Saturday, December 28, 2013

صلابة الرؤية المتأثرة بالمساحات الفراغية, أعمال الفنان درويش الشمعة

درويش الشمعة, زيت على قماش 2012 من مجموعة متحف فرحات


يستبطن  درويش الشمعة  لوحاته برمزية لونية لها خاصية بيضاء.  تدعو الى تأمل انعكاسي لكل ما حولنا بعمق،  فنستكشف من خلال ذلك  الواقع التجريدي المحايد عن الخيال معنويا،  والمتلاصق به لونيا،  وتشكيليا حيث التناغم والتنافر المؤدي الى ايقاع لوني تجريدي يعصف بذهن المتلقي.  مما يزيد في قوة التأثر والتأثير،  وفي صلابة الرؤية المتأثرة بالمساحات الفراغية المسكونة بأضوء ، وبجمالية التفتيح والتعتيم  لغوامق لونية تثير اتجاهات الضوء والظل،  وتجدد الرؤية البصرية الباحثة عن اشكال جيومترية تقترن يالشكل والحجم،  والفراغ،  والابعاد المترائية والمتناغمة مع بعضها البعض من حيث السيمترية اللونية وجمالياتها ضمن التناقضات المدروسة فنيا. 
تتميز لوحات " درويش الشمعة " بالبنية الفنية القوية المكتملة الدلالات،  الظاهرة معرفيا على سطوح لوحاته المكونة من كثافة لونية منسجمة الألوان والكتل،  فعلاقاتها الفنية المترابطة ديناميكيا تعتمد على تكنيكات متباينة ضوئبا . مما يمنح اللون الابيض في لوحات " درويش الشمعة " شاعرية تندمج مع مخيلة واقعية تحافظ على نغمات تعبيرية،  وتفاصيل فنية مألوفة للعين،  فهو يعتمد على اشراقات اللون المقترنة بالموجات القصيرة،  والمنسابة بشفافية حافظ من خلالها الشمعة على الابعاد،  وانفعالات الريشة الظاهرة بوضوح من خلال الاشكال الهندسية،  كالمستطيلات اللونية المتناثرة أو المربعات  الممزوجة بايحاءات متمردة على الواقع ، وكأنه يؤلف نوتات موسيفية تعزفها ريشة قادرة على مزج الالوان وفق قياسات جيومترية،  سيمترية تقترب من الفراغات الطبيعية،  وتلامس السطوح بسطوع  انعكاسي مثير ادراكيا للحواس،  فهو بعكس قدرته على خلق تأملات تجعل المتلقي يغرق في عمق لوحاته الترابية،  والطبيعية المختلطة بين التجريد الهندسي والواقعي ، ولكن بلغة ممزوجة بتأثيرات حسية مفعمة بخطوط اللون الجذابة بصريا،  وكأنه يحاول منح لوحاته لزوجة تكعيبية انيقة تتناسب مع ما يطرحه في كل فكرة توازنت مع الحركة الداخلية والخارجية،  للمشاهد التصويرية التي قدمها تجريديا بأشكال متناقضة بالطول والعرض ، والاتجاهات النمطية لتوليفات تقنية اخرجها سينوغرافيا  بتدرجات بعثرها موسيقيا،  وكأنه يعزف على خطوط اللوحة ومفرداتها الجمالية العابقة بتكوينات هندسية ذات زوايا جيومترية ودلالات متحررة من ثنيايا الضوء والظل.
  يقول فيرلاند ليجيه:" لا يمكن تصوره بدون وجود الالوان، إن وظيفتها ليست مجرد ديكور او زينة لكنها ايضا ذات قيمة سيكولوجية واجتماعية لا يمكن انكارها خاصة عندما يتم ربطها بالضوء." أشكال مستوحاة من تناغمات الطبيعة المتحررة من القيود الفنية . الا انه ترك للتجريد لغة واقعية لها تعبيراتها الرنانة المنسجمة مع الرؤية المتوازنة فنيا،  فالارتباطات البصرية ذات خصائص واعية من حيث المعنى المتلاحم مع مضامين الفكرة الموضوعيىة،  المقترنة بالمعاني داخل كل كتلة لونية شديدة التماسك ، والكثافة بالاضافة الى  التشكيلات الغنية بامتدادها بين مساحات فراغية ترتكز على نسيج تجريدي موزون هندسيا وحركيا وحسيا. لان المؤثرات الايحائية ذات خطاب تشكيلي بناء له خصوصية صلبة ومرنة في آن واحد.
ألوان داكنة وفاتحة ، ولطشات تكعيبية لونية ذات موجات قصيرة المدى.  غطاها بامتدادات هندسية بيضاء ذات تفاعلات تركيبية .  تتماهى مع البعد الثالث لابراز اهمية الامكنة العالقة في ذاكرته الفنية،  المتعلقة بخبرته الانسانية في خلق تكوينات تحمل بصمات تجريدية . يشير من خلالها الى التغيرات والتحولات التي يتسبب فيها الزمن المشتت بين الاشكال،  والمفردات الفنية المتراقصة على ايقاع الضوء المتجانس مع الظل والاشارات المتكررة بصريا ،  والمتعلقة بمفهوم اللون وتقنية الخط القصير والطويل،  والمساحات الممتدة كفضاءات تخيلية تمسك بالواقع،  فتجرده من طبيعيات تتركه  كالقطع اللونية الهندسية المنتظمة والعشوائية،  وكأن اللوحة تمثل المعايشة الحقيقة لاركان كل مفردة تميزت بالتناغم والتضاد.
مشاكسات بصرية تنخرط فيها الحواس،  لتتابع مسارات الخطوط بتدفق عاطفي هو نتاج تحولات فكرية،  وفنية تتخذ منحى لوني شديد التباين والتأثير على اجزاء معينة من الاشكال والاحجام،  والكتل،  والفراغات التي تفصل بجمالية بين الاجزاء الصغيرة والكبيرة ، والمتناقضة شكليا ومضمونيا واسلوبيا ومنسجمة تشكيليا . لأنها مشبعة بصراعات ريشة تمتص اللون وتوزعه تبعا للفكرة المسيطرة على اللوحة وابعادها. 
محاكاة لونية وحوارات هندسية متداخلة بتجريدات متصلة بالواقع وتكعيبية غامضة،  وبحركية الاشكال المرئية . لاضفاء حيوية على المشهد الفني ، وجمالية تشكيلاته الداخلية المبنية على تراكمات وتحولات تتلاءم مع الوحدات الهندسية ذات الانعكاسات اللونية البيضاء.  لتؤلف المعاناة الانسانية جزءاً من مواضيعه الفنية،  وكأنه يضع اللون في خدمة التعبيرات التصويرية المينية على تجريد  ترك فيه للون الأبيض لغة السلام . ان اللون الابيض يتغلغل مع الالوان الاخرى،  كالاحمر،  والاخضر ، والا صفر ، والاسود ، والأزرق مظهرا حيادية مختزلة من خلال الرمادى الخجول في لوحة كثيفة المفردات  والدلالات المشحونة برمزية انسانية وضعها ضمن اطر اللون الابيض ، ومفاهيمه  الموحية بفكرة السلام التائه في الحياة . 
دراما لونية تجريدية تمثلت بواقعية تزامنت مع المشهد ، ومؤثراته الحسية من حيث النسبة الجمالية،  والروافد الغريبة التي يشعر بها المتلقي . كأنها مشاكسات وهواجس تتسبب فيها الحروب او الصراعات النفسية التي تتسبب برسم ملامح غامضة على نفس تعاني من الانعطافات الحياتية المؤثرة على ابداعات مكتوبة باللون،  والشكل ومرسومة بأسلوب هندسي فني حيث تتشكل اهميته في اظهار الانفعالات الفنية بكافة انواعها ، وهذا ما دأب عليه " درويش الشمعه"  ليمنح لوحاته الصدق الفني والرؤية الجمالية.
لوحات الفنان درويش الشمعة من مجموعة متحف فرحات 

