Wednesday, February 23, 2011

معرض الحجاب_"أجزاء مرئية/ أجزاء غير مرئية" : فنية عالية و سينوغرافيا تشكيلية ملهمة , بقلم لمى فواز

ما الحجاب بمعناه المادي؟قطعة قماش أقرب الى المنديل,يغطي شعر المرأة,ليبدو وجهها بارزا واضحا يضيء معالمه,كأن الحجاب هنا كادر للوحة تشكيلية انسانية متحركة من لحم و دم,و قيمة معنوية و قدسية,أقرب الى ما يعرف بالسينما الحديثة,مما يعطي لعدسة الوجه قيمة جمالية و معنوية هائلة في التفاصيل لعالم الوجه الذي يغطي حديقة الوردة.
لم يحسن الجمال الفكري قراءته الانسانية,بل جاءت التأويلات الدينية و العلمية لتختلف في جدل عقيم حول حيثياته و رمزيته ليتحول من رؤية انسانية أخلاقية الى صراع تداعت اليه كل مكونات القديم و الجديد,البداوي و الحديث,المتخلف و المتنور...الخ,كاثنين مراهقين يناقشان تلمس وجهة حياتهما,و يعشقان امرأة واحدة.
ان التحرر الانساني و الفكري و الوعي غير مرتبط اطلاقا بحجاب مسيحي أو اسلامي و ان اختلفت المعايير الاخلاقية و الطقسية و المكانية و الزمانية و الرسالة,انما هو في الغالب الأعم أخلاقي بامتياز و مرتهن بحكم الطبيعة الدينية بالمفهوم الديني ليس من الجانب التحرري أو عكسه,انما الأخلاق بما تمثله كحرارة انسانية عادلة للطمأنينة و العيش.و المسألة ليست بهذه البساطة الطرية,فالعقل الغربي الذي لامس الثورات و القانون و قلص دور الكنيسة,لما احتوته من مثاليات تجاوزت حدود العقل الانساني,و تفاعل مع المجتمع بحيوات اقتصادية لن نناقش هنا نجاحها أو خفوقها,لكنها عدلت الكثير من المفاهيم الأخلاقية التي انقلبت بحسب نيتشه بحيث أن "الشر" صار يلعب دور "الخير" بينما أجبر الخير ليلعب دور الشر.بينما تأخر "الشر" الشرقي بفعل صوفيته التقليدية في الحياة فارتبطت بحياته بروابط عاطفية أخذت حدود الماكينة على تخوم حدود العاطفة,فتلكأ التغيير.
هنا برز الهم الجمالي الاشكالي الفني و تداعى الموضوع على حيز تشكيلي جمالي مأزقي,أخذت الفنون الثقافية الفكرية مساحة للوعي أن تقرا و تحلل و تناقش بعدسة الجمال و المعنى,و بخاصة الفنون البصرية الحديثة.
نقف الآن عند عنوان المعرض التشكيلي "الحجاب_أجزاء مرئية و أجزاء غير مرئية" التي تنظمه جنيفر هيث,و طرقت موضوع الحجاب برمزيته الغامضة و قدسيته و بمادته كقماش تدخل الى الاجتماعي و الروحاني,لينسل الى مفهوم معاداته كرمز للاسلام و السياسات المغلقة,و الى جوهر المرأة,و ذلك عبر مجموعة من الفنانات التشكيليات و مصورات الفوتوغراف.

