن أعمال الفنان التشكيلي مصطفى الحلاّج . ومن ثم إلى الأردن.
اختاروا الأعمال وذلك بغض النظر عن كلفة الشحن الباهظة لهذه الأعمال إلى هيوستن التي بلغت حوالي نصف مليون دولار. دون المبالغ الأخرى وخاصة ما يتطلب هكذا معرض من تكاليف كتاب وغبره ودعوات واتصالات.
وتمّ الحدث في The Station Museum Houston Texas سنة 2003 .
وكان ما هو متوقع : قاطعت الصحف الأميركية المعرض في البداية، ودارت نقاشات حادة مع مدير المتحف.
وبعد مرور شهر على المعرض بدأت الصحافة الكتابة . مقالة اعتبرت المعرض إرهابياً، ربما مدافعة عن أرييل شارون لما للوحة الفنان عدنان يحي من دلالات. هذه المقالة جعلت الناس تتوافد لرؤية المعرض « شكراً للكاتب» تقول ساميا الحلبي لأنه أعطى المعرض شهرة دون قصد منه .
وقْعُ المعرض كان متفاوتاً لحد أن البعض من زواره تأثر حتى البكاء.
ولكن بعض الصهاينة ممن جالوا في المعرض امتعضوا واستنكروا معتبرين أن ذلك يعمل على تشويه صورة اسرائيل.
ثمّ يدا العمل على الخطوة التالية، ألا وهي تجوال المعرض في بعض الولايات الأخرى، فتمت دعوة عدد كبير من المتاحف هناك لاستضافة المعرض، فأرسل 45 مغلفاً متضمناً لصور المعرض. الرفض الكللي من الجميع: «نخسر تمويل متاحفنا»، جواب واحد كان هو السبب.
وكان لا بد من التحرك والعمل بشكل فردي لدعم متابعة التجوال، هذا ما تشرحه ساميا الحلبي. فبدأتْ بالعمل مع بعض الأميركيين القلائل المؤيدين للقضية الفلسطينية، والقضايا العالمية المحقة بالاضافة إلى بعض الأشخاص في الجالية العربية. جمعوا بعض التبرعات من إقامة حفلات ومآدب يعود ريعها لاستمرارية تنقل المعرض. فحاولوا جمع مئة ألف دولار أميركي. وتمّ العرض على التوالي:
في سنة 2005 تمّ المعرض في Somarts, San francisco
في سنة 2005 أيضاً كان المعرض في T.W. Wood Gallery, Montpelier Vermont
في سنة 2006 كان المعرض في Bridge Gallery, New York ، حيث كان للمعرض افتتاحاً رائعاً شاهده حوالي خمسة آلاف شخص وبدأ النقد البنّاء للمعرض بأنه جاء نتيجة حتمية لمعاناة الشعب الفلسطيني، الذي أسّس لفن تفاعلّي بغض النظر عن المكان والزمان. من ضمن هذه المقالات في أشهر مجلة أميركية متخصصة في الفن التشكيلي:
Art in América.
والآن تريد السفارة الفنزويلية في تكساس إقامة المعرض في حرمها.
بعد كل هذه الظروف الصعبة التي مرت بها هذه المجموعة، وهذه المكابدة والسعي من خلال هؤلاء الأشخاص المصممين على العمل عكس التيار السائد، هنا يتكشف لنا مدى تقصيرنا بحق أنفسنا وبحق أجيالنا الحالية والقادمة.
فماذا نجيبهم عندما نُسأل: «ماذا فعلتم، ولماذا اكتفيتم بكونكم مفعولاً به، دون الارتقاء إلى مصاف الفاعل؟. »
ولماذا تبقى الحالة الفردية هي سمة العمل عندنا وأين دور الجماعة والمؤسسات، ولم لا تعمل متعاونة؟
مقتني للوحات يعيش في الولايات المتحدة، من أصل لبناني، يُدعى السيد نعيم فرحات، اشترى نسبة حوالي 80% من مجموع الأعمال وضمها إلى مجموعة الخيام .
في اتصال هاتفي مع صاحب هذه المجموعة، عن سبب رفض هيآت المتاحف في الولايات المتحدة عرض هذه المجموعة، كان ردّه هو خوفهم من خسارة دعم وتمويل المتاحف الأميركية من قبل الأشخاص والمؤسسات على السواء لأنه يشوّه صورة إسرائيل.
كما أخبرني بأن الضجة التي حصل المعرض المذكور عليها «Made in Palestine» ، أدّت إلى الطلب إليه السماح بعرض هذه المجموعة خارج الولايات المتحدة الأميركية في إيطالية وبريطانية وفنزويلا.
ساميا الحلبي -فلسطين من نهر الاردن الى البحر المتوسط Samia Al Halaby - Palestine |
ماذا أخافهم يا ترى كي يحجموا عن عرض مثل هذه الأعمال؟!
أهي علبة الذخيرة المملوءة بالحجارة ، بعد أن أُفرغتْ محتوياتها من الذخيرة الحية في رؤوس وصدور أطفال فلسطين. فنستنتج بأنّ الحجر أشد إيذاءً من الرصاص
أم فساتين الحداد والامتداد الأسود المتدلي منها مشكلاً ما يشبه النهر المتموج، ربما خافوا أن يجرفهم نهر الحداد الأسود.
أم عيون مصطفى الحلاج المليئة غيظاً، التي ربما ستلاحقهم طالما بقي للفن دورٌ في التفاعل.
أم أحلام ساميا الحلبي في ألوان زيتونها وبرتقالها، راسمة حدود وطنها عندما أُرغمتْ على تركه سنة 1948 إلى لبنان، وفي سنة 1951 إلى الولايات المتحدة الأميركية ولها من العمر 15 ربيعاً،
أم تذكيرهم بأسماء المجازر والقرى المدمرة المطبوعة على خيمة، رمز تهجيرهم
أم حكاية انتفاضة جينين، بعد أن ثقل حملها لأشلاء بيوتها المدمرة والتي تحولت بدورها إلى حجارة الانتفاضة.
