Thursday, April 21, 2011

أبو الرب والتبرم من ضيق المساحة . بقلم محمود فهمي عامر

مجموعة متحف فرحات

في الأعمال الجدارية ذوات الأمتار الطويلة وبصحبة أغاني فيروز يجد الرسام المبدع إبراهيم أبو الرب ذاته، هناك فقط تتحقق حريته الكاملة في حركاته السريعة اللإرادية، وكأنك في ساحة قتال تدور رحاها بين فنان ولوحته في حالة من الإلهام الفني المثير تتطاير خلالها الفحمة التي انتهى دورها التفريغي، وهناك فقط يستطيع أبو الرب أن يسامر بنات أفكاره بما شاء دون الشعور بالقضبان المحيطة به، وهناك أمام هذه اللوحات المعلقة على جداران منزله أو في الساحات العامة تجد شخصا آخر غير الذي تعرفه أو جلست معه قبل هذه الحالة الفنية التي يجهز أجواءها الصاخبة في أعماقه قبل استدعائها أو استضافتها في لوحاته المقاتلة، وهذه الحيوية التي تعيش قلق وجودها هي التي جعلته يشعر دائما بضيق المساحة مهما اتسعت، وقد عبر الدكتور إبراهيم أبو الرب عن هذا المعنى في لقاء معه في جريدة الأخبار الأردنية في 28 – 11 – 1980م بقوله: (لو أعطوني طول الكرة الأرضية وبعد التاريخ لكي أقول قضية شعبي فلن تكفي).

مجموعة متحف فرحات
وعن فسيفساء روحه الساحرة التي شاهدتها بنفسي وهو ينفذ لوحة فحمية من لوحاته المعلقة على جدار بيته أمام فريق من قناة الجزيرة الفضائية القطرية في لقاء خاص معه جعلتني أردد إضافة لمقدمتي قولين، الأول للناقد العراقي فاروق يوسف في جريدة الوطن القطرية 4 – 11 - 1999م: (يسحره الوقوف أمام المساحات حيث يمارس فعلا طقسيا من خلال أشكال تهبط بشكل مفاجئ وبانفعال وتجلي بأثر الحدث)، والثاني لمحمد أبو زريق من كتاب بانوراما الفن التشكيلي الأردني الصادر عن وزارة الثقافة الأردنية عام 1990م: (إنه يفرغ انفعالاته على سطح اللوحة من خلال ضربات الفرشاة الصريحة والمنفعلة، فيما يشبه الغياب الواعي، وبتعبيرية تختزل الغضب ضمن ملحمياته في تكوين وحركة نحو الأفق والهدف والمصير).
حقا إن المشاهد وهو يقف أمام هذه الجداريات الملحمية (لا يملك إلا أن يجد نفسه داخل هذه الأعمال؛ لأنها وجهه الآخر، ولون دمه، وخطوط حياته) كما قال إبراهيم نصر الله عنها في الاخبار الأردنية 28 – 11 - 1980م، أو كما قال مصطفى صالح في الدستور الأردنية 16 – 11 - 1980: (أعمال إبراهيم تؤهله لكي يتخطى إلى العالمية).

مجموعة متحف فرحات
وللدخول أكثر إلى عالم هذا الفنان الذي أذهلني وأنا أشاهد طريقته الفريدة في التعامل مع الفن أنقل ما أوجزه محمد أبو زريق في الكتاب المذكور: ( تكتسب الشخوص هويتها في أعماله من خلال المجموع، ويكتسب المجموع وجوده الفاعل من خلال الحركة الدائمة ضمن إطار التشكيل، وضمن هذا الإطار تنعدم المسافات، وتتلاشى الأبعاد، ويتحد الموضوع مع الخلفية، وتتسارق العناصر ضمن أطر هرمية أو حلزونية توحي بالحركة أحيانا وبالثبات أحيانا أخرى، ومن خلال هذا الربط المستمر يتوحد العمل التشكيلي لديه معطيا الفنان درجة كبيرة من التوحد في العمل).