الحرب على الشرق سياسية أكثر منها أخلاقية,و الغاية مصادرة كنوزه و ثقافته تبعا لمقولة الدكتور الجامعي و الكاتب هنري ماكوو,المتخصص في الشؤون النسوية و الحركات التحررية,و الذي يفيد أن هذه الحرب تأتي في سياق السيطرة على الشرق الأوسط ,من خلال بحثه الذي حمل عنوان "البرقع مقابل البكيني,فسوق المرأة الأميركية",حيث دافع عن خصوصيتها انطلاقا من وحي علمي,بينما نجد أن النظرة الأوروبية و ان اتسمت بنبرة أدبية فان معظمها يحلل في اتجاه أن حجاب المرأة تعبير عن السرية و القهر و الفصل بينها و بين الرجل و أنه مصدر استباحة أخلاقية مستترة خلف الظواهر و الأسرار؛بينما تأتي نظرة غربية وسطية تحاول الحيادية و ان في باطن الخلاصة ادانة مستترة تكشف عن لامبالاة ثقافية عن الحرية الدينية و الحجاب.
يلتقط نعيم فرحات,جامع اللوحات و مؤسس متحف فرحات,متن الاشكالية حيث يطرح فكرة هذا الموضوع الساخن في أوروبا,و يعتبر أن قصة الحجاب تعود الى مسألة الفرد بذاته و لحريته الشخصية و قناعاته,و هو كلام يأتي في صميم الديمقراطية الأروبية,التي صارت تناور في سلوكها تبعا لمأزقها الاقتصادي و السياسي.
في معرض"الحجاب؟_أجزاء مرئية و أجزاء غير مرئية",تجذب أعمال ماري توما,الأميركية الفلسطينية,معنى الحجاب من وجهة وجودية تدل على واقع الأزمة بروح فنية مختصرة و دالة بسينوغرافيا قماشية عبارة عن اربعة فساتين سود بطول 52 ياردا,يرمز الى المرأة الفلسطينية التي خرجت من فلسطين قسرا,و المأساة أنها توفيت خارج أرضها,و القماش الحريري يمثل طواف روحها و الحجاب بينهما,كيف حجبت الروح عن الأرض و الحرية.(هذه الأعمال الأربعة هي من مقتنيات متحف فرحات).


و في فلسفة المعرض,تعارض جميل في تناسق الموضوع,حيث نرى صورة فوتوغرافية لامرأة تضع الكوفية الفلسطينية و تقرأ الجريدة,و المفارقة هي كيف تقرأ الكوفية هنا,حجاب أم ماذا؟و لوحات تشكيلية لوجوه نسائية و حجابات للوجه مختلفة في أوضاعها في تغطية الوجه,ما يوحي بأن المرأة في هذه الأوضاع تشكل أساس المسألة في جوهرها الانساني لتبدو كأنها ساكنة في ذاتها المهجورة الباحثة عن حريتها,و هذا جانب حقيقي من المعضلة ليس أفضل من الفن في كشف مكنوناتها.
و الى تعابير في المعرض تصيغ فنية المرأة ببلاغة تشكيلية ضبابية و خلاقة الى استكشافات تتفرد في تأويل المشهد الفني للغوص في غموض تشكيلي فاضح من شدة دلالته على روحية المعرض و تشكيلاته القابضة على جمال و غموض الموضوع.
في الختام أتصور,ما الحجاب؟
  • كتاب غير مفتوح...
  • فيلم سينمائي...
  • نهر و ضباب...
  • علم ماخوذ بالفضيحة...
  • كوة من نافذة حمام نسائي مكسو بالبخار...

Wednesday, February 16, 2011

Chinese Orientalist Photography , Farhat Art Museum collection, Rainbow ...

الزي الشعبي الفلسطيني في الفن , بقلم سمية عيتاني

حين يكون الوطن على المحك، تشتد أزمة الهوية!

في محاولة لدخول كتاب غينيس للأرقام القياسية، قام الفلسطينيون في الضفة الغربية ومدينة الخليل مؤخراً بصناعة أكبر ثوب مطرز في العالم. بالنسبة للفلسطينيين إنها ليست فقط مشكلة التصدي لسيل العولمة الجارف الذي يغرق العالم بنموذج واحد للحضارة ويلبسه ثوباً ثقافياً موحداً، بل إنها أزمة وجود وكيان يحاول العدو الصهيوني استلابه موروثاته وتراثه ليكتسب شرعية احتلاله لأرض فلسطين، من هنا كان إحياء التراث ضرباً من ضروب المقاومة.

 


 
وتعتبر الأزياء الشعبية واحدة من أهم عناصر التراث الفلسطيني، التي تختلف باختلاف المدن والقرى حتى أضحت مرجعية بنمط تطريزها وعلامة فارقة بنسيجها وألوانها. وهي ترسخ الانتماء للأرض إذ تعود بعض وحدات التطريز المستخدمة الى عهود سحيقة من تاريخ المنطقة، كالنجمة المثمنة التي كانت تمثل الهة الخصوبة عند الكنعانيين. وبينما تحاول اسرائيل الترويج للزيّ الفلسطيني التقليدي كسلعة وطنية اسرائيلية، لتقيم معارض الأزياء الشـعبيـة الفلسـطينيـة على أنها أزياء شـعبيـة يهوديـة، وتستغل في انتاجها الأيدي العاملة الفلسطينية التي يدفعها العوز، يحاول الفلسطينيون التأكيد على هويتهم وأحقيتهم بوطنهم من خلال العودة الى التراث وإحيائه في كافة المحافل الحياتية. ومن الطبيعي أن تنعكس هذه الهموم على الفن التشكيلي، فالفنان الفلسطيني الذي يعتبر مرآة لمجتمعه يعبّر بصدق عن تجربته المنبثقة من واقع شعبه ووطنه، ويصيغ مفرداته التشكيلية من محيطه الاجتماعي، سواء كان ذلك بشكل واعٍ أم غير واعٍ.