لمشاهدة المزيد من أعمال الفنان 

Saturday, December 21, 2013

ترجمة الحركات الاستشراقية التي رصدت التراثيات والعادات الشرقية


ضحى عبدالرؤوف المل 
الحوار المتمدن-العدد: 4304 - 2013 / 12 / 13 - 08:22 
المحور: الادب والفن 
     
إيفيلن واترسن , يوسف ,مجموعة متحف فرحات


ترجمة الحركات الاستشراقية التي رصدت التراثيات والعادات الشرقية
يتأدلج مفهوم الاستشراق الفني في العصر الحديث. فتظهر النتائج الاستقرائية معكوسة بحيث يزداد الوعي الفني في ترجمة الحركات الاستشراقية التي رصدت التراثيات والعادات الشرقية وغيرها. الا ان المخيلة الغربية اسرتها الحكايا المشرقية وروح الجمال الانثوي الغامض في ما مضى، واستطاعت الاحتفاظ بتراثها الفني المشرقي الذي سجلت من خلاله موروثات فنية لا يستهان بها. الا ان الفن هو الفن كمفهوم جمالي. ان استشراقيا او غيره. لاننا نتأمل العناصر والموتيفات والاسلوب كابداع فني يستحق التصفيق له، وكمنظور تشكيلي له اصوله ومفاهيمه وله حكاياه المرسومة من قبل المستشرقين الذين سمعوا عن الشرق او زاروه واستوطنوا فيه، فكانت لوحاتهم بمثابة الكنوز التي كانت مخبوءة، واستطاعوا اظهارها بكل البهاء والجمال . الا ان اعمالهم الفنية في بعض الاحيان حملت مفاهيما معرفية مبالغا فيها عن الشرق وسحره الاسر للجمال المشرقي، وللحياة العربية بشكلها العام. 
نبصر في لوحات المستشرقين التشكيلية الاسقاطات الحكائية الموروثة عن الشرق مع الحفاظ على المعالم الشرقية الحقيقية او المتخيلة ، مما يترك للفكرة ذاتية خاصة تحيل الانطباعات الى تعبيرات مختلفة الاشكال، والالوان التي تتجسد في لوحات نتأملها بصمت ذهني نتحاور من خلاله مع التفاصيل الاستشراقية. كما في لوحة " ايفيلين واترسن " ( evelyn watherston) ومعاني اللون الاحمر الغارق بصفة غرائبية ميزت البورتريه بدقة تصويرية لها انفعالاتها الخاصة من حيث اللون والشكل، والثيمة الشخصية للوحة. 