مجموعة متحف فرحات
هذه الجداريات الملحمية ذات الطابع العالمي، التي أرخت لمراحل خلق الإنسان ومعاناته، وما يتعرض له في هذا الكون من إبادة حضارية ما زالت ـ كما قال لي أبو الرب ـ تبحث عن مكان يناسب أجيالها القادمة، وحلمه أن يجد هذا المكان الدائم الذي تضم حيطانه جدارية: (الثورة العربية الكبرى) 16م × 2م عام 1992م، وجدراية: (يالو جيرنيكا فلسطين) 50م × 2م عام1997م، وجدارية: (مسيرة الشعب العظيم) أريحا 200م، وغيرها من الأعمال التي تستحق أن يكون لها موطئ قدم في متاحفنا العربية.
لقد عاش إبراهيم أبو الرب (أبو وسيم) قضيته الفلسطينة وواكب مسيرتها النضالية؛ فأبدع من وحيها بجرأته الفنية هذه الجداريات الملحمية الملتزمة بقضيتها وبسرياليتها التعبيرية الرمزية، ويمكننا تلخيص هذه التجربة الإنسانية بثلاث محطات ارتبطت بتكوينه الفلسطيني كما يلي: المرحلة التعليمية الأولى من عام 1970 – 1980م، وفيها اقتحم صالات العرض في مصر بحضور مدهش واجتهاد فردي دون دعم خارجي، وأقصد هنا أنه كان يعمل بفنه ليتابع دراسته الجامعية، وهذه العصامية جعلته يجتاز مرحلة التلمذة بمفهومها المدرسي لينضم إلى صفوف المحترفين وإعجابهم.
وتمثلت المرحلة الثانية بفكرة الشهيد أو مرحلة الكتل البيضاء 1980 – 1990م، وفيها نضجت موهبته الفنية بأجسادها الرمزية المتداخلة والمركبة بشاشتها الموميائية البيضاء وسيقانها الطويلة وخطوطها الحلزونية، وهي جداريات تقف أمامها حائرا مكبرا من توليفتها العجيبة حتى تسرح في عالمها متسائلا: أين تقع تضحيات الشهيد المتراكمة من عهد المقاومة إلى واقع استجابتنا (........) في عاصمة الشهيد المقدسة؟
أما المرحلة الثالثة فكانت بعد عام 1990م، وهي مرحلة التحدي والتصعلك الإيجابي على عصر الانحطاط الحقيقي، وأشير هنا إلى عصرين متناقضين في مفهومي الشخصي: العصر الأيوبي الموسوعي الذي وسم ظلما وغدرا بعصر الانحطاء الفني، وعصرنا الحالي.

الفنان امام لوحاته

نبذة عن الفنان
• ولد الفنان إبراهيم أبو الرب في (يالو) القدس عام 1949م، وخرج منها بعد نكبة عام 1967م إلى الأردن، ثم انطلق إلى مصر وحصل على بكالوريوس الفنون الجميلة ودبلوم الدراسات التربوية عام 1976م، ودرجة الماجستير في الفنون الجميلة عام 1982م: (فن التصوير المعاصر في الأردن)، والدكتوراه عام 1987م: (الفن الإسلامي وأثره على التجريد العربي المعاصر)، وجميعها من كلية الفنون الجميلة بالقاهرة، جامعة حلوان.
• أقام عشرات المعارض الفنية الخاصة والمشتركة والجماعية والعامة.
• حصل على جائزة الدولة التقديرية في الفنون من الأردن عام 1995م.
• عضو في العديد من الجمعيات والمراكز والمؤسسات الفنية والثقافية والبيئية.
• أسس جماعة (الفنانين الأردنيين الشباب)
• من أقواله: (علمتني قضية شعبي معنى الصبر والتضحية وحتمية الوصول) و (في حالة قضيتنا وعلى الرغم من تعدد الطروحات فإن الشهادة هي الحل) و (كم هو عظيم أن أمارس فني على أرض فلسطين في ملحمة مسيرة الشعب العظيم).
• قال عنه الناقد المصري محمد حلمي في مجلة الإبداع المصرية العدد الثامن: (إبراهيم نموذج متميز لفنان متمسك بقضية شعبه التي تسكنه ويعيشها).

Wednesday, April 20, 2011

جسّد جمل المحامل الفلسطيني: سليمان منصور.. يرصد التحولات الجوانية للقضية الفسطينية