أم خوفهم من قيامة "اسماعيل" من خلال تشققات الطين .
أم من تطاول وتتابع الحائط المزدان بالشهداء، مقابل حائطهم المفرّغ من كل داعي ومعنى، إلا من عزلة الصهيونية، والتفرّد بتعصبهم وحقدهم المتطاول .
سؤال برسم الاجابة: هل سيجول المعرض في الدول العربية؟.
صاحب المجموعة السيد نعيم فرحات يجيب: على الأكيد في بيروت مع مجموعة الخيام وقد تمّ الاتصال بأصحاب الشأن لذلك.
ولكنه يفضل بأن تكون بيروت محطته الأخيرة. ومستعدٌ لعرض المجموعة في أي دولة عربية ترغب في ذلك.
أم عيون مصطفى الحلاج المليئة غيظاً، التي ربما ستلاحقهم طالما بقي للفن دورٌ في التفاعل.
أم أحلام ساميا الحلبي في ألوان زيتونها وبرتقالها، راسمة حدود وطنها عندما أُرغمتْ على تركه سنة 1948 إلى لبنان، وفي سنة 1951 إلى الولايات المتحدة الأميركية ولها من العمر 15 ربيعاً،
أم تذكيرهم بأسماء المجازر والقرى المدمرة المطبوعة على خيمة، رمز تهجيرهم
أم حكاية انتفاضة جينين، بعد أن ثقل حملها لأشلاء بيوتها المدمرة والتي تحولت بدورها إلى حجارة الانتفاضة.
أم خوفهم من قيامة "اسماعيل" من خلال تشققات الطين .
أم من تطاول وتتابع الحائط المزدان بالشهداء، مقابل حائطهم المفرّغ من كل داعي ومعنى، إلا من عزلة الصهيونية، والتفرّد بتعصبهم وحقدهم المتطاول .
سؤال برسم الاجابة: هل سيجول المعرض في الدول العربية؟.
صاحب المجموعة السيد نعيم فرحات يجيب: على الأكيد في بيروت مع مجموعة الخيام وقد تمّ الاتصال بأصحاب الشأن لذلك.
ولكنه يفضل بأن تكون بيروت محطته الأخيرة. ومستعدٌ لعرض المجموعة في أي دولة عربية ترغب في ذلك.
I Ismail - Suliman Mansour أنا اسماعيل - سليمان منصور |
ماري توما - بيوت للاتي لا بيوت لهن Mary Tuma Homes for the Deshombodies |
Sunday, November 7, 2010
الإستعمار الجديد - مع الحجاب أو من دون الحجاب- تحقيق للكاتبة لما فواز
نظر المجتمع الغربي للشرق كمجتمع ساكن,غير متحرك,و نظرة اتهامية لتقويض حضارته المتنوعة بالأدب و الشعر و الطب و ثقافته الغنية بالتراث,فالغزو الاستعماري للمناطق المتعددة لم يكن يحمل هدف السيطرة كهدف مجرد,بل كان خلف ذلك يمهد لطمس ثقافة بمجمل حركتها التراثية و مصادرتها في محاولة للسيطرة على مقدرات هذه الشعوب و تاريخها.
http://www.orientalistphotography.info/ |
و اذا شئنا ان نتوسع في هذه المسألة نظرا لأهمية الموضوع و جوهره,ان الاستعمار الغربي أراد في حملاته العسكرية و الاقتصادية ان يستولي ايضا على المقدرات التاريخية و الأثرية و الأدبية وهذه لها مدلولات لطمس حضارات بارزة في التاريخ الاسلامي,و هذه الذهنية الاستعمارية و ان لبست لبوسا حضاريا في العصر الحديث,لا زالت تمعن في في سحق حضارات الشعوب و استبدالها بستار النظام العالمي الجديد,كنظام اقتصادي احادي ضد التفاعل و المشاركة,و لسوق العالم كقطيع واحد ليصبح هذا
القطيع هذا الاقتصاد الرأسمالي المتوحش,من نظامه المالي المتفرد اللى آلية اسواقه المهيمنة,الى اللباس و الغذاء....
و قد شكلت المرأة الشرقية لغزا للمستشرق الغربي نظرا لطبيعة العادات و التقاليد التي كانت سائدة في المجتمع و خصوصيته الشرقية من ناحية البناء الاجتماعي ووجهة نظر الدين للمرأة,الى طبيعة الزي,ما سمح بقراءات متعددة فنيا بهذا الخصوص الغالب فيه موضوع التحريف و التزوير و اعطاء صور غير حضارية لطبيعة المرأة الشرقية,ما ابعد القراءة النقدية و التشكيلية الدقيقة و التي مفترض ان تكون مبنية بناء علميا قائم على فهم و خصائص هذا المجتمع و مظهره الجمالي,فالزي مثلا بدل ان يكون منظورا اليه كزي تشكيلي مرتبط بخصائص فكرية و موضوعية,الا انه ذهب الى المنحى المتناقض مع هذا الموضوع ليقدم قراءة ظاهرية مسطحة تستغل الشكل لتدينه سياسيا اكثر مما تدينه فنيا.
عالم الحريم قد اثار مخيلة الغرب,حيث ان حياة المرأة الشرقية كان يلفها الغموض,ومن الصعب الدخول الى عالمها في البيوت و القصور و الحمامات,فقام الفنانون الغربيون بتصويرها بوضعية الاسترخاء و الاثارة,ممددة على الارائك المطرزة و المزينة,و في الحمامات و حولها الجواري يرقصن و هن عاريات,كما في لوحة أنغر"الحمام التركي" و كما رسمها جان ليون جيروم و نقلها الى الغرب كرمز مشتهى للشرق كله,و لم تكن تلك اللوحات الا صورا من خيال المستشرق الغربي,فقد خلق البعض من فناني الاستشراق تصوراته الذاتية عن بلاد الشرق التي كانت مبالغ بها اكثر من الواقع,فكانت صور الحريم قد رسمت في مراسم روما و باريس و لندن معتمدين على موديلات لنساء أوروبيات.
