كاظم النوير , مجموعة متحف فرحات |
قدم العقدان الماضيان أسماء مهمة في الحركة التشكيلية العراقية..تأتي أعمالهم من منطقة الغموض في تاريخ الثقافة العراقية طوال سنوات الحرب.. والقتل ..والقلق..أسماء مثل : كريم رسن ..وضياء الخزاعي وفاخر فاخر ..وعاصم عبد ألأميروكاظم نوير ,وأسماء شتى تشي بأسلوبية فردية مؤثرة في فهم حركة التشكيل في العراق الآن . فبعد أن كانت التشكيلات والجماعات تؤسس لأتجاهات جديدة ..تأتي التجارب الحديثة لتقدم أساليب وتجارب فردية مختلفة هي سمـة العمل التشكيلي اليوم حيث تشكل ألأساليب الفردية مصدرا لمفاهيم وجماليات. .وأتجاهات أيضا .
( 1 )
يعود كاظم نويّر الى مرجعيات محلية في أقتناص موتفات وأشكال ورموز أيقونية من محيط خصب وقد يبدو ألأمر شخصيا هذه اللحظة إذا قلت أنني حرصت أن تكون بضعة أعمال من نتاجه ضمن مجموعتي الشخصية من خلال متابعتي لمعارضه وأعماله..وأبرزها لوحة ( حكاية من الديوانية ) ..هنا متن حكائي يوصل تشخيصات ميثولوجية عبر اللون والسطح حيث يتحول البصري الى رمزي والعادي الى مجرّد والظاهري الى جوهري ..فهويستكنه كل داخلي ليظهره عبر علاقات بنائية لاتشي بألمعنى لكنّها تقوّم المعنى بأليماء والرمز ..والتجريد .
أنا لا أحكم على تجربة نوير من ثرائها بل من تنوع أسلوبي حرص ـ كما يبدو ـ أن يكون لصيقا بتجاربه المتعددة..( منذأواسط الثمانينات يشارك في معارض شخصية وجماعية في العراق والعالم حيث توجد مقتنيات من أعماله في مدن شتى/ كان قد أنهى دراسة الدكتوراه والماجستير في اواسط التسعينات / وحاز جوائز عدّة / ويمارس دوره التدريسي في جامعة بابل ) وبرغم التغييرات الكثيرة التي يضفيها الفنان على إسلوبه غير إنه يحرص بقوة لتجسيد خواصّه الفنيّة :
تفتيت خزين الرؤية..وإطلاق إمكانات السطح التصويري على مزج رموز شتى لموضوعات مختلفة بشكل يخدم فكرة واحدة ..وإفراغ عدته البصرية في عمل واحد دون أن يستنفد تلك العدّة. وهو معني ، لتعزيز طاقة التعبيرية في التجريدات المتلاحقة ، من أجل أن يفضي الـــى بنية خاصة ..هي بنيته السردية التي تتكثف فيها الرموز..وتتشظّى الرؤية الى أنساق مفضية الى خطاب اللوحة:المفردة التشكيليّة..المساحة وكتلتها البصرية ..وألأنفعــالالقيد بعي الوظيفة.
كان كاظم نويّر مكثّفـا لمخزوناته ذات الدوافع السوسيولوجية..فهومن بيئة توسطت بين حضارات طينية في الجنوب القريب من الديوانية ..مدينته التي يفرد لها قوة موحية خـاصة
وبين حضارات فخار وخزف في بابل ..ومدارس تصوير في واسط وبغداد في العصور المتأخرة.
وهو في نفس الوقت يلتقط تلك الموتفات التي تضمّها البسط ..وألفرشة ..وألألون التي تفرغها طقوس البيئة ألأجتماعية..دائما هناك ألوان مفرطة في سخونتها ..ودائما هناك ألوان مفرطة في شحونبها ..والحالتان هنا تعبير عن شحنات أنفعالية شاركة الفطرة في تكثيفها من ألأحر الصارخ وتدرجاته الى ألأصفر الصحراوي الشرقي .. هذه التعبيرية التجريدية ـ التي تسم أعمال العديدين ـ عند كاظم نويّر هي عنصر مهم لأعادة خلق مخزون رؤيوي فاجع ..وكبير ومتنوع في حياة أجتماعية يشكل ألأسى مصدر اللون ومصدر البصيرة ومصدر ألأبداع أيضا .
( 2 )
ألأرتجال عند كاظم نوير خاصية أيضا ..فهو معني بألآنيّ ..ومعني بالعادي واليومي ..وفي نفس الوقت يضج بأنفعالات كبرى ..تشتغل على منظومات وعيه ..ولذلك فأن السردية عنده ليست نتاج تلك ألأنفعالات السريعة المفضية الى ألأرتجال ..لأنه في عمله يظهرأرتجالاته المشخصة للجوهر المكثّف..الجوهر المحمّل بتفاعلات الداخل البسيط رغم قوة الوعي ودلالة الرمز..