عبر تاريخ الفن التشكيلي الفلسطيني ظل الفلسطيني يحتمي بمجموعاته اللونية، الباليتة التي حمته من رصاص الحاقد، رصاص الصهيوني الذي عبر بلداناً كثيرة ليحمل في تاريخه الوجل والخوف، وليعكسه في الجغرافيا المستهدفة فلسطين.
ورغم هذا الخوف والتخويف لم يرزح المبدع الفلسطيني تحت متطلبات هذا الخوف بل اصبح اكثر صلابة وعنفواناً وتميزاً لقضيته لتظهر جلية في القصيدة واللوحة والمنحوتة والسرد لتشكل هذه الحيوات شهادة جديدة الى جانب صوت البندقية.
الفنان السبعيني سليمان منصور واحد من الذين حملوا لواء النضال عبر اللوحة بعيداً عن اللوحة الجرائدية، متمسكاً بالفن كطريق لاظهار حضارة شعب عميق الجذور تمخضت عنه منارات ابداع غزت العالم عبر الترجمات على رأسهم الشاعر الكبير محمود درويش وادوارد سعيد واسماعيل شموط وآخرين.
فقد عرفنا جميعاً جمل المحامل لسليمان منصور التي شغلت ذاكرة ثقافية وبصرية تعايشت فيها كل الاجيال، لتشهد هذه اللوحة فكرة ما حصل وما سيحدث اتجاه القدس.
ففكرة الرمز التي تحملها هذه اللوحة توضح حجم مسؤولية الفلسطيني اتجاه قضية اصبحت وما زالت من اكثر القضايا العالمية والعربية صعوبة واشكالية.
ليقف الابداع الفلسطيني ماثلاً كطود قوي ليواكب مجريات هذا الكفاح ويوسس خطابه الحضاري اتجاه العالم طالباً الانصاف والامتثال للعدالة.
سار سليمان منصور في تأملاته الفنية التي عكست بصدق الحراك الثوري للانسان الفلسطيني وشكلت الى جانب التجارب المهمة الأخرى ذاكرة جديدة لصورة ما يحدث لتكون الشاهد الأبدي على جماليات المشهد الفلسطيني وبشاعة الاحتلال.


انطلق منصور من قماشة اللوحة عبر عناصر الانسان الفلسطيني ليرصد التحولات الجوانية لهذه القضية لكن انفجار الانتفاضة الذي فضح كل ما هو مستور وكان ذلك في اواخر الثمانينيات، هذه الانتفاضة التي شكلت تحولاً في تجربة كثير من الفنانين الفلسطينيين وكان منهم الفنان سليمان منصور، حيث تحول منصور الى استبدال الخامة المعروفة الى خامة اكثر التحاماً بالارض، مادة الطين والقش والنيلة والشيد والجلود والقماش والخشب لينتج اعمالاً ذات طابع تجريبي شكلت اضافة جديدة على مساحة التجربة بكل تجلياتها.
والفن بالنسبة لمنصور لم يكن مادة فقط بل جاء من باب تقديس الارض ونقل حياة الطين من الارض الى العمل الفني باحثا عن شقوق جديدة في أثلام العمل القني، فنقف امام لوحة عطشى بالحنين توقظ في مشاهدها فكرة اللمس وغرابة معالجات المادة كشكل فني.

 
أنا إسماعيل , مجموعة متحف فرحات


وقد شكلت هذه المرحلة اشارة واضحة الى عمق التأمل وتلمس الخير والمحيط، حيز الحياة وعتمة الموت، لنجد اننا امام قطع من بيوتات الطين ورسومات بدائية قد رسمها الاهل على جدران منازلهم، لتحمل لوحته ذاكرة المكان بكل تفاصيلة التي تحمل سرد وحكاية هذه الأمكنة.
لينتقل لمرحلة جديدة مرحلة التماثيل الطينية بحجمها الطبيعي كأنه يدعو الى نباتات طينية تخرج من باطن الارض هي الانسان الذي ينتمي ببذرته الاولى الى تلك الارض، فكل ما نراه في مجموعاته الطينية يذهب الى التشقق واظهار عامل الزمن ببعده الوجودي، بعد العطش للحرية متخذا من الشكل الايقوني فضاء لاشكاله، فجانب الايقونة الطينية يشير الى أمكنته المقدسة التي يتطهر بها ساكنها لتعطيه القوة والحياة الجديدة فهو يقبع في منطقة البعث الاسطوري مقابل الموت اليومي ليرقد هذا الموت الى القاتل (اليهودي).
وفي كل عمل يجابه منصور الآخر بحضارته المؤثثة بحيوات الارض وتاريخها الممتد.
انه الحوار الواضح بين العابر والقاطن نرى هذا الحوار في فكرة الأثر في عمله الفني لنرى الى ملامح الجدار الفلسطيني حيث الزخارف البسيطة والنوافذ والاشارات والحناء، انها الإحالات الاصيلة لفنان اصيل.
الدستور - محمد العامري