ادوارد شافلت , مجموعة متحف فرحات


تشكيل تصويري تخيلي او واقعي، لكنه يحمل مواضيعا شرقية منسوجة مع الالوان بديناميكية رومانسية هادئة لا تخلو من انفعالات احيانا. ان في فن البورتريه او المنظر الطبيعي الحي او الطبيعي الصامت ، او البيئة الحياتية مع الفلوكلوريات والتراثيات ، وتقديم نماذج البناء الشرقي وفقا للسمات العميقة المعنى والحاملة لروح العصر كما في لوحة " ادوارد شافلت" ( edouard verschaffelt) المتوازنة لونيا والمشرقة باللون الابيض والظل الانعكاسي مع الحفاظ على النسيج الشرقي لاسواق قديمة تحمل نفحة شعبية لا تخلو من مشهدية مسرحية واقعية في رؤاها التأليفية ، فهل حاول المستشرق المقارنة بين العادات الشرقية والغربية ؟ أم حاول اظهار ثقافة فنية ذات تقنية تجمع بين المفاهيم الشرقية والغربية وفق الاسلوب الممسوح بفن استشراقي تبعا للتحولات المكانية والزمانية والمنظومة التشكيلية المتلائمة استشراقيا؟. 
تكشف الرؤية الفنية الاستشراقية عن اشكال ومضامين شرقية تنهل من الازياء والمنمنمات مقاربات تشكيلية منطقية تؤثر بالذوق العام، وتمنح الاحساس بالخيال والرومانسية، والاحلام المرتبطة بالقصص الخرافية ، للتمكن من فرض تأثيرات تؤدي الى جمع نقاط تصويرية تحمل في ظواهراها ما يتوق الى رؤيته الانسان الغربي، وما يريد تخليده الرسام المستشرق التشكيلي في لوحته التي تخاطب النماذج الشرقية بمرونة ابداعية قائمة على الوصف والسرد مع المحافظة على القواعد الفنية من ابعاد ومنظور، وهندسة، وتقنية لونية تمنح اللوحة ظاهرة فنية ذات انعكاسات فكرية توحي بخصائص ميثولوجية تحمل مؤشرات مشرقية، كما في لوحة الحارس للفنان " كينيث نويل افري" Kenneth newell) avery ) وهي لوحة تأويلية حيث يظهر الجمل رمز الصحراء، وكأنه رفيق الرجل الشرقي في ترحاله واستقراره ووجوده ضمن صحراء ترابية تلاعب الفنان بدرجاتها الضوئية، ليعانق الظل زواياها الممتدة مع الالوان الحالمة، والضبابية اللونية المنسكبة افقيا. ليخلق من الانعكاسات تضادات هي بمثابة نقاط جذب جمالية ذات معايير حسية. تجعلنا ندرك قيمة المعاني الفنية المتغلغلة داخل كل لوحة انطباعية تأثيرية او واقعية درامية او تجريدية بانورامية. تشكلت حسب مقتضيات الرؤية المشرقية التي تأثر بها الرسام بموضوعية واقعية او رومانسية، فهل استطاع الفنان التشكيلي الغربي اظهار ثقافة الشرق وعاداته وتاريخه من خلال ما رسمه من لوحات فنية؟.