يعطي باشلار المكان طاقة التأثير خارج الوظيفة حين يشكل المكان البنية الوجدانية للأبداع والتي يصعب فصلها عن أنشغالات الفنان وأعماله بشكل عام ..والبعد المكاني عند كاظم نويّر هو
بعد إحالات وبعد كشف زمني لتسلسل الحدث وتأثيراته في طبيعة المكان .لقد أعتنى في معارضه الشخصية ( 87/88/89/98/2000 ) أن يسمح للتداعيات ..أن تكوّن ميثولوجيا اللوحة ..أليست هي ميثولوجيا العقل المبتكر لطاقات الترميز وألأفراغ في سرديات مطولة تأخذ طبيعتها الملحمية من زمن لاينتهي يأخذ فيه العقل كل إمكانات السرد والبناء..
إنه في خواصه الجمالية يرسل خطابا تصويريا..لايخضع لمنطق متسلسل بل يميل أكثر الى إخضاع السرد للخواص الحكائية..وهو إذ أعتمد ذلك في معارضه الشخصية ـ إذا لم أقل معظمها ـأنما
يفرد خواصّا لحرفته وموقفه في آن معا ..ولكنه في مساهماته في المعارض المشتركة ( من 99 الى 2000 أكثر من خمسة عشر معرضا مشتركا ) يقيم أتساقا مع خواص مجايليه ..أو أنه يميـل
الى ألأتساق الفني في ظهور مشترك لمجموعات تريد أن تظهر موقفا حداثيا ..ورؤية مؤسسة..
ولــكن بأساليب فردية خاصة ترفض النمط وتخرج على قوانين الحداثة . إنه يحاول أن يؤسس فرديته ..كما ألآخر ..ولكنه يتضامن عبر فترات قاسية فيميل الى إظهار تقاربه وتواصله مع أساليب..وتقنيات..وأفكار مجموعات مشغولة في النحت لتعزيز الدور الثقافي للفن التشكيلي في بيئة سياسية وتربوية وأجتماعية تفتقد الى لياقة التقارب والتآلف مع العمل التشكيلي حيث يكون في أفضل ألحوال الفهم التزويقي المسطح لدور الفن التشكيلي ..والرغبة في توظيف التشكسيل
كعنصر وظيفي لايقبل التغريب أو التعارض مع مكونات الحياة المسطحة ..وهذا الموقف ألأجتماعي يعبر ـ منذ زمن ـ عن جهل بألمكونات الحضارية التي تتضامن لبناء الوعي الحديث
وتوكيد بنية العقل وخواصه اليوم .
أن الفنان التشكيلي كاظم نويّر يطرح عمله التشكيلي بكثير من الغموض من أجل خلق جدلية بين طاقة الفن التشكيلي على خلق عناصر الجوهر وتشغيل الوعي وبين المتلقي الذي يفتقر الى إمكانت ساندة لخلق الفهم الحضاري للتشكيل ..وألأمكانية الممكنة لفك دلالات الخطاب التشكيلي وتأثيراته في الحياة الثقافية عمومـا..
( 1 )
يعود كاظم نويّر الى مرجعيات محلية في أقتناص موتفات وأشكال ورموز أيقونية من محيط خصب وقد يبدو ألأمر شخصيا هذه اللحظة إذا قلت أنني حرصت أن تكون بضعة أعمال من نتاجه ضمن مجموعتي الشخصية من خلال متابعتي لمعارضه وأعماله..وأبرزها لوحة ( حكاية من الديوانية ) ..هنا متن حكائي يوصل تشخيصات ميثولوجية عبر اللون والسطح حيث يتحول البصري الى رمزي والعادي الى مجرّد والظاهري الى جوهري ..فهويستكنه كل داخلي ليظهره عبر علاقات بنائية لاتشي بألمعنى لكنّها تقوّم المعنى بأليماء والرمز ..والتجريد .
أنا لا أحكم على تجربة نوير من ثرائها بل من تنوع أسلوبي حرص ـ كما يبدو ـ أن يكون لصيقا بتجاربه المتعددة..( منذأواسط الثمانينات يشارك في معارض شخصية وجماعية في العراق والعالم حيث توجد مقتنيات من أعماله في مدن شتى/ كان قد أنهى دراسة الدكتوراه والماجستير في اواسط التسعينات / وحاز جوائز عدّة / ويمارس دوره التدريسي في جامعة بابل ) وبرغم التغييرات الكثيرة التي يضفيها الفنان على إسلوبه غير إنه يحرص بقوة لتجسيد خواصّه الفنيّة :
تفتيت خزين الرؤية..وإطلاق إمكانات السطح التصويري على مزج رموز شتى لموضوعات مختلفة بشكل يخدم فكرة واحدة ..وإفراغ عدته البصرية في عمل واحد دون أن يستنفد تلك العدّة. وهو معني ، لتعزيز طاقة التعبيرية في التجريدات المتلاحقة ، من أجل أن يفضي الـــى بنية خاصة ..هي بنيته السردية التي تتكثف فيها الرموز..وتتشظّى الرؤية الى أنساق مفضية الى خطاب اللوحة:المفردة التشكيليّة..المساحة وكتلتها البصرية ..وألأنفعــالالقيد بعي الوظيفة.