عانت المرأة في معظم البلاد من ظلم و جور و خوف من طبيعة الواقع الصحراوي القاسي في المرحلة التي عرفت بالجاهلية,و لكنها كانت شريكة في الحصانة الذاتية للعائلة و الحماية لها ولا تختلف المرجعيات التاريخية عن حضورها الأدبي في ديوان شعر العرب حيث نطقت الشعر و أسهمت في تعزيز الحياة الشعرية من موقعها,و المراجع كثيرة في هذا الخصوص,الى اسهاماتها في الغناء و الموسيقى,الى أن جاء الاسلام وحرر واقعها من جوانبه الانسانية و أسس لنسق اجتماعي متناسق و عادل,مما جعلها حاضرة أكثر في الميادين الاجتماعية كافة حيث تحررت من نسق عائلي عرقي الى نسق اجتماعي عام و أبلت البلاء الحسن.
و يحتفظ متحف فرحات بآلاف الصور الفوتوغرافية الاستشراقية,بهدف الاحتفاظ بوثائق بصرية و بيئية و تراثية و تاريخية لبلداننا العربية,و لرؤية "أنفسنا بعيون الآخر",بعيون المستشرق الغربي الذي حمل آلته الفوتوغرافية و ركب البحار لاكتشاف هذا العالم الساحر,و الدخول في تفاصيل يومياته و تقاليده و تراثه و شاعريته.فالصور الموجودة في المتحف هي توثيق لحضارة الشرق و تاريخه,من المغرب الى ايران الى الجزائر و فلسطين و سوريا و لبنان و تركيا...و قد تنوعت مواضيع تلك الصور ما بين الحياة اليومية و طبيعة الشرق الصحراوية و المشاهد الزراعية و العمارة و صور السلاطين و الحكام و الأسواق...أما صور الحريم,فهي كانت اشباعا لرغبات الغرب و تخيله و نظرته لجسد المرأة الشرقية:"هي التي لا تكاد ترويك,حتى ترجع اليها أكثر تعطشا"لقد صورت المرأة عارية أو شبه عارية,حيث تم استغلال النساء و الفتيات في شمال افريقيا من قبل فنانون غربيون و ذلك اشباعا لرغباتهم و قسوتهم و نظرتهم الدونية للشرق,و طمعا بكسب بعض النقود.
و هنا نطرح سؤالا:هل كان تصوير المرأة الشرقية عارية او شبه عارية,هو توثيق لحضارة الشرق أو تشويه لها بنقلها للغرب بصورة مناقضة و دونية؟
ان أهمية صور الحريم و بغض النظر عن جماليتها,أنها شاهدة على تزييف صورة الشرق و حضارته ,و النظر اليه نظرة دونية...كمجتمع شهواني و بدائي غير متطور.
ان هذا التوجه الاستعماري لم يتمكن من ان يحكم سيطرته الكاملة بدليل انه هناك عدد كبير من الرسامين الاوروبيين تأثروا بطبيعة الشرق و دلالاته الاجتماعية,و مثل هذه النماذج تقدم لطبيعة تفاعل حقيقي للحضارتين(الغربية و الشرقية).
لقد أنتج الغرب حركات ثورية و ديمقراطية و استطاع ان يفصل الدين عن الدولة في خرق انساني مدني دفع بالعلوم الى مستوى امامي وواجه الحداثة بقلب مفتوح و أسهم في القوانين و المواثيق الحديثة,الا أنه وقع في أمرين:مأزق التماهي مع ذاته و عدم قبول الآخر بأكثر من مستوى,ما دفعه في ازماته الداخلية الى اعادة فتح الحدود في اوروبا و انتاج عملة جديدة لهذه الوحدة(اليورو)معيدا الاعتبار للحوار الاوروبي خارج اطار الانقسامات السياسية و الاقتصادية المتعددة.
لكن الأمر الثاني و الاشد ايلاما رغم فارق الثقافتين الاوروبية و المشرقية في الوقت الحالي و ذلك نتيجة تطويع الثقافة المشرقية لتكون تبعية لسلطة الفكر الاوروبي,و الامر الاكثر تمأزقا و اشكالية هو عدم فهمه المضمر للآخر و عدم قبوله الحوار الثقافي المنطقي,لذا تواجه اوروبا اليوم هذا المازق الى حد أنها تذهب الى تعديل بقوانينها الداخلية بحجة حجم ثقافة الآخر بأنها تملك كلاسيكية انسانية متعددة,و بالتالي فهي عاجزة عن قبول منطق الحضارات و الثقافات و الحوارات و التبادل الفاعل بذلك ,فيما الآخر ينفتح عليها تعيد هي الانغلاق على نفسها و على الآخر تحت حجج منها ,بن لادن و 11أيلول,اصولية اسلامية ساهمت هي في تعويمها لتعيد منطق الطمس على ثقافة عربية مشرقية حية ظلت حاضرة و منفعلة مع المستقبل رغم كل ما أصابها من ضربات.
هذا المأزق الذي وقع فيه الغرب يترجم اليوم على الأرض برفض ظاهرة الحجاب الذي يعتبر في مضمونه قيمة حضارية,ففرنسا التي تعتبر بلد الحرية و على أرضها أشرق عصر الأنوار,و هي التي نشرت لأول مرة شرعة حقوق الانسان و المواطن,هي نفسها أخذت على عاتقها اليوم منع المرأة العربية من ارتداء الحجاب على أراضيها,و هو مسألة شخصية تتعلق بحرية الشخص و قناعاته الذاتية .
منطق الطمس ما زال مستمرا...
.بقلم لما فواز حمزة.