 كينيث نويل افري , مجموعة متحف فرحات


لغة تشكيلية استشراقية في لوحات متعددة . تحمل معانيها ايديولوجيات مختلفة من هندسة عمارة وتراثيات ذات جمالية معمارية توحي بكنائس الشرق، وجمال خطوطها العامودية والافقية المتداخلة، والمتميزة بنظمها التشكيلية ، وانماطها الشرقية المتوارثة من عصر الى عصر تبعا بالمكان ومفهومه التراثي. كما في لوحة " روجر مارسيل ليموز" ( roger marcel limouse) ذات الالوان الباردة والهادئة، والخطوط المرنه المتناقضة في ابعادها وجمالية رؤيتها الفنية ، فهي تحمل الطابع التصويري لمكان مطرز بفن عمارة ديني يشع بالهدوء والقدسية المسيحية على وجه الخصوص معتمدا على التسطيح، والهندسة، والتضاد ، فالخطوط البنائية توحي بالبساطة وبحضارة قديمة ظاهرة من خلال الاسلوب في بناء الكنائس في الشرق وما تتميز به من بنية جمالية. 
تخترق لوحات الفن الاستشراقي منطق الحركة المعاكسة ، لمفهومين غربي وشرقي، وكأن الفن الاستشراقي هو تسجيل او ارشفة الاثار والمعالم الشرقية مع خلق تأثيرات جمالية تؤكد على مضمون القصص، والحكاية المقروءة عن الشرق وسحره كألف ليلة وليلة ، والراسخة في أذهان الفنانين الغربيين والمستشرقيين .الا ان بعضها حمل انطباعات واقعية صادقة، وبعضها الاخر كان تخيلات وتهيؤات واهمة مبنية على فرضيات محكية او مرويات تعاقبت على الاجيال تباعا، وتركت اثارها على الصور الذهنية التي تحاكي الشرق بكل ما للكلمة من معنى. لهذا نرى في بعض لوحات المستشرقين مبالغات تقترب من السريالية . الا انها تحمل جمالية تشكيلية مميزة لا يمكن انكارها من حيث المفهوم والاسلوب، والفكر الجمالي التشكيلي، المصبوغ استشراقيا بألوان مشرقة وزاهية . ان في اللباس او الموتيفات الشرقية المزخرفة، والملونه بتضاد يحدد من خلاله الفنان طبيعة المكان وتقنيته التراثية والعمرانية. 

 روجر مارسيل ليموز , مجموعة متحف فرحات


قد تحمل بعض من لوحات المستشرقين اسلوبا ايقونوغرافيا ، والمرافق غالبا للكنائس المسيحية الشرقية للدلالة على المفهوم المسيحي للمكان، ولكن في المقابل ايضا نرى في بعض اللوحات ايديولوجيات تحاكي فنيا الامكنة الاسلامية ، كلوحات تحمل معالم المساجد المتواجدة في الشرق كلوحة جامع جزائري رسمها الفنان " نويل هيري لوفل" noel harry leaver) ) والتي تتميز هندسيا بروح عصر يتميز بحالة وجدانية توحي بالهدوء والسكينة، والمساحات المتسعة والمتباينة بواقعها التراثي الظاهر في بناء الاطر الزخرفية المتلائمة مع روح المكان، وكيانه الشرقي المشحون بموتيفات اسلامية تجسد الطابع الاسلامي بكل مفاهيمه وبساطته، وبدلالاته الفكرية والايمانية وموضوعاتها المشرقية. 

 نويل هيري لوفل , مجموعة متحف فرحات


تتركز الموضوعات الفنية الاستشراقية حول الشرق بكل تجلياته الفكرية والجمالية، والسياسية ، والاجتماعية كحالة من حالات التماثل التي قرأنا عنها في قصص ومسرحيات كان للزي الشرقي فيها النصيب الاكبر مع الحفاظ على نكهة البيئة الشرقية، وتوليفاتها الجذابة كالحانوت في اسواق مصر المرسومة في لوحة تغص بالاشكال والمعاني والالوان، والفراغات، والجماليات الفنية المتوازنة داخل اللوحة بمختلف معاييرها، و التي رسمها الفنان " مازني" ( Mazini) بروحية شرقية تظهر جمالية الاسواق في مصر انذاك . 

مازيني , مجموعة متحف فرحات


اظهر الفن الاستشراقي قدرته على اظهار خاصية فنية تتعلق بروحانية الشرق، وما يمثله للغرب من مكتشفات مثيرة حسيا، وذلك بما التقطه من انطباعات فنية تسببت في تحفيزه فنيا. ليرسم ما يشاهده او يتخيله وفق الابعاد الفكرية والفنية القادرة على توضيح فكرة الاستشراق ، وما تتركه من علامات تعجب عند العربي او الفنان الشرقي بشكل خاص. لان الطبيعة الشرقية في لوحاتهم اكثر دلالة وعمقا من ما هو مكتوب عن الشرق من قصة وحكاية ورواية ومسرحية وما الى ذلك . فلوحة الفنان "هربرت ساتلر" hurbert sattler) ( عن القدس تمدنا برؤية طبيعية، لمكان جغرافي يتمبز بجمالية فنية تصويرية دقيقة الملاحظة تشكيليا، باعتبارها مدينة شرقية تشكل مرجعا تاريخيا له اهميته السياسية والفنية المتنازع عليها منذ العصور القديمة وحتى الان، وكأن الفنان الاستشراقي في بعض محطاته الفنية هو المؤرخ لحضارات الشرق بوصفها اداة فنية بصرية تنقل للغرب المشاهد المستوحاة او المأخوذة من الشرق، بما فيها الامكنة العمرانية التاريخية، وكأنها الشاهد الحي على زيارتهم للشرق كما في لوحة "يتر بترسون" peter Peterson ) ) المسماة مار سابا في فلسطين والمتميزة بهندستها الشرقية، كقلعة منماسكة ذات منظور فني يشكل هندسة متكافئة ذات حيوية غنية بالحركة واللون المحلي المستوحى من الطبيعة وخاماتها الفنية. 