كان كاظم نويّر مكثّفـا لمخزوناته ذات الدوافع السوسيولوجية..فهومن بيئة توسطت بين حضارات طينية في الجنوب القريب من الديوانية ..مدينته التي يفرد لها قوة موحية خـاصة
وبين حضارات فخار وخزف في بابل ..ومدارس تصوير في واسط وبغداد في العصور المتأخرة.
وهو في نفس الوقت يلتقط تلك الموتفات التي تضمّها البسط ..وألفرشة ..وألألون التي تفرغها طقوس البيئة ألأجتماعية..دائما هناك ألوان مفرطة في سخونتها ..ودائما هناك ألوان مفرطة في شحونبها ..والحالتان هنا تعبير عن شحنات أنفعالية شاركة الفطرة في تكثيفها من ألأحر الصارخ وتدرجاته الى ألأصفر الصحراوي الشرقي .. هذه التعبيرية التجريدية ـ التي تسم أعمال العديدين ـ عند كاظم نويّر هي عنصر مهم لأعادة خلق مخزون رؤيوي فاجع ..وكبير ومتنوع في حياة أجتماعية يشكل ألأسى مصدر اللون ومصدر البصيرة ومصدر ألأبداع أيضا .
( 2 )
ألأرتجال عند كاظم نوير خاصية أيضا ..فهو معني بألآنيّ ..ومعني بالعادي واليومي ..وفي نفس الوقت يضج بأنفعالات كبرى ..تشتغل على منظومات وعيه ..ولذلك فأن السردية عنده ليست نتاج تلك ألأنفعالات السريعة المفضية الى ألأرتجال ..لأنه في عمله يظهرأرتجالاته المشخصة للجوهر المكثّف..الجوهر المحمّل بتفاعلات الداخل البسيط رغم قوة الوعي ودلالة الرمز..
يعطي باشلار المكان طاقة التأثير خارج الوظيفة حين يشكل المكان البنية الوجدانية للأبداع والتي يصعب فصلها عن أنشغالات الفنان وأعماله بشكل عام ..والبعد المكاني عند كاظم نويّر هو
بعد إحالات وبعد كشف زمني لتسلسل الحدث وتأثيراته في طبيعة المكان .لقد أعتنى في معارضه الشخصية ( 87/88/89/98/2000 ) أن يسمح للتداعيات ..أن تكوّن ميثولوجيا اللوحة ..أليست هي ميثولوجيا العقل المبتكر لطاقات الترميز وألأفراغ في سرديات مطولة تأخذ طبيعتها الملحمية من زمن لاينتهي يأخذ فيه العقل كل إمكانات السرد والبناء..
إنه في خواصه الجمالية يرسل خطابا تصويريا..لايخضع لمنطق متسلسل بل يميل أكثر الى إخضاع السرد للخواص الحكائية..وهو إذ أعتمد ذلك في معارضه الشخصية ـ إذا لم أقل معظمها ـأنما
يفرد خواصّا لحرفته وموقفه في آن معا ..ولكنه في مساهماته في المعارض المشتركة ( من 99 الى 2000 أكثر من خمسة عشر معرضا مشتركا ) يقيم أتساقا مع خواص مجايليه ..أو أنه يميـل
الى ألأتساق الفني في ظهور مشترك لمجموعات تريد أن تظهر موقفا حداثيا ..ورؤية مؤسسة..
ولــكن بأساليب فردية خاصة ترفض النمط وتخرج على قوانين الحداثة . إنه يحاول أن يؤسس فرديته ..كما ألآخر ..ولكنه يتضامن عبر فترات قاسية فيميل الى إظهار تقاربه وتواصله مع أساليب..وتقنيات..وأفكار مجموعات مشغولة في النحت لتعزيز الدور الثقافي للفن التشكيلي في بيئة سياسية وتربوية وأجتماعية تفتقد الى لياقة التقارب والتآلف مع العمل التشكيلي حيث يكون في أفضل ألحوال الفهم التزويقي المسطح لدور الفن التشكيلي ..والرغبة في توظيف التشكسيل
كعنصر وظيفي لايقبل التغريب أو التعارض مع مكونات الحياة المسطحة ..وهذا الموقف ألأجتماعي يعبر ـ منذ زمن ـ عن جهل بألمكونات الحضارية التي تتضامن لبناء الوعي الحديث
وتوكيد بنية العقل وخواصه اليوم .
أن الفنان التشكيلي كاظم نويّر يطرح عمله التشكيلي بكثير من الغموض من أجل خلق جدلية بين طاقة الفن التشكيلي على خلق عناصر الجوهر وتشغيل الوعي وبين المتلقي الذي يفتقر الى إمكانت ساندة لخلق الفهم الحضاري للتشكيل ..وألأمكانية الممكنة لفك دلالات الخطاب التشكيلي وتأثيراته في الحياة الثقافية عمومـا..
فاروق سلوم