Wednesday, November 3, 2010
Japanese Orientalist Photography - Farhat Art Museum
Japanese Orientalist Photography - Yokohama Album is a term used to describe late 19th century Japanese albums of albumen photographs hand tinted depicting studio and scenic views of Japan during the Bakumatsu - Meiji period 1868 1912. The The late 19th century Japanese term for photography, Shashin to copy the truth or realism http://www.orientalistphotography.info
Thursday, October 28, 2010
Children of War Children Of Peace - Farhat Art Museum
After the 2006 Israeli attack on the following territories of Lebanon, South Lebanon, Dahiyah Disctrict of South Beirut, and Baalbak, the Farhat Art Museum was able to obtain a collection of over two hundred drawings done by children from the devastated areas. The children's ages were varied from age six to fourteen. The objective of those drawings was to allow the children of disasters to express their post- traumatic feelings. Those images were saturated with pure imagination and honesty. The end result were some very powerful images that not even modern masters could copy.
Sunday, October 24, 2010
Saturday, October 23, 2010
Friday, October 22, 2010
Adnan Al Masri Art By Naim Farhat
A month to this date 6 /7 /2010. The art world and community of Arab artists lost one of their most accomplished and devoted Lebanese artists of the 20th and 21st century, Mr. Andan Al-Masri is one of the few Arab artists who created Arab/Islamic art that is enjoyed and appreciated by all members of humanity. His art i...s universal, bridges the Optical Art of the west and the Arabic calligraphy of the east. His unique compositions and integration of conceptual intent insure his place in history, both by art historians and critiques alike.
My first introduction to Mr Adnan Al-Masri was in 2003 after I acquired the Khaim collection. A call was put out to artists for artwork that commemorated and celebrated the Israeli withdrawal from south Lebanon . Adnan Al-Masri was one of the first artists to answer the call. Adnan Al-Masri’s art glorifies the strength of the Lebanese resistance and the endurance of the southern Lebanese people. His paintings are statements about the infinite nature of self sacrifice and generosity for the sake of others, be it the nation or humanity.
The majority of Adnan Al-Masri’s paintings incorporate optical illusions comprised of broken geometric shapes interrupted by straight lines. This technique creates the illusion of looking through a broken mirror at pieces of a puzzle comprised of segments of Arabic words and letters. In reality the imagery is impossible to decipher, initially creating a sense of confusion and frustration.
Adnan developed his own school of thought that combines aspects of Sufism and Greek philosophy. Adnan’s concepts are rooted in Greek philosophy and the school of Greek thought. His imagery is inspired by Plato’s writings pertaining to shadows and light and the true reality of man. Reality is not the physical body, but rather the higher form that is independent of the body, id (I) and self.
His interest in Sufism is reflected in his use of repetitive geometric shapes that create the illusion of a whirling Dervish. The purpose of the dance is to attain higher consciousness, and purifying the soul with the use of repetitive, circular motions. Anan’s work is not only pleasing to eye, it is equally pleasing to the intellect and spirit. His paintings are reminiscent of great jazz masterpieces by Miles Davis. His art crosses cultural boundaries, yet remains true to his origin.
Adnan Al-Masri was a very well mannered man from the old school of Arab culture. He was a fine example of the beauty and importance of Arab hospitality and tradition, dress and culture. He remained Secular Humanist throughout his life. During his adult years he lived through two civil wars, the first in 1958 and the second in 1974. Both wars were based on religious ideological descent and were supported by the west. He repeatedly articulated his love for his country and people, and his desire for the Lebanese people to unite. He repeatedly said, “ Lebanon is for everyone who calls his or her self Lebanese.”
Adnan Al-Masri’s presence will be greatly missed. He remains in our hearts and lives through his art.
Naim I Farhat
My first introduction to Mr Adnan Al-Masri was in 2003 after I acquired the Khaim collection. A call was put out to artists for artwork that commemorated and celebrated the Israeli withdrawal from south Lebanon . Adnan Al-Masri was one of the first artists to answer the call. Adnan Al-Masri’s art glorifies the strength of the Lebanese resistance and the endurance of the southern Lebanese people. His paintings are statements about the infinite nature of self sacrifice and generosity for the sake of others, be it the nation or humanity.
The majority of Adnan Al-Masri’s paintings incorporate optical illusions comprised of broken geometric shapes interrupted by straight lines. This technique creates the illusion of looking through a broken mirror at pieces of a puzzle comprised of segments of Arabic words and letters. In reality the imagery is impossible to decipher, initially creating a sense of confusion and frustration.
Adnan developed his own school of thought that combines aspects of Sufism and Greek philosophy. Adnan’s concepts are rooted in Greek philosophy and the school of Greek thought. His imagery is inspired by Plato’s writings pertaining to shadows and light and the true reality of man. Reality is not the physical body, but rather the higher form that is independent of the body, id (I) and self.
His interest in Sufism is reflected in his use of repetitive geometric shapes that create the illusion of a whirling Dervish. The purpose of the dance is to attain higher consciousness, and purifying the soul with the use of repetitive, circular motions. Anan’s work is not only pleasing to eye, it is equally pleasing to the intellect and spirit. His paintings are reminiscent of great jazz masterpieces by Miles Davis. His art crosses cultural boundaries, yet remains true to his origin.
Adnan Al-Masri was a very well mannered man from the old school of Arab culture. He was a fine example of the beauty and importance of Arab hospitality and tradition, dress and culture. He remained Secular Humanist throughout his life. During his adult years he lived through two civil wars, the first in 1958 and the second in 1974. Both wars were based on religious ideological descent and were supported by the west. He repeatedly articulated his love for his country and people, and his desire for the Lebanese people to unite. He repeatedly said, “ Lebanon is for everyone who calls his or her self Lebanese.”
Adnan Al-Masri’s presence will be greatly missed. He remains in our hearts and lives through his art.
Naim I Farhat
Thursday, October 21, 2010
Jafaar Al-Dechti
Born in Kuwait 1944, Jafaar Al-Dechti was one of the artists who accepted the honorable invitation, to participate in the Lebanese celebration of freedom from Israeli's military control and the twenty two years of occupation. He was among the fifty artists selected from around the world and Middle East for the Khaim prison symposium and the exhibition .
During his stay in Khaim he produced five artworks.His largest piece, entitled " The Myrtle's Journey", it is 200x200cm landscape oil on canvas.The composition divided into three parts, the land, the horizon, and a dominant white sky with blue clouds.