Friday, April 8, 2011

فن أميركي يثور في وجه الضمير العالمي ,بقلم سمية عيتاني


لطالما كان الفن وليد بيئته، ولطالما كانت المعاناة الإنسانية شيطانة الإبداع الملهمة، ونحن إذ نقف أمام أعمال سوزان كلوز Suzanne Klotz ،الفنانة الأميركية الأصل، نسمع أصواتاً غربية غريبة عنا ولكنها في جذورها قريبة قريبة. شهدت معاناتنا وعايشتها فأتى ابداعها عربي القلب والقالب، في حين ان بعض الفنانين العرب مازالوا يلهثون وراء الفن الغربي، يستعيرون منه الأسلوب، الموتيفات،ينهلون منه، يتقمصون روحاً أخرى ما كانت لتشبهم وما كانوا ليشبهوها !! لكن ما يشفع لهم صغر هذا العالم الذي فتح أمامنا الباب لكي نكون من نشاء، أنت تستطيع أن تكون أنت، الآخر أو حتى العدو نفسه! فما قولك لمن تنكر لإنسانيته وهجر العالم وسكن المريخ !
الطفل الأميركي , سوزان كلوتز , مجموعة متحف فرحات

أصدرت الفنانة سوزان كلوز Suzanne Klotz كتاباً يدعى "فن الاحتلال في مجموعة فرحات الفنية"، وقد احتضن الكتاب بين دفتيه أعمالها الفنية التي أودعتها مجموعة فرحات للفن العربي الحديث والمعاصر. وقد لاقت أعمال الفنانة الأميركية صدىً لها في هذه المجموعة التي سارعت لاحتضان فنها والتعريف به في عالمنا العربي. 
 مجموعة متحف فرحات هذه المجموعة الفنية، تمثل أفضل تمثيل قوة تعبير الفن العربي المعاصر، أما هدفها الأسمى فهو تمثيل الصراع في حياة الشعب العربي، تمثيلاً انسانياً وإعلامياً يساعد العالم على فهم العرب كشعب وفهم قضيته، بالإضافة إلى تقويم تلك الصورة المشوّهة للعرب المعاصرين المنتشرة بكثافة في الإعلام الغربي، وإعادة بناء الذاكرة الجماعية لشعب تحاول القوى الغربية قمعه ومحو ذاكرته لأجل فرض مصالحها وبسط نفوذ أتباعها في المنطقة.
شهادة , سوزان كلوتز , مجموعة متحف فرحات


تقول الفنانة سوزان كلوز Suzanne Klotz : "أن الفنّ يعكس قيم المجتمع ويمدّ جسراً بين المألوف والغريب، وهو يهدف إلى زيادة الوعي، إنارة الروح، وتوحيد الإنسانية.أردتُ تقديم أفكاري لعلها تساعد في الكشف عن أوهام متواجدة في وعينا الإجتماعي من الممكن أن نكون قد أغفلنا عن الإحاطة بها.حين يكون الإعلام المرئي والمكتوب – المكلّف بنقل وقائع الاحتلال العسكري لأرض أجنبية -  مسيّراً من قبل رجالات السياسة، يصبح من السهل جداً تبرير الدمار والموت المقنّعين بقناع البطولة لإخفاء ذلك الحنين للغزو والاستعمار، حيث تحرّف أجهزة الإعلام الوقائع بمكرٍ شديدٍ بقصد التعمية و نشر الجهل العام والتضليل.أهدف من خلال عملي هذا تشجيع التحقيق الشخصي لكلٍّ منا حتى نكشف عن "الوقائع الحقيقية التي تجري على الأرض" ، الأرض البعيدة المحتلة وكذلك أرضنا الداعمة لهذا الاحتلال.إنّ الحقيقة السطحيّة التي يقدمها أولئك الذين يتقلدون مناصب السلطة (الحكومة، وسائل الإعلام والمؤسسات) لها أكبر الأثر على قيم المجتمع ومعاييره الأخلاقية - تلك المسؤولية التي تقع على عاتقهم - وهم يبررون بهذه الحقيقة المزيفة سوء استعمالهم للسلطة في علاقاتهم الإجتماعية التي تسودها الإنتهاكات المجحفة لحقوق الإنسان.إنّ الحافز الذي يقف وراء أعمالي الفنية هو البيان العالمي لحقوق الانسان، تلك القوانين الواجب تطبيقها على كل أفراد الإنسانية في أوقات الحرب وفي أوقات السلم على حدٍّ سواء."