هربرت ساتلر, مجموعة متحف فرحات 


يقول الكسندر هيج " لا يوجد مكان آخر أهم من الشرق الأوسط لحفظ التوازن بين العناصر المختلفة لسياستنا الخارجية..فيها مصالح اقتصادية وسياسية وحتى روحية" فهل الفن الاستشراقي خدم ويخدم هذا؟..أم أن الفن من أجل الفن هو الغاية التي تركت ارثا فنيا لمستشرقين سحرهم الشرق؟.
تختزل الفنون التشكيلية بمشاهدها الفنية ورسوماتها الواقعية الازمنة بحيث تجعلنا نلمس فكريا الصورة الحقيقية التي يراها الغرب عن العرب في تلك الازمنة وحتى الآن، والاختلافات بين الماضي والحاضر والقدرة على تحليل ما سيكون في المستقبل ، فالحضارات الشرقية تعج بتفاصيلها المختلفة عن الحضارات الغربية، وفي المقارانات تقريب من وجهات النظر المختلفة مع ما تحمله كلمة " استشراق " من تناقضات متعددة في مفهومها الشرقي واللاشرقي، وحتى مفهوم الشرق الاسلامي الذي يصور في جانب منه مراسيم الصلاة كما في لوحة " ليليان ويرذايم رايس" lilian Wertheim rice) ) والدعاء بعد صلاة العصر لشيخ عربي في صحراء يركع على سجادة صلاة والظل يشير الى فترة ما بعد الظهر مع ما تحمله الازياء العربية من شرقيات ذات اشارات رمزية للترحال العربي عبر الصحراء . 

ليليان رايس, مجموعة متحف فرحات 


تحتفظ اللوحات الاستشراقية بكنه الحقيقة الروحانية للشرق، فهي بمثابة مشاهد تاريخية تم حفظها من قبل مستشرقين تأثروا بالشرق واخباره بعيدا عن الغلو في اظهار النساء العربيات كمحظيات، وعن ما تحمله اللوحة من اسرار عن انماط عيشهن في اماكن متعددة حيث نرى المرأة تتزين بازياء فاخرة ، وتجلس في اماكن مزينة بالنفائس والحرير، ولكن جورج باير عكس هذا المفهوم بتصويره بائعة الخبز ، وهي جالسة في الاسواق العربية ومن حولها فخاريات وابنية من الطراز الشرقي، مصورا بذلك الجوانب المختلفة من مسيرة المرأة الشرقية عبر الازمنة، ولكن من خلال ريشة المستشرقين الذين سحرهم الشرق، وتحملوا المشقات في سبيل زيارة الشرق ورسم معالمه ، وان في بعض الاحيان بملامح وجوه اوروبية ، ولكن بملامح حياة شرقية ذات جمالية تحمل في طياتها مميزات الحياة اليومية ان في الاسواق او البيوت، وحتى في العبادة واللهو والحروب والسفر في الصحراء ورمزية الجمل المرافق للرجل العربي مع الحصان وحتى الخيم العربية.

تأثيرات بصرية وألوان تغرق بالضوء ، وايحاءات كانها مشاهد خرجت من اعمال " بودلير" . الا ان تذوقها فنيا يجعلها تتميز من حيث القدرة على منح تعبيراتها رومانسية مضيفا اليها الفنان لمسة شرقية. تضع اللوحة في خانة المشهد البانورامي او الدرامي او التعبيري الرومانسي، وحتى الانطباعي. الا ان الميزة دائما هي الملامح الشرقية بشموليتها من حيث ديناميكية الحياة اليومية والعادات والتقاليد، وما تحمله الوان الازياء من تناقضات مختلفة من حيث التعتيم والاشراق والتنافر والتضاد والانسجام ، حتى في الاشكال الغارقة هندسيا بالتباعد والتقارب ، والتشابه والتماثل، وما الى ذلك من جيومترية وسيمترية ، والتزام بالقاعدة الذهبية ونقطة الجذب الاولى التي ترتكز عليها الفكرة، وبناء الموضوع الفني بشكله العام.

http://orientalistarts.wordpress.com/
من مجموعة متحف فرحات

Thursday, December 12, 2013

ذاكرة الصورة العربية , أرشيف البنك اللبناني للصورة

ضحى عبدالرؤوف المل 
الحوار المتمدن-العدد: 4303 - 2013 / 12 / 12 - 01:05 
المحور: الادب والفن 
     


ذاكرة الصورة العربية
تحتفظ الصورة بملامح الزمن والمكان، وتفاصيل الاحداث المؤرشفة بصريا بحيث تستطيع توثيق اجمل اللحظات واسوأها مع الاحتفاظ بجمالية من نوع آخر. لاننا كلما اجتاحتنا الذاكرة نعود الى ما احتفظنا به من صور. لتحيا الذاكرة من جديد، وتسترجع التفاصيل اللحظية الملتقطة بتقنيات عفوية او مدروسة. الا ان لروحية الصورة معاني مضمونية واسلوبية تدركها الحواس من خلال الرؤية التوثيقية التي تهدف لها الصورة ، وتمنح الاحساس بدفء الازمنة والامكنة التي تطورت، واحتفظت ببعض معالمها التصويرية البسيطة تعبيرياً، والمعقدة استراتيجيا وسياسيا، فتفاصيل الماضي تحملها الصورة اما بأمانة اعلامية صادقة، واما بتركيب لحظي يمنح التفاصيل المبطنة رؤية مقروءة مرئيا. لتوضيح ما هو مخفي عن الرأي العام أو بالعكس لاخفاء ما هو واضح للرأي العام .