The Myrtle's Journey depicts the death of a young man who losses his life to the soil where he is burred. The foreground , middle ground and back ground are divided into a zigzag composition. The viewer's eye is directed firstly to the body of the Myrtle, the the grave yard, the olive threes of south Lebanon, towards the horizon, to the dove "the message of peace". and ultimately into the open sky which leads to the heavens. The journey of the Myrtle is long and exhausting, just as is war. The artist Jaffar Al-Dechti presents his painting to us in the name of all the Lebanese people who where killed during times of war in Lebanon.
The artist Jaffar Al-Dechti presents his painting to us in the name of all the Lebanese people who where killed during times of war in Lebanon.
http://www.farhatartmuseum.info
Naim Farhat
During his stay in Khaim he produced five artworks.His largest piece, entitled " The Myrtle's Journey", it is 200x200cm landscape oil on canvas.The composition divided into three parts, the land, the horizon, and a dominant white sky with blue clouds.
The Myrtle's Journey depicts the death of a young man who losses his life to the soil where he is burred. The foreground , middle ground and back ground are divided into a zigzag composition. The viewer's eye is directed firstly to the body of the Myrtle, the the grave yard, the olive threes of south Lebanon, towards the horizon, to the dove "the message of peace". and ultimately into the open sky which leads to the heavens. The journey of the Myrtle is long and exhausting, just as is war. The artist Jaffar Al-Dechti presents his painting to us in the name of all the Lebanese people who where killed during times of war in Lebanon.
The artist Jaffar Al-Dechti presents his painting to us in the name of all the Lebanese people who where killed during times of war in Lebanon.
http://www.farhatartmuseum.info
Naim Farhat
Omran Al-Kaysi
The Wounded Lion of Babylon, mixed medium on board, measures 16x29 inch's.
Born 1943 to a Lebanese mother and an Iraqi Father, Omran Al-Kaysi,is one of the well known artists, historian, and art critics in and around the Leventine and the Gulf countries. He is published in many art magazine and newspapers. He has exhibited in Montreal, Baghdad, Amman, Madrid, and London. He also participated in many group exhibitions as well as being one of the main organizers for the 2002 Khiam symposium in Southern Lebanon.
In his painting," The Wounded Lion of Babylon" Omran Al-Kaysi shows the inflicted wounds of the lion by three spears, each of which represents three separate wars which occurred within the last three decades in Iraq. The first spear represents the Iraq-Iranian war during the 1980's which left millions of people destitute and hundreds of thousands of casualties on both sides. The second war in which Saddam Hussein violated and raped the sovereignty of Kuwait during which time Iraq was forcefully withdrawn from Kuwait and the American Air force bombed the the defeated army of Saddam Hussein, killing many of the Iraqi soldiers who by then were weak and defeated, to create one of the worst massacres in the history of Iraq which was later called, " the highway of death". For the second time Baghdad was bombed under the orders from George H. Bush Sr. The third war came after the embargo and sanctions were imposed on the Iraqi people for over a decade and again Baghdad was bombed on the false pretense that Saddam Hussein was holding weapons of mass destruction and collaborating with Al-QED. This mission was accomplished by George W. Bush Jr. "It took thirty years for Henry Kissinger's vision to become a reality in controlling Iraq.
The three spears symbolize the three wars for the last three decades. It will take Iraq over a century to regain it's strength and independence if and when the "roaring lion of Babylon" is able to survive and heal it's wounds from those wars.http://www.bible-history.com/history/slion.htm
Born 1943 to a Lebanese mother and an Iraqi Father, Omran Al-Kaysi,is one of the well known artists, historian, and art critics in and around the Leventine and the Gulf countries. He is published in many art magazine and newspapers. He has exhibited in Montreal, Baghdad, Amman, Madrid, and London. He also participated in many group exhibitions as well as being one of the main organizers for the 2002 Khiam symposium in Southern Lebanon.
In his painting," The Wounded Lion of Babylon" Omran Al-Kaysi shows the inflicted wounds of the lion by three spears, each of which represents three separate wars which occurred within the last three decades in Iraq. The first spear represents the Iraq-Iranian war during the 1980's which left millions of people destitute and hundreds of thousands of casualties on both sides. The second war in which Saddam Hussein violated and raped the sovereignty of Kuwait during which time Iraq was forcefully withdrawn from Kuwait and the American Air force bombed the the defeated army of Saddam Hussein, killing many of the Iraqi soldiers who by then were weak and defeated, to create one of the worst massacres in the history of Iraq which was later called, " the highway of death". For the second time Baghdad was bombed under the orders from George H. Bush Sr. The third war came after the embargo and sanctions were imposed on the Iraqi people for over a decade and again Baghdad was bombed on the false pretense that Saddam Hussein was holding weapons of mass destruction and collaborating with Al-QED. This mission was accomplished by George W. Bush Jr. "It took thirty years for Henry Kissinger's vision to become a reality in controlling Iraq.
The three spears symbolize the three wars for the last three decades. It will take Iraq over a century to regain it's strength and independence if and when the "roaring lion of Babylon" is able to survive and heal it's wounds from those wars.http://www.bible-history.c
Solidarity with Lebanon
The 2006 Israeli attack on Lebanon was a clear violation against the Lebanese people and their human rights. With this attack towards the South of Lebanon and the Al-Dahiyah district in the south of Beirut, the Israeli army's intent was to evacuate the South of Lebanon and rid it of it's Shi'ite population. In doing so the Israeli were hoping to create yet another 1948 Palestinian Nakabah and create a great shift in the Lebanese population which would eventually annex Southern Lebanon with Israel.