إمرأة من بيت لحم بزيها التقليدي , مجموعة متحف فرحات

  
نلمح في مجموعة فرحات للفن الحديث والمعاصر بعض الأعمال الفنية التي اتخذت من الزي الشعبي الفلسطيني ثيمة لها، مثل أعمال الفنانتيْن ماري توما و بثينة أبي ملحم، اللتان جعلتاه الحامل لتجربتهما الفنية، فنجد الزي التراثي هنا مشحوناً بالرموز والإشارات ذات الدلالة التي تأسر المتلقي بلغتها التشكيلية.

استطاعت ماري توما Mary tumaالمتحدرة من أصل فلسطيني، والمقيمة في أميركا، أن تستفيد من إعدادها الفني كمصممة أزياء لتنتج أعمالاً فنية شرقية الوجه ولكن بلغة غربية، تعبر فيها عن الواقع السياسي والاجتماعي لفلسطين.

في عملها “Homes For The disembodied”، استخلصت ماري توما من الزيّ الفلسطيني التقليدي روح الكفاح الفلسطيني المتغلغلة في حنايا هذا الثوب إلى حد الالتصاق فسلختها عنه وكستها الأسود في محاولة لمعالجة فكرة القهر والظلم وامتداد معاناة الفلسطينيين وتكرارها واستمرارها التاريخي.

“Homes For The disembodied” بيوت اللاتي لا بيوت لهن , ماري توم

 
نشعر أن هذا العمل مستوحى من الزيّ التقليدي لمنطقة أريحا والبحر الميت، الذي يُصنع من الحرير الأسود والمتميّز بطوله، غير أن التطريز الذي يمتد على طول الثوب الفلسطيني والموكّد لهويّته قد انمحى عند الفنانة، اسقاط الهوية كان متعمداّ للخروج من شعور ذاتي خاص إلى شعور انساني عام، وفي تعميم التجربة، تصبح حالة الفلسطينيين حالة انسانية جمعاء.

خاطت من ثمان وأربعين متراً من الحرير الأسود خمسة أثواب متماثلة جعلتها متصلة بأذيالها، بحيث تكون نهاية حاشية الثوب الأول هي بداية لحاشية الثوب التالي. وكما تتصل الأثواب ببعضها تتواصل المعاناة، وكما تتماثل تتوحّد التجارب بنوع من وحدة حال تجمع بين أقدارالفلسطينيين، فلا نفرق بين شخصية وأخرى لأن القصة واحدة، وكأن هناك متلازمة لا تنفصم عراها بين الجنسية الفلسطينية والقهر والظلم والتهجير.

نلحظ في عمل توما غياب الشكل الانساني، لتحل مكانه هذه الارواح الهائمة المتشحة بالسواد، التي لا تستكين مذ هجّرت وأجبرت على ترك أرضها قسراً، اجتثت من جذورها لتتشتت حول العالم، تائهة المصير تشدها الى بعضها ذاكرة جماعية يحاول العدو الصهيوني دثرها وسلبها موروثاتها.

عمل للفنانة بثينة أبو ملحم

  وبخلاف توما، نرى التراث في أعمال بثينة أبو ملحم Bouthaina Abu Melhemالفلسطينية الاصل، الإسرائيلية المواطنية، أقوى حضوراً، كونها استعانت من مفرداته بشكل مباشر، فإذ به يغزو المعاصرة ويدمغها ببصمته. أعمالها الفنية مشحونة بالدلالات والرموز التشكيلية، وتدور حول ثيمة أساسية، هي الوحدة المتكاملة المؤلفة لمعالجتها، ثيمة "الثوب- الجسد"، حيث يصبح الأثر الانساني، "الثوب"، في عمل بثينة هو الانسان ذاته.