 "فن الاحتلال في مجموعة فرحات الفنية"
Suzanne Klotz occupation art , in the farhat collection
هو كتاب للرسوم المصوّرة بالألوان، دليل إلى الأرض المقدّسة، يصوّر فلسطين تحت الإحتلال الإسرائيلي كما عايشته الفنانة بين الأعوام 1990 و 1995.تعرض فيه الفنانة الحقيقة كما رأتها بعينها المجردة، الساذجة، عين سائحة أميركية قصدت الأرض المقدسة مع ابنتها بغية استكشافها فإذا بها تطالع حقيقة أخرى، حقيقة سعت لتوثيقها من خلال رسومها فأتت على شكل صاعقة تدحض وجهة نظر الاحتلال الإسرائيلي، تصوّر بطولاته كما هي بالواقع، جرائم حرب أخذت على عاتقها إدامة هذا الإحتلال وتوسيع رقعته.أرادت سوزان من خلال هذا الكتاب المؤلف من أربع وأربعين صفحة إعلام المشاهد بنظرة واحدة عن قضيتين أساسيتين هما دور المواطنين الأميركيين في تدمير فلسطين، وخلط دولة اسرائيل بين الصهيونية واليهودية وإدعائها بأنها تمثل كل يهودي على وجه الكرة الأرضية.
كل صفحة من هذا الكتاب هي عملٌ فنيٌ قائمٌ بحد ذاته، كجزء يمثل الكل، ويندد بالاحتلال الصهيوني الغاشم. ما رأته الفنانة الأميركية في فلسطين مثّلته بسلسلة من اللقطات تناقض مفهوم الأرض المقدسة المروّج له إعلانياً  "a land without people for a people without land" أرض بلا شعب لأجل شعبٍ بلا أرض، هذا الكذب الصهيوني الواسع الانتشار في الإعلام الجماهيري الأميركي.
 لم تعمد الفنانة على الغوص في المقدمات، لرغبتها في إظهار الحقيقة كما يراها المشاهد الساذج المحايد، مما زاد من قوة الصدمة، صدمة الحقيقة التي تجرح. مما يدفع المشاهد ليتساءل: " كيف لهؤلاء أن يجهلوا الواقع المرير وهم الذين يموّلون إسرائيل بأموال ضرائبهم؟ كيف لأي أميركي أن لا يعرف كلّ هذا؟".

هذا الكتاب ليس بمجلة صور متحركة مجازية، وهو لا ينتقد نقداً تعسفياً، ولا يرمي اتهامات اعتباطيةً على أيّ مجموعة عرقية أو دينية، لكنّه يلوم بشكل واضح الصهيونية التي تعلن عن ذاتها بغطرسة " الأمة الفضلى"، أو "شعب الله المختار" و تنشر بين الأمم ثقافة الكراهية، الكراهية المشرّعة والتمييز العنصري الذي يلخصه تصرّف كبار الزعماء الإسرائيليين: يدعون الفلسطينيين بالصراصير ويطالبون بطردهم، معتبرين أنه الحل الأمثل والنهائي لجعل إسرائيل دولة لليهود فقط.
هو دليل للسفر في الأرض المقدسة يحمل في طياته بعض السخرية يصوّر احتلال الجيش الصهيوني لفلسطين ويساعد السائح الزائر للأراضي المقدسة للمرة الأولى بأن يجتاز وهم الدعاية الإعلامية الكاذبة ليصل إلى حقيقة العنصرية والاحتلال وجرائم الحرب.
الكتاب ليس كرّاساً مصوّراً فحسب، ما يدعم ذلك احتواء صوره على الكتابات والتعليقات، التي تستعرض البيانات والحقائق الإسرائيلية المنظّمة والمستمرة في الإستيلاء على الأراضي الفلسطينية، والتطهير العرقي والظلم الوحشي الممارس على الفلسطينيين، بالإضافة إلى الحقائق والأرقام القابلة للإثبات، تلك المتعلقة بالدعم الأمريكي الغير محدود والغير مشروط (الدعم الدبلوماسي والعسكري والمالي) لإسرائيل.
تنصهر الكلمات والصور ككلّ واحد، سواء أكانت الكلمات تعليقات خارج الصورة أو مرسومة ضمنها، هذه الصور التي تعتبرها الفنانة ببساطة إيضاحات لما رأته بأم العين وتسجل بها ملاحظاتها الشخصية التي عاينتها عن قرب على عدّة سنوات من الحياة في فلسطين المحتلة، فلسطين المحاصرة. قبل فترة طويلة من زيارتها للقدس قضت الفنانة بعض الوقت في أستراليا كمدافعة عن حقوق الانسان وقد تأثرت بمحنة السكّان الأصليين الأستراليين. عندما تركت أستراليا للذهاب إلى إسرائيل للمرة الأولى، طلب منها العديد من الفنانين الأصليين لصق صلواتهم المكتوبة في حائط المبكى. هذه الحادثة البارزة دفعت بالفنانة بعد حين لإبتكار مصنع جاهز أو كرّست الفنانة العديد من أعمالها لخدمة المأساة الفلسطينيّة ولوضع دمار المجتمع والثقافة الفلسطينيين حيّز اهتمام الجمهور الأميركي خاصة، مما جعلها عرضة لهجوم الصحافة المحليّة في مدينتها (سيدونا، أريزونا)، بقيادة القائمين على الفنون في المدينة 
  City Artsولجنة الثقافة Commission  ووُصفت بأنها معادية للساميّة في الصفحة الأولى من الجريدة المحلية. وترتب على ذلك اضطهاد الفنانة حيث دفع الشعور بالوطنية المتنامي في بلدها إلى اعتبار كل عدو لإسرائيل هو عدو لأميركا نفسها!! فنكث منظمي المعارض بوعودهم لها، وكان من الصعب بمكان أن تعرض أو تبيع عملاً واحداً لها.إن إلتزامها بالقضية الفلسطينية هو إلتزام روحي قبل كل شيء. تعتقد كلوز بأنّ التعليمات الروحية لكلّ الأديان الرئيسية هي نفسها. وترى بأن الصهيونية تعمد إلى تشويه القيم اليهودية وتمثيلها بشكل سيئ، وأنها قد أفسدت وأساءت إلى كلِّ من اليهود والمسيحيين وهي تسيئ أيضاً إلى المسلمين وتشوّه سمعة الإسلام في العالم.
أسماء الله الحسنى , سوزان كلوتز, مجموعة متحف فرحات
الخالق , من اسماء الله الحسنى , مجموعة متحف فرحات
 