. This was the George Bush's plan for the "New Middle East Map". This was Israel's second attempt since 1982. The end result being heavy civilian casualties and great destruction to Lebanon's infrastructure. Lebanese artists along with other artists from various different regions within the Middle East stood in solidarity with the Lebanese people. Within this album you will find groups of artists who put their easels within the midst of the rubble left behind by the Israeli's destruction in defiance to the violence..
http://www.farhatartmuseum.info
Naim Farhat
. This was the George Bush's plan for the "New Middle East Map". This was Israel's second attempt since 1982. The end result being heavy civilian casualties and great destruction to Lebanon's infrastructure. Lebanese artists along with other artists from various different regions within the Middle East stood in solidarity with the Lebanese people. Within this album you will find groups of artists who put their easels within the midst of the rubble left behind by the Israeli's destruction in defiance to the violence..
http://www.farhatartmuseum.info
Naim Farhat
Fatima Al-Hajj
Born in Al-Awardaniyah Lebanon, 1953, Fatima Al-Hajj is one of the most influential artists and teachers at the Lebanese University in Beirut. She is a female teacher who is loved by all pupils because she has proven to them that she really cares about their success in life and careers as young artists. She is one of the few artists who believes in the teachings of Gibran Khalil Gibran from his book The Prophet, " You give a little when you give of your positions, it is when you give of yourself that you really give". Fatima is an artist who will share her knowledge and experience with anyone. She studied art in the former Soviet Union.from 1981-1983 and she obtained her diploma in art from Paris. Even though she holds on to her great Arab cultural beliefs, Fatima has an open mind to the Western way of thinking. She is also an excellent authority in art and contributes to the "Al- Araby" magazine, published in Kuwait .
I like Fatima's work for being a reflection of her personality. It is very colorful and full of life but also very unpredictable and full of surprises. The Farhat Art Museum is very pleased to have acquired two paintings, the first one was part of the Khaim collection and the second was from the artist's private collection, titled, " Al-Oud player in the Garden" It was a great addition to the Farhat Art Museum due to its Arabesque composition. This painting reminds you of Fayrouz singing " Mowachahat Andalucia".
Many believe that Fatima Al-Hajj is influenced by the artist, Marc Chagall or other French impressionists. But I will leave this concept to the artist to provide this impression on the viewer.
http://www.farhatartmuseum.info
Naim Farhat
I like Fatima's work for being a reflection of her personality. It is very colorful and full of life but also very unpredictable and full of surprises. The Farhat Art Museum is very pleased to have acquired two paintings, the first one was part of the Khaim collection and the second was from the artist's private collection, titled, " Al-Oud player in the Garden" It was a great addition to the Farhat Art Museum due to its Arabesque composition. This painting reminds you of Fayrouz singing " Mowachahat Andalucia".
Many believe that Fatima Al-Hajj is influenced by the artist, Marc Chagall or other French impressionists. But I will leave this concept to the artist to provide this impression on the viewer.
http://www.farhatartmuseum.info
Naim Farhat
Abbas Al-Kathem
In 2002 after the Israeli withdrawal from Southern Lebanon, fifty world re-known Middle Eastern artists accepted the Lebanese people's request to commemorate their defeat against the two decade occupation of Southern Lebanon by the Israeli army. This commemoration was part of the healing
process for the people of Southern Lebanon. In doing so the Lebanese people were able to turn a negative experience into a positive.
Among the artists from Iraq were Omran Al-Kaysi, Himet Mohamed Ali, and Abbas Al-Kathem who was the only one whose conceptual work was destroyed by the same army which occupied Lebanon.
Abbas Al-Kathem was born in Baghdad in 1954. He studied art in the Fine Art Institute of Baghdad and also in Rome, Italy during 1976-1978. He organized an art show titled, Voices Among Us and between 1994 and 1995 he worked as a director for Decorative Art (The Global Village), which consisted of voluntary work etc. and the list goes on.
Abbas Al-Kathem is one of the many Iraqi artist who still lives in exile after fleeing Saddam Hussein's regime and adopted Denmark as his second homeland.
Abbas Al-Kathem's work stood out from other art work due to the fact that it was a conceptual work created by utilizing the Khan Prison sun-room where the prisoners were able to see and feel the daylight. By doing this Al-Kathem took two elements and added these to the empty space in the sun-room. To do this AL-Kathem set two rows of prison cots and aligned them in the center of the room, then constructed a soldier's shadow by using cloth laying flat on the room's cage wires, which gives the viewer the sense that the Israeli soldier is monitoring from above. By omitting the prisoners in the artwork, Al-Kathem give the artwork an eerie feeling. Despite the fact that the artwork was destroyed along with the Khiam prison in 2006 by the Israeli Defense Force, the work will remain immeded in the everyone's heart and mind for eternity and this is what makes this artwork a masterpiece.
note: The Farhat Art Museum Collection started with the Khiam Collectionhttp://www.farhatartmuseum.info
Naim Farhat
Ian Everard
Ian Everard was born in England and lives in California. Everard uses realist methods but his work is also conceptual - he makes what some people say is Photo-realism in Conceptual form. In the late 19th century, the invention of the camera presented a challenge to high society portrait artists and even what artists in general were able to do to represent reality. Cameras perfected the technology of representation in record time. Because of the invention of the camera, realist painting gave way to another important school of art, the school of Impressionism. A century later Ian Everard comes along with a challenge to the camera. What the camera or copy machine is able to capture, so can the artist, and he does this to raise questions about the images themselves. In effect, he uses painting to hold up a mirror to the photograph. His artworks reflect a deep interest in the role of photography in history and its relationship to the upheavals and traumas of conflict in human experience. This concept of conflict in history has been put on trial and judged before. Yet such lessons of the futility of war, the destruction of humanity and its civilization have never been learned.
http://www.farhatartmuseum.infoNaim Farhat
Youssef Ghazawi
Yousif Ghazawi is one of the few artists that I had the chance to
meet in person. He was part of the group artists who painted in the Khaim (Kheyyam) prison. He has a personality that is full of optimism and life; when you speak to him for the first time you will not know that he had lost his entire personal live art. during the three separate Israeli attacks on Lebanon at which time his studios were distroyed in two different places, once in his home town Khaim ( Kheyyam ) in the south of Lebanon and twice in the Dahiyah district of Beirut. The last one was in the 2006 Israeli attack on Lebanon. His entire studio was turned into rubles. but then he insisted on trying to salvage what he could of his collection of his art from underneath the ruble. It was a very moving experience to see Yousef and his wife Suzanne, who is also an artist, collecting their life creation in pieces right after the dust had saddled, They collected their work with the fear of not knowing when IDF would return with more bombing.