تؤكد الصورة الفوتوغرافية او التشكيلية على الاختلافات البيئية او الاجتماعية، وعلى جمالية اللقطة المشهدية المؤطرة بموضوعية فكرية تحمل وجهة نظر محدودة او غير محدودة. تبعا للموضوع المطروح في الصورة المؤرشفة، والتي تبقى في ذاكرة الماضي ، كوثيقة تاريخية قيمة وغنية بالمضامين التي ربما نجهل مضامينها في الحاضر. لأنها تظهر ما هو مطموس الملامح كالابنية والاحياء، والتراثيات والوجوه بمختلف مراحلها العمرية، وحتى المناسبات الدينية والسياسية، والتأبينية والحروب والمجازر والافراح، وما الى ذلك من مناسبات مختلفة نسترجعها من خلال ذاكرة الصورة الماضية والحاضرة التي نحاكي من خلالها المستقبل، والنتائج الراسخة في ذاكرة البشرية المرئية فوتوغرافيا. الا انها لحظة فوتوغرافية التقطتها يد فنان يبحث عن المشهد الموضوعي وابعاده الفكرية والفنية. 
لحظات تستحق الحفظ في ذاكرة مرئية نستعيد من خلالها تفاصيل تندرج تحت تصنيفات مختلفة. تتميز بتصويرات مؤثرة ومحتويات تنعش العقل والعاطفة، وتدفع المتلقي الى تحليل ما هو مقروء ذهنيا. مما يجعلنا نرى حقيقة الصورة من خلال محتوياتها، والفكرة الاساسية المسلط عليها الضوء من حيث الابعاد والجمال، والعادات مع التفاصيل المرافقة لخبر ما اراد المصور له التخليد ، كالمرأة البقاعية التي تقطف الثمار من شجرة معطاءة، وهي تتكىء على السلم الخشبي. مما يثير الحنين عند الرائي، ويحفظ اللحظة وجمالها لامرأة تهتم بثمارها داخل المشهد الريفي المتماسك فوتوغرافيا والمقترن بالجمال التصويري . 



تحمل الصورة المصطلحات الثقافية المختلفة. لأننا نحتاجها في مختلف نواحي الحياة ، كتوثيق بصري يختزل الف كلمة ايحائية تتجسد في صورة تنشأ مقوماتها من جديد في كل عين تراها، وفي كل فكر يفك شيفرة رموزها او يكتشف من خلالها الخطأ التاريخي او التصحيح الزمني، لرؤية كانت مغلوطة في الماضي، واصبحت مفهومة بشكلها الصحيح في الحاضر، فهل تستطيع الصورة الفوتوغرافية تصحيح المستقبل؟. ام انها سلاح ذو حدين؟.ام هي تعبير يحتفظ بمكنون جوهري مع الزمن حيث تبقى المعالم والملامح كما هي ، بينما تندثر في المستقبل وتصاب بانزلاقات رقمية تمس الاسس الحياتية قبل موتها النهائي على يد التكنولوجيا التي تضيف الى الصورة تقنيات رقمية ذات تغيرات وتحولات في المفاهيم المعرفية والتجميلية، وكأن الصورة الفوتوغرافية الصادقة في الماضي ستختلف عن الرقمية في المستقبل. إلا انها في كلتا الحالتين تحمل موضوعا، وفكرة ورؤية تستطيع العين الفنية تحليلها وفهمها بوضوح معرفي وفني. 
يشير بيير فالان إلى أنه "بدون ذاكرة لا وجود لثقافة وبدون ثقافة لا وجود لحضارة وبدون حضارة لا وجود لتاريخ أو لهوية فردية كانت أم جماعية".فللصورة ابعادها المختلفة من حيث اهميتها في ارشفة الاحداث، وتحديد الزمن من خلال هوية المكان او الشكل العام الذي تتخذه الصورة، فالمشهد الترميزي يندمج مع الدلالات التي تتبلور في صورة تخاطب الحس الوظيفي وتجلياته المحدودة . لتظهر الصورة كأنها مقالة مرئية تستطيع بتفاصيلها قلب المقاييس المتعلقة بموقف ما ، كالمذابح وجرائم الحرب. مما يمكنها من محاسبة تاريخية لما تحمله من وضوح في الحدث المرئي بوصفها منظورة، ومحفوظة في ذاكرة لا يمكن محوها، فهي تتواصل مع كل زمن بوصفها وثيقة مؤرشفة لا يمكن التلاعب بها حتى بتقنيات الملتميديا او غيرها من الوسائل الحديثة الآن.كمجموعة بنك الصور اللبناني التابعة لمجموعة متحف فرحات، والتي تسعى الى الاحتفاظ بكل حدث خاطبته عين العدسة في مكان ما وزمان ما . لانها التاريخ والذاكرة باعتبارها شهادة حق للانسان في كل عصر وزمان ومكان، وحتى اللامكان حيث اللغة الافتراضية في زمن العولمة او لغة الافلام الوثائقية التي يتم حفظها في مواقع مختلفة كيوتيوب، وكصور متسلسلة ترافقها موسيقى تصويرية مؤثرة ، والتي باتت لغة مواقع تحفظ في ذاكرتها الكثير من التفاصيل التي يراد تخزينها . بوصفها تقنية سريعة الانتشار وتتخطى حدود الوطن العربي، لتتجه نحو الغرب بشتى الوسائل وحتى بمعارض الصور الفوتوغرافية التي تقام في كل حين. 