أحد أعمالها "99 NAMES OF ALLAH"، مجموعة من 99 كتاب مصنوع يدوياً كل منها يشير إلى إسم من أسماء الله الحسنى التي ذكرها الله تعالى في القرآن كما تداولتها الديانات الأساسية السابقة. كانت الفنانة تختار اسماً واحداً وتتأمل معناه لتصل إلى فهم أعمق لهذه الصفة الإلهية مما ساعدها على تطبيق العمل بشكل أصدق. كل غلاف يحتوي  على قطعة من السيراميك تمثل عين الاله، وتحت كل عين هناك ترجمة إنكليزية للكتابة العربية. استعملت الفنانة في تزيين الغلافات الخرز والجلد والورق المذهّب، بالإضافة إلى الخط العربي وتصاميم التطريز الفلسطينية التقليدية

حين رأت بيتاً يتهدم في مدينتها سيدونا تذكرت أعمال الإجلاء التي تجريها القوات الصهيونية بما يرافقها من تدمير للبيوت الفلسطينية، فاسترعى انتباهها وأدركت أن هذا المنزل هو الوسط المثالي لتركيب installation وتحويل المنزل المهدم إلى منشأ فني، تصوّر من خلاله بيتاً فلسطينياً، لبنانياً أو عراقياً، محطماً. حين يطالعنا هذا العمل للمرة الأولى يتبادر إلى أذهاننا بشكل مخيف الواقع الفلسطيني لعل السبب هو التشابه بين الطبيعة الجبلية لمدينة سيدونا وطبيعة الشرق الأوسط ما يترك في النفوس بالغ الأثر.
حتى ذلك الحين، تواصل سوزان كلوز العمل بموهبة فذة وخيال فريد، وكما استلهم اسلافها من فنون الشرق استلهمت هي معاناة الشرق. تحلم سوزان كلوز بالقيام بورشة عمل في الجنوب اللبناني للاجتماع بالنساء اللبنانيات وخلق أعمال فنية تدمج بها الأساليب التقليدية من حرف تراثية وخط عربي لضمان حفظ الفنون التقليدية والثقافة المحلية اللبنانية.
 