.
later that year, the salvaged work was exhibited in the UNESCO Palace in Beirut. The paintings were exhibited without any restoration in the same condition as they were pulled from the rubble .
When I asked him for a price on some of the work that was shown, he looked at me and with wondering expression in his eyes and a smile on his face as if some one has taken a pride in taken a hit and was able to stand up shortly after. He said to me, "my work now is worth more than ever. It is an art that was subjected to violence, this art was under the rubbles with out a reason. My art was destroyed because of the arrogance of the west and he continued by asking "how much value can one put on art that was destroyed by the Western arrogance when that art spoke about Western art.
Ghazawi's work deals with the concept of presenting an issue of new idea by making a fresh work out of an old well known artwork by a well known artist. from the history of art he takes a composition and gives it a new and modern approach by simply making small changes in his interpretation, of the piece to fit our contemporary time. It is a concept was used before by different artists as paying homage to previous masters
The artist Yousef Ghazawi, his wife Suzanne Shakaroun and nine other Lebanese artists had lost their art to the Israeli attack of the year 2006. The Farhat art Museum has acquired his large mural from the Kheyyam prison symposium in the year 2003... luckily the same work was not in the Khaim prison during the 2006 Israeli bombing of the site.
http://www.farhatartmuseum.info meet in person. He was part of the group artists who painted in the Khaim (Kheyyam) prison. He has a personality that is full of optimism and life; when you speak to him for the first time you will not know that he had lost his entire personal live art. during the three separate Israeli attacks on Lebanon at which time his studios were distroyed in two different places, once in his home town Khaim ( Kheyyam ) in the south of Lebanon and twice in the Dahiyah district of Beirut. The last one was in the 2006 Israeli attack on Lebanon. His entire studio was turned into rubles. but then he insisted on trying to salvage what he could of his collection of his art from underneath the ruble. It was a very moving experience to see Yousef and his wife Suzanne, who is also an artist, collecting their life creation in pieces right after the dust had saddled, They collected their work with the fear of not knowing when IDF would return with more bombing.
.
later that year, the salvaged work was exhibited in the UNESCO Palace in Beirut. The paintings were exhibited without any restoration in the same condition as they were pulled from the rubble .
When I asked him for a price on some of the work that was shown, he looked at me and with wondering expression in his eyes and a smile on his face as if some one has taken a pride in taken a hit and was able to stand up shortly after. He said to me, "my work now is worth more than ever. It is an art that was subjected to violence, this art was under the rubbles with out a reason. My art was destroyed because of the arrogance of the west and he continued by asking "how much value can one put on art that was destroyed by the Western arrogance when that art spoke about Western art.
Ghazawi's work deals with the concept of presenting an issue of new idea by making a fresh work out of an old well known artwork by a well known artist. from the history of art he takes a composition and gives it a new and modern approach by simply making small changes in his interpretation, of the piece to fit our contemporary time. It is a concept was used before by different artists as paying homage to previous masters
The artist Yousef Ghazawi, his wife Suzanne Shakaroun and nine other Lebanese artists had lost their art to the Israeli attack of the year 2006. The Farhat art Museum has acquired his large mural from the Kheyyam prison symposium in the year 2003... luckily the same work was not in the Khaim prison during the 2006 Israeli bombing of the site.
Naim Farhat
Abed Al-Rahim Salim
In the year 2002, Fifty artists accepted the Lebanese people invitation. They came to Lebanon with the hope in turning the negative experience into a positive one. It was twenty two years of occupation by Israel to the south of Lebanon. It had a long impacts and deeper scars in the mind and the souls of people in southern Lebanon .
When fifty artists from around the world and the Middle East came to "Kheyyam" Khaim prison, they came with a message and optimism, they were the pilgrimages who came to revive the spirit of the Lebanese people and make them feel as if they were just born yesterday and no pain from their past. After all the prison became a holy place which held thousands of children, women, sage, and young . They all were the victims of the Israeli aggregation and torture .
Among those artists who came to the south was Abed Al-Rahim Salim; He was born in United Arab Emirates 1955, Abed Al-Rahim studied Art in Cairo and he exhibited in many shows around the Arab World. In his large painting titled "The torturing chair ". oil on canvas 200x300 cm, Abed Al-Rahim was able to give us expressions of hunting images of nude bodies and people being tortured.
He divided the composition into three parts. A group of five bodies on the left facing away from the center. On the right of the composition he added two more nude bodies with an iron pole in the back ground.
The most important part of the painting is a very wide yellow space that symbolized the light coming through the window, here Abed Al-Rahhim placed another nude body who was blind folded and was seated on a red chair.
The red and the yellow colors are the two strong colors which balanced the composition and pulled the painting to the center. In doing this the artist didn't allow the viewing eye to wander and to leave the painting.
The artist was very successful in transforming the pain and the suffering from the torturing room in Khaim prison into his canvas. Those images of the Torturing Red Chair will stay implanted and inprinted in us as long as the story is being told to future generation though art , music and literature. Sadly enough similar images of the torturing rooms became a reality later in Abu Greab prison.
Naim Farhat
http://www.farhatartmuseum.info/
Hassan Massoudy
Hassan Massoudy (حسن المسعود الخطاط) is an Iraqi calligrapher who has published many collections of his work.He was born in 1944, in Najaf and currently lives in Paris, France.
Creations from Hassan Massoudy are a subtle mix of present and past, oriental and occidental art, tradition and modernity. He perpetuates tradition while breaking from it. Over the years he has purified and simplified the lines of his drawing. The words and phrases he draws come from poets and writers from all over the world or sometimes simply from popular wisdom. All his work is strongly inspired by a humanistic interest. The emotion that one may feel looking at his calligraphies comes from the movement of the lines, their lightness, their transparency, the balance between black, white, emptiness and fullness, the concrete and the abstract.