الثوب جاهز الصنع، متشرّب للون عتيق أليف، لون القهوة والشاي، تخط الخيطان رسومها فوق قماشته بقطب قاسية نافرة، بينما تغرز الدبابيس والأبر براثنها في ثناياه، وهو مغمس بالشمع بحيث يكوّن القماش والخيطان ذلك الفتيل القابل للاشتعال. كل هذه العناصر تحتشد بعفوية عابثة ولكن وفق تخطيط يرفع هذا الثوب الى مصافي العمل الفني، خاصة وأن الفنانة قد ضمنته روح التراث المتجدد حين اقتطعت أجزاء من تطريزات الثوب الفلسطيني التقليدي وخاطتها إلى الثوب المصلوب، بما في وضعية الصلب من دلالة على العذاب والمعاناة والتضحية.

ويدخل في معالجة "الثوب- الجسد" نص كلامي، فيندمج النصان اللغوي والبصري وكأننا في حضرة منمنمة قديمة. الكلمات هنا لا تلعب دوراً تشكيلياّ فقط، فالجمل اختارتها الفنانة من الأقوال المأثورة كي ترسل إشارات تعبر فيها عن هواجسها، ويبقى الهاجس الأساسي التمسك بالهوية والقضية :"كل من فات قديمه مات".

يترك التفاعل بين المتلقي والمنجز الفني، هذا الانطباع المؤلم في النفس، شعور بأن هذه الأثواب هي لعزيز غائب، ولكنك لا تستطيع أن تمد يدك لتحتضن هذا الثوب وتشم ريحه، لإن الأبر ستنال منك وتغرز الدبابيس رؤوسها في جلدك، فتتساءل بينك وبين نفسك: ألم يكن بإمكان هذه اليد التي خاطت القطب لتلأم الجرح المفتوح أن تنزع الدبابيس والأبر المغروزة في الثوب-الجسد؟ أم أن هذا ما علينا ان نكابد عناءه كي نكون فقط، نحن؟

Friday, February 11, 2011

Egyptian Orientalist Painting by the Artist Rudolf Ernst


Egyptian woman at the well 18x12 inchs
Farhat Art Museum has acquired an orientalist watercolor painting of an Egyptian woman at the well 18x12 inchs


http://www.farhatartmuseum.info/


Rudolf Ernst (1854 - 1932)

Best known for Ottoman Empire paintings of elaborately costumed merchants, guards or sentinels and pashas as well as a few portraits from his 1890 travels in Turkey, Rudolf Ernst was a leader of the second generation of the Orientalist movement and the leader of the movement in his native country of Austria. Initially the movement had been focused on life-changing political events such as the liberation of Greece and Napoleon's march through Algeria. The second generation of painters such as Ernst and his friend, Ludwig Deutsch, were more interested in daily life genre scenes or static figures 'keeping the peace'.

Because of his use of photography on his travels through Moorish Spain, Morocco, Tunis Constantinople and Egypt, he had detailed records, now of historical value, for the clothing and settings he depicted for his subjects. On these trips he became especially mindful of decoration styles, especially tile making. Among the titles of his paintings are: Harem Guard, The Arab Prince, The Moorish Guard and Elegant Arab Ladies on a Terrace at Sunset.

Rudolf Ernst was born in Vienna, the son of Leopold Ernst, a painter. In 1869, at age 15, he joined the Academy of Fine Arts in Vienna, and five years later went to Rome to study Italian landscape and classical figure painting. In 1876, he moved to Paris and began sixty years of exhibiting his paintings at the Salon des Artistes Francais. In 1877, he had his first exhibit at the Hall of French Artists. At that time, he also began the life-long friendship he had with Ludwig Deutsch, and he eventually became a French citizen.

The next several decades beginning with the 1880s were quite productive for Ernst. Having begun working in the Orientalist manner in 1885, between that year and 1896, he completed four major paintings: The Messanger, (1885) Prayer in the Mosque (1888), Arab Smoking a Waterpipe on a Sofa (1894) and Return from the Tiger Hunt (1896). He also won a bronze medal in the Exposition Universelle in 1889, and in 1890, traveled to Turkey and Egypt.

In 1900, he became a resident of Fontenay-aux-Roses, France, and lived a quiet and somewhat reclusive life away from Paris. Living in a home he decorated in Ottoman style, he continued to be productive, completing at least 20 large-scale Orientalist-theme paintings. In fact, he was so committed to his subject matter that he wore a "tarboosh", the tasseled cap well known to the people he depicted.

Rudolf Ernst died in 1932 at this home in Fontenay-aux-Roses