Tuesday, April 5, 2011

ذاكرة تأبى النسيان بقلم هيسم شملوني

إفتتاح المعرض في بيروت , قاعة رسالات
من معرض بيروت

رغم أن المعرض قد مر عليه وقت، لكن للصورة أثرها البالغ وهي اليوم تشكل شاهداً على ما يجري من أحداث في وطننا العربي. "البنك اللبناني للصورة" التابع لـمتحف فرحات كان قد أقام معرضاً للصور الفوتوغرافية تحت عنوان "عدوان تموز بعيون المصورين"، وذلك في كل من النبطية وصور وبيروت، وجرى عرض 45 إلى 80 صورة فوتوغرافية من "البنك اللبناني للصورة" عمل على التقاطها 24 مصوراً صحافياً لبنانياً أثناء الحرب، تناولت الصور مشاهدات حية من العدوان الصهيوني وآثاره ما بين قتل، ودمار، وتهجير.
من معرض صور , قاعة الجامعة الاسلامية
الصُـوَر الواقعية ــ وقد عُرضت في أكثر من مكان في لبنان ــ ترقى إلى مستوى السريالية، فقد أراد المصورون الصحفيون تقديم شهاداتهم التاريخية حول الحروب والصِّـراعات الدّائرة في الشرق الأوسط عامة، لا سيما تلك الحرب المسعورة، التي شنتها إسرائيل على لبنان في تموز من عام 2006م، إذ أمضى بعضهم سنوات في قلْـب ساحات الحروب وميادين القِـتال، يُـزاولون مهنتهم كأي مقاتل في المهام الخاصة، فهم القريبون دائماً من خطوط التماس، وبين الأنقاض والضحايا، يأخذون لقطاتهم لواقع جعلته الهجمات الصهيونية واقعاً أكثر سريالية من السريالية ذاتها، واقع ينسجم مع الفهم الصهيوني منذ النشأة حتى الآن، فأعادت ترتيبه وفق منطقها المخالف للإنسانية جمعاء. من تحت القصف، ومن بين «زخات» الرصاص، وتحت دوي القنابل وهدير الطائرات، وعلى مقربة من جنازير الدبابات، والأشلاء المتناثرة، وربما الجثث المتفسخة أو المتفحمة تأتي لقطات المعرض، لتقول كلمتها الأبلغ من المفردات والقواميس اللغوية للغات العالم كله.

من معرض صور
زائرِ المعرض، تتحرّك مشاعِـره، ويُـعلن التمرّد على الصّـمت واللامبالاة من كل ما يحدث من جرائم بحق الإنسان العربي خاصة، والإنسانية عامة، ذلك أن صُـوَر المعرض ناطِـقة ولا تحتاج إلى تعليق، وهي شارحة لذاتها ولا تحتاج إلى توضيح، كما أن القائمين على المعرض والمصورين، الذين قاموا بالتصوير من داخل جَـبهات النار، لا يتحدّثون عن معرِض عادِي، إنما عن "مسيرة ومُـغامرة وتحَـدٍّ". والحقيقة، أن المعرض مُـثير للاهتمام لما يشكِّـله من تحد، أو لفرادته من حيث الحدث والنوع، ذلك أنه يعرض جُـملة من اللقطات ذات الخصوصية اللبنانية المرتبطة بأحداث الهجوم الإسرائيلي الهمجي، لكن ما يلفت الانتباه هو منطق اللقطات البصري وتحرره من ظرفي المكان والزمان، ليأخذ بعده الإنساني بمداه الأوسع.
ورغم حالة النزف الشديد، التي ولدت فيها الصور إلا أنها استطاعت مواكبة ومراعاة المستوى الفني الرفيع وفق معايير فن التصوير الضوئي،وأظهرت قسوة الاعتداء من خلال الدلالة، وليس من خلال الصورة الصحفية الإخبارية المباشرة، فكانت الدلالة أقوى في التعبير وأقل قسوة على عين المتلقي، مع الحفاظ على القيمة الفنية، والبعد الإنساني المُدين لهذا الفعل الوحشي البربري. فقد علقت اللقطات على الجدران، من غير إشارة إلى مواقِـع الأحداث، ولا إلى تواريخها، ومن غير أن تتضمّـن أية تعليقات أو إشارات لبلاغتها، متكئة ربما على مقولة أن "الصورة الواحدة تساوي عشرة آلاف كلمة".
من معرض صيدا , كورنيش البحر
 ليس هذا النّـهج من قَـبيل المُـصادفة، بل إن الجهة المنظمة أرادت من خلال تجرِبتها إماطة اللِّـثام عن المأساة، التي تجُـرّها الحروب، وأن يُجابه الزّائر ويصدم بالمَـشاهد الحيّـة، التي من شأنها استخراج ما في أعماقِـه الإنسانية من غَـلَـيان وحنق وغَـضب وتشاؤم وألَـم، من أجل النظر إلى مستقبل أفضل وأكثر إشراقاً.
يمكن القول في هذا المعرض، الذي حجب الحالة الوحشية من خلال الصورة المباشرة أن الحقيقة تبدو شاخِـصة أمام الناظرين، رغم فداحة حالة المَشاهد وما فيها من مضمون استفزازي، إلا أن هنالك جروحاً داخلية نازفة وغير مرئِـية، ولا يمكن لعدسات المصوِّرين رغم قدرتهم وبراعتهم وجرأتهم في نقلها، إلا أنها في غالب الأحيان عميقة وغيْـر قابلة للعلاج.. فكيف يُـمكن أن تُمحَى من الذّاكرة تلك اللقطات الفظيعة، كمشهد الدمار والجُـثث المُـتفحِّـمة من مشاهد الضاحية الجنوبية، أو في صور، والنبطية، وبنت جبيل.. ومن صور سيارات الإسعاف المقصوفة وجثث المسعفين بزيهم، الذي كان أبيضاً، وحالة النزف العام، التي أصابت البشر والحجر والشجر.
من صيدا