From his training as a calligrapher in Iraq, Hassan Massoudy has kept the noble spirit of the craftsman who creates or invents his own tools and prepares his own inks.http://www.farhatartmuseum.info
Naim Farhat
Creations from Hassan Massoudy are a subtle mix of present and past, oriental and occidental art, tradition and modernity. He perpetuates tradition while breaking from it. Over the years he has purified and simplified the lines of his drawing. The words and phrases he draws come from poets and writers from all over the world or sometimes simply from popular wisdom. All his work is strongly inspired by a humanistic interest. The emotion that one may feel looking at his calligraphies comes from the movement of the lines, their lightness, their transparency, the balance between black, white, emptiness and fullness, the concrete and the abstract.
From his training as a calligrapher in Iraq, Hassan Massoudy has kept the noble spirit of the craftsman who creates or invents his own tools and prepares his own inks.http://www.farhatartmuseum.info
Naim Farhat
Vanessa Stafford Naive Artist
Born in California in 1954, Vanessa Stafford is an artist I have had the privilege of getting to know as a friend and professional artist during the past two decades. She is one of the few naive artists whose work appeals to me. I collected her paintings because of their unique qualities and characteristics.
Her use of watercolor as a medium, pallet of bright colors and unique imagination initially have the appearance of illustrations for children's books. Upon closer inspection the conceptual reality of her work is revealed.
Venessa presents her ideas in the format of a story. The story is a reflection of her personal life experiences . In her painting titled, " The dream in the Jungle". Vanessa bases the imagery on a vision she saw in a dream. In her dream, she was sleeping soundly on a back of an Elephant surrounded by herbivores, a Giraffe on the left and lions on the right, in the middle of a jungle. In the dream, she talked to Saint Michael and he commanded her to reveal her soul to the others. After exposing herself to the herbivores, she was attacked by flying arrows eminating from all directions. The dream respresented her subconscious acceptance of vulnerability to attack by mean spirited people after being open.
Naim Farhat
http://www.farhatartmuseum.info
Mohamad El-Sadoun
born 1956 in Nasriyah a city in the south of Iraq , Mohammed Al sadoun is one of the few artists whom I have the chance to meet and be a friend with for a long time. I got to know Sadoun on a personal level and we became good friends. I can describe him in many different ways but one word may hold all the meanings, basically he is a good human being.
Sadoun was born to a Shi'ite mother and a Sunni father, he was also educated in Baghdad during the Ba'ath party regime therefore he grew up to understand that Iraq was never a nation that was structured on the division between people according to their religious believes. Iraqis were divided as groups of Saddam's supporters or non supporters and Sadoun was the last group. The non supporter.
Like many Iraqis during Saddam's ruling Sadoun rejected the goverment and fled Iraq In 1989 to live in Spain and then Japan. Sadoun remembers from that period, Iraq with the Golden age of art when Iraq produced great artists like Shaqer Hassan and many others. He still until now weeps over the destruction of the ancient Babylon civilization and the looting of the Iraqi Museums before the eyes of the American troops and their Europeans Allies. "as if the west wanted Iraq to lose it's history and it's roots".
I believe he understands the magnitude of the destruction because he is an artist and an educator.
In his series of conceptual artworks " burning doors of Baghdad", Sadoun saw the Iraqi Iranian war as a " destruction of life". He also saw the burning doors of Baghdad as art with a very sad perception. He saw the doors before his eyes were burning when the Iranian bombed to his city.Again few years later history repeated itself with George Bush's believe that it is in the best interest of America and the world to remove Saddam Hussein. In the process Iraq was 'being destroyed' and still it is until now.
In an Arabic Culture doors are the only way to enter some ones sanctuary. They are the only Passages to the individuals world. It is everyone holy place. Therefore to have the doors burned down, it means that the whole existence of ones being is vanished.
To the credit of other artists, Robert Overby (1935 - 1993) a California artist has used doors in the 70's as an aesthetic objects in which he fund beauty in the old surface, the ruff structure and the pealed color of unwanted doors, but Sadoun used the doors to symbolize the distruction of a nation.
http://www.farhatartmuseum.info
Naim Farhat
Sadoun was born to a Shi'ite mother and a Sunni father, he was also educated in Baghdad during the Ba'ath party regime therefore he grew up to understand that Iraq was never a nation that was structured on the division between people according to their religious believes. Iraqis were divided as groups of Saddam's supporters or non supporters and Sadoun was the last group. The non supporter.
Like many Iraqis during Saddam's ruling Sadoun rejected the goverment and fled Iraq In 1989 to live in Spain and then Japan. Sadoun remembers from that period, Iraq with the Golden age of art when Iraq produced great artists like Shaqer Hassan and many others. He still until now weeps over the destruction of the ancient Babylon civilization and the looting of the Iraqi Museums before the eyes of the American troops and their Europeans Allies. "as if the west wanted Iraq to lose it's history and it's roots".
I believe he understands the magnitude of the destruction because he is an artist and an educator.
In his series of conceptual artworks " burning doors of Baghdad", Sadoun saw the Iraqi Iranian war as a " destruction of life". He also saw the burning doors of Baghdad as art with a very sad perception. He saw the doors before his eyes were burning when the Iranian bombed to his city.Again few years later history repeated itself with George Bush's believe that it is in the best interest of America and the world to remove Saddam Hussein. In the process Iraq was 'being destroyed' and still it is until now.
In an Arabic Culture doors are the only way to enter some ones sanctuary. They are the only Passages to the individuals world. It is everyone holy place. Therefore to have the doors burned down, it means that the whole existence of ones being is vanished.
To the credit of other artists, Robert Overby (1935 - 1993) a California artist has used doors in the 70's as an aesthetic objects in which he fund beauty in the old surface, the ruff structure and the pealed color of unwanted doors, but Sadoun used the doors to symbolize the distruction of a nation.
http://www.farhatartmuseum.info
Naim Farhat
Subscribe to:
Posts (Atom)