يتوقف الزمن في الصورة عند لحظة ما ، لتصبح فيما بعد الشاهد اليقيني لما حدث في الزمن الماضي، وهذا يساعد في تحليلات تقودنا الى تلافي الاخطاء المستقبلية مع امكانية حدوثها دون الانتباه ، كما يحدث مع الرؤوساء، وفي الحروب والمناسبات والاراضي الفلسطينية المحتلة او بالاحرى تلك الاماكن والاحياء الاثرية التي وضعت يدها عليها اسرائيل وبدأت فيها بعملية بناء محاولة تغير هوية الاحياء الفلسطينية الاصيلة، فالقدرة على الاحتفاظ بمعالم الماضي في المستقبل هي امانة الشعوب، فأرشفة الصورة هي فعل ثقافي يمنح الاجبال المعرفة بتاريخنا العربي. لانها تخاطب كل زمان بحقيقة حضارية سعى اليها الانسان منذ العصور البدائية حيث بدأ بتسجيل الاحداث اليومية بالرسم على جدران الكهوف، لتحاكي فيما بعد التاريخ بل ، ويمكن الحكم من خلالها على الاخطاء التي وقعت في كل زمن. 
تشهد الصورة على ثقافة البلدان ومعالمها وتواريخها، فهي ترسم ملامح كل زمن بوسائلها الفنية محافظة بذلك على المعنى الحركي للحظة الملتقطة ، كما في الصور القديمة لبيروت الموجودة في الموقع الالكتروني للبنك اللبناني للصورة التابع لمتحف فرحات، فالأبنية القديمة وطراز السيارات الموحي بالزمن مع صور صخرة الروشة، والتغيرات البيولوجية التي تجعل الرائي يقارن من خلالها على تغيرات الزمن وتحولاته مع المحافظة على رؤية اختزالات الكثيرة التي طرأت في الحاضر ، فاللغة الفوتوغرافية تخضع لمفاهيم فنية مختلفة ذات ارتدادات انعكاسية. لانها ربما تكون حجة مضادة اما سلبية او ايجابية. كما في صور المخيمات الفلسطينية، والموجودة ايضا في موقع بنك الصور اللبناني التابع لمجموعة متحف فرحات حيث نرى بيوت التنك المقصوفة مع العجوز، وحالتها التي يرثى لها ، وفي هذا ادانة للاحتلال الصهيوني واضطهاده الشعب الفلسطيني الذي تم تهجيره وملاحقته حتى الى المخيمات في لبنان والدول الاخرى .
قتل وتدمير وكتابة على الجدران ارشفتها الصور بفنية صادقة محفوظة في ذاكرة صورة عربية، ففي بعض الصور نلمح العجوز الفلسطيني جالسا على كرسي من القش وعصاه في يده توحي بالاصرار على الوقوف مجددا مع كتابات الغرافيتي القوية المعنى على الجدران، بالاضافة الى الاسلاك الشائكة، والتعبيرات المحزنة على وجه امرأة ممنوعة من الانتقال الى الضفة الاخرى مع الاحتفاظ بالكثير من الصور التي تظهر بؤس الحال والفقر، والموت، والمرض، والاستشهاد، واطفال الحجارة، وما الى ذلك من الصورة الكثيرة والمؤرشفة في موقع مجموعة بنك الصور اللبنانية .



