Sunday, August 7, 2011

1911-1993 الفنان ألفرد مانوسييه

البحر، مصب النهر، الينابيع، الخلجان، الجزر وشبه الجزر، وجوه ووحوش ، تظهر بلاد بأكملها وتختفي في الضوء " بمجد" كل هذا لا يمكن أن يجتمع بلوحة إلا عند الفنان الفرنسي ألفرد مانوسييه
 
  
 منذ الأربعينات وحتى سنة 1993 أي سنة وفاة الفنان لم يخفى أبداً تعلق مانوسييه  بمكان نشأته ضمن لوحاته المستوحاة من شاطئ البحر ومصبات الأنهار، البرك والمستنقعات المستنة. هذه المناظر الطبيعية تشهد التطورات الفنية التي رافقت الفنان طوال حياته في أعماله التي شكلت مجموعة استثنائية، متناغمة ومنسجمة، مليئة بالتنوعات .
 
ألفرد مانوسييه , مجموعة متحف فرحات
Artwork by Alfred Mannessier , Farhat Art Museum Collection
 
 
إن أول أعماله كانت ذات طابع تكعيبي ثم ابتداءاً من سنة 1938 أضحت سريالية .أما  أول المناظر الطبيعية التي رسمها فكانت بين سنتي 1942-1943 وهي لوحات منفذة بالألوان المائية ,عرضها لأول مرة في المعرض الباريسي المسمى "20 فنان مبتدئ" والذي نظمه جون بازان في غاليري براون ، من أبرز المشاركين كان لابيك وبيزير..
هذه اللوحات كانت توحشية تعبيرية حيث تعامل الفنان مع الألوان القوية والنضرة، حيث المساحات الحمراء  والطيور  ذات اللون االتركوازي تعكس ظلالها على المياه كأزرق وبرتقالي.
هذه التعبيرية بالموازاة  مع التكعيبية تنص على التقسيم وتجزئة الشكل لإبراز الحجم مع وجود الظل والنور التقليديين،  رافقت هذه الأعمال التيارات الفنية التي ظهرت في أول القرن العشرين والتي لا شك بأنها تحمل في طياتها عند المناطق الملونة والخطوط  الجريئة مهدت لأعمال الفنان لمدة عشر سنوات حتى أواسط الخمسينات.
عند عودة ألفرد مانوسييه الى الكوتروي سنة 1948 سيطرت المناظر البحرية  على  لوحاته، واجتمعت رؤيته الساحلية وإحساسه مع التنظيم  المعقد نسبياً على سطح اللوحة. مثل  لوحاته "أجواء صباحية" 1949، " طيف من السوم" 1949، " مياه ميتة" ، "مستنقع" 1954 وغيرها...
 
 
 
هذه الأعمال التي نفذها إثر دراسات تخطيطية على أوراق، تفترض أبنية محجمة ومتطورة : صلبان طويلة، وعرضية، الأشكال و الأحجام  ترجع الى خطوطها الأساسية ، المنظور الهندسي على هذه المساحات نجده بالألوان شفافة أو عبر البناء الهندسي على الطريقة المعمارية كما في " البور الأزرق" 1948 .
لوحاته فيها من اللامماثلة الموزونة والتنظيم الهندسي للأشكال حيث يبدو ذلك واضحاً في اللوحات المائية  فتظهر الخطوط البنيوية الأساسية في مساحات غير مكتملة -"الصدف" 1948 -
الأعمال المائية لسنة 1953 والتي كانت أساساً للوحات عدة مثل "جماد 1"  1953، "جماد 2" 1954، تمحورت حول عنصر وحيد وقللت من لعبة المنظور بقدر المستطاع.
أما أعمال اللافي فكانت بالعكس حيث تبرز مساحات عميقة وواسعة يحدها خط وحيد يؤكد البعد في اللوحة دون اللجوء الى المنظور الكلاسيكي،  ومن خلال المناظر البحرية  مانوسييه ركز على احياء سطح اللوحة عبر الخطوط المقوسة والمساحات كما عبر احياء حركة المياه : المد والجزر.
 


تكررت هذه المرحلة لاحقا في أوائل الثمانينات عبر مجموعة من اللوحات سماها الفنان "بالرمل" لكن الجو إختلف حيث أضحى تفصيلياً أكثر.
شهد العام 1977  عودة مانوسييه الى البيكارد بعد عدة سنوات من المكوث في هولندا ثم إسبانيا، بعدها عاد الى الكوتروي إثر وفاة والدته. أنجز الفنان خلال مكوثه حوالي الستون لوحة مائية غلب عليها الطابع التجريدي. ولمدة 16 سنة وحتى وفاته لم يكف ألفرد مانوسيه عن الرجوع الى استعمال موتيف المياه الحية أم الميتة ، أي المستنقعات والشواطئ في البيكارد.
" عمق المياه" 1982، " فرحة الربيع" 1990،  وغيرها ... هذه  الأعمال تشهد سويا  وأعماله الأولى  غلى دراسة الضوء في السوم على و تلحظ تميزه وتفرده الواضحين.
ألفرد مانوسبيه لم يتخيل فقط المجموعات اللونية واستشعاره للتفاوتات الضوئية المتنوعة خلال ساعات النهار المختلفة لكنه أيضاً خلق التاَليف الحساسة والحاذقة عبر استخدامه المجرد للأسود والأبيض والرمادي.
 
 
الزجاج المعشق في فن ألفرد مانوسييه
 
بعد اقامته في دير لاترابي عام 1938 (دير مسيحي يصوم رهبانه فيه عن الكلام) انطبعت  التأثيرات الدينية شيئاً فشيئاً على لوحات مانوسييه ليعتبر  الفنان من أهم فناني الفن المقدس L'ARTT SACRE  .
ولأن أعماله بدت في كثير  من الأوقات تشبه الموازييك بألوان نضرة نتج هذا عن استلامه على مدى حياته أعمال الزجاج المعشق بداية للكنائس الميديافال ثم كلف لاحقاً في سنة 1982 لانجاز الزجاج المعشق لكنيسة سانت سيبولكر الأثرية في أبقيل .
إنتهى تنفيذ هذا العمل بعد إحدى عشر سنة في أيار 1993 (300 متر مكعب ضمنه 31 شباك) أهم أعماله في هذه الكنيسة كانت "ظل الصليب" "الدم والماء"، "ستابا ماتير". ..
تبرعت لاحقاً عائلة الفنان بجميع دراسات وماكيتات هذا العمل الى متحف يوشر دوبيرث في أبقيل.
 
 
حياة الفنان
 
ولد ألفرد مانوسييه في 5-12-1911 في سانت أوين في السوم (فرنسا) سنة 1924 تسجل في مدرسة البوزار التي تعد تلاميذها للانتساب الى الإنسبا في باريس حيث درس فيها فن العمارة، في هذه الفترة نسخ مانوسبيه أعمال كبار الفنانيين في اللوفر، في سنة 1935 درس تحت إشراف الفنان روجيربيسيير في أكادمية رانسون للفنون.
سنة 1938 انتقل للعيش في فوغيرار حيث بقي 33 سنة. أول معارضه الفردية كان سنة 1949 في غاليري حي بوشر في باريس .
في سنة 1982 أنجز أول عمل زجاج معشق له.
 
توفي ألفرد مانوسييه في تموز 1993 بحادث سيارة في اورليانس ودفن في مسقط رأسه.
 وقد عرض أكثر من 170 عمل من أعماله مؤخراً (آذار 2005) في متحف بيكاردي في أميان
 
متحف فرحات 
 
 

No comments:

Post a Comment