تكتسح الصورة الفوتوغرافية اعلاميا مجالات واسعه لها اهميتها الخاصة في الماضي والحاضر . لانها تخاطب الحواس بعقلانية واعية بوصفها لغة خطابية تدخل الذاكرة التاريخية من خلال صورة تحمل ملامحها قيمة الحدث او الخبر او حتى الموضوع ، والفكرة التي قد تكبر او تصغر او ترتد ، لتستعمل فيما بعد كشاهد على الفعل الزمني الذي يستمد المعرفة من الدلالات التي تهيمن على الصورة المقروءة، والتي تجعلنا نتوغل في الماضي، فنلمس الحقائق من خلال صورة تخرج من الذاكرة، ويتم توثيقها بمقالة او نص او فيلم وثائقي هو بمثابة شاهد على العصر، باعتباره المشهد المتوقف زمنيا عند نقطة الحدث، كما في صور ثورة لبنان عام 1958 ، ومجزرة صبرا وشاتيلا ، فما تحمله كل صورة هي بمثابة احياء للحدث من جديد لما تحمله كل صورة من احداث غائية وقوية بحضورها المتجدد في كل مرة تراها في عين او يدركها العقل.
حين تبدأ البحث في ذاكرة الصوره تصاب بالدهشة من تأثيرات الوقائع المفرحة والمحزنة ، وقد تدمع الاعين وتبكي القلوب عند رؤية مجازر صيرا وشاتيلا عام 1982 بداية من التهجير الى الدخان والنيران المشتعلة، الى تشرد الاطفال والانساء، وحتى المظاهر المسلحة والانتهاكات الظاهرة في اكثر من صورة، فتتساءل وانت في الحاضر هل يعيد الزمن العربي نفسه مع اختلاف في بعض التفاصيل؟ز أم انه مكتوب على الامة العربية البؤس والحروب والمجازر؟. فهل لغة الصورة التي تحفظ الماضي في ذاكرتها هي الاقوى على جيل المستقبل الذي غابت عنه التعايش مع الحدث، فاستطاع التفاعل مع الحدث من خلال الصورة؟.
في صور الارمن المأخوذة من أرشيف المصور " كيفورك" تستريح قليلا عند اجتماعيات وعادات بعيدا عن الالم رغم ما اصاب الارمن من قبل من حروب ابادة، ومن مجازر سابقة. الا ان مجموعة البنك اللبناني للصور تركت لصور الارمن المؤرشفة من قبل المصور الارمني " كيفورك" لغة خاصة لها جمالياتها حيث التجمعات الاسرية، والاعراس ، والمدارس، والاطفال، وطقوس دينية وما الى ذلك، مما يجعلك تتامل ثقافة الارمن في تلك الازمنة مع الاحتفاظ بنماذج السيارات والازياء التي كانت تتواجد في تلك الفترة المؤرشفة في ذاكرة الصورة الفوتوغرافية. 
اسلوب تقني فوتوغرافي تحقق فيه الصورة اركان الجودة الفوتوغرافية من تكوين ، واشباع، واضاءة، ومرونة، وتأطير، وتوازن، وبساطة واندماج، وما الى ذلك. مما يؤثر على قوة التأثر والتأثير، وجذب البصر نحو النقطة الاساسية للفكرة ، كما في صورة العروسين رغم التدمير الذي اصابت المحيط من حولهم، وهذا الامل في الصورة هو الذي يعيد لنا الحوارات التأملية التي تدور في عقل الرائي للصور المؤرشفة، فهل سينسى العرب الحروب الصهيونية عليهم؟ والانتهاكات التي اصابت فلسطين؟ ام ان صور مجازر صبرا وشاتيلا وثورة لبنان ستحفظ في الذاكرة، لتصبح كارشيف له هوية خاصة هي بمثابة شهادة حق تجعل لاجيال المستقبل الاحتفاظ بحق العودة وتحقيق السلام العادل؟.
تحمل الصور في مجموعة بنك الصور اللبناني من مجموعة متحف فرحات ذاكرة لا يمكن محوها . لأنها تحاكي كل عين ترى، وكل عقل يدرك بتحليلاته ما ترافق كل صورة من حدث مرئي مؤثر . كما في صورة الجريح المصور الفوتوغرافي " نبيه ناصر" المحمول على ايادي رفاقه بينما توقفت من خلفهم حركة الحياة اليومية، وفي هذا توضيح لما يتعرض له المصور الفوتوغرافي من قتل وسجن وانتهاك لحقوقه الاعلامية فهل تنسى الشعوب العربية هذا؟.فهل الصورة هي تاريخ مرئي نستعيد من خلاله حق من حقوق جيل مضى ؟.ما من حدود للصورة الفوتوغرافية الشبيهة بوثيقة ننهل منها الحقائق ، ونقرأ من خلال تفاصيلها الفنية ما وراء الخبر. لانها بمثابة خبر مؤجل لزمن يعاود تجدده. مما يدفع الفكر نحو اهمية الصورة الاعلامية ثقافيا وفنيا، ومدى اهميتها في ارشفة الحدث ومدى قدرتها على مخاطبة الحضارات وجيل المستقبل القادر على تحقيق التوازنات بوصفه المؤتمن على الذاكرة العربية . 
http://www.lebanesephotobank.info/
من مجموعة متحف فرحات
بقلم ضحى عبدالرؤوف المل