 لابُـد من الإشارة إلى أن المعرض يشكِّـل شهادة دامِـغة على مآسي الحروب، وهو يوصل رسالة قوية، ملخصة في صرخة "جيفارا" المشهورة "هذه الإنسانية قالت كفى"، وأخذ العِـبر والدّروس، محذراً من الاستِـسلام للتشاؤم أو من فقدان الأمل، ويُذكّـر بأن الغاية الحقيقية من وراء هذا المعرض ومقصده، هي إرادته في تسجيل انطباعات، وتقديم شهادت لاتزال حية بضحاياها وأبطالها، ومجرميها، لكي لا تُمْـحى هذه الأحداث من ذّاكرة الوطن والمواطن ويطويها النِّـسيان.
 الجدير بالذكر أن المصورين المشاركين هم علي سيف الدين، بلال قبلان، بلال جاويش، عصام قبيسي، عباس سلمان، حسن عبد الله، كامل جابر، مصطفى جمال الدين، أنور عمرو، محمود الزيات، محمد الزعتري، مروان طحطح، علي حشيشو، علي لمع، علي علوش، يوسف بدر الدين، حيدر حاويلا، كرم الله ضاهر، لطف الله ضاهر، رونيث ضاهر، وسام المقداد، محمود شهاب، فادي أبو غليوم، ليال نجيب (شهيدة حرب تموز، التي أستشهدت في صور).
من معرض النبطية

أخيراً يعلق السيد نعيم فرحات: ينظر متحف فرحات إلى الصورة أبعد من كونها الخبر أو الواقع أو الحقيقة، إن متحف فرحات يقدر الصورة كعمل فني وذائقة  التأليف وحسن الاختيار والإبداع في إطار الصور من أهم الأسباب، التي رفعت الصورة إلى مستوى الفن، والمصور غدا فناناً، وفي كثير من الأحيان الصورة مثلت عملاً فنياً مفهومياً، وفي أحيان أخرى أستخرج من الواقع الملموس لوحات سريالية خيالية

Friday, April 1, 2011

Federico Lombardo (1970- )


Federico Lombardo Farhat Art Museum Collection


The painting by Federico Lombardo is oil on canvas. It measures 75x75 inches and is part of the F.A.M collection of Italian contemporary and modern artists. The artist in this large painting has placed himself in the background of the composition being surrounded in the foreground by five beautiful and modern models. Even though the women are part of the artist's world, they are disengaged and distanced from the artist in their presence.
When the artist was asked about the painting he said." I painted myself and my wife in the central area, that is our only picture together.
The side figures are simbolic images, guardian angels. The painting was inspired by the colors and the composition of Italian Renaissance, four hundred years ago.
The work is part of a series that ended in 2004. It is titled "The Wonderful Man", in which human composition and machines are trying to restore order that follows a dynamic, abstract and pure balance.

Federico Lombardo
Castellammare di Stabia 1970 - lives and works in Marigliano (NA)

Looking at the Levant, Made in Palestine, by Kathy Zarur


Samia Al Halaby , Farhat Art Museum Collection

When "Made in Palestine" opened at Houston's Station Museum in 2003, it was the first museum exhibition of Palestinian art to take place in the United States. The show, which included 23 artists who work in a variety of mediums, was the brainchild of James Harithas, a museum director and curator known for his controversial projects. Harithas and his wife, Ann, have been running an exhibition space in Houston since 1998--initially called Art Car Museum, it is currently known as the Station Museum. Given its dedication to contemporary art with political, cultural, social and economic impact, the couple's museum was an appropriate place for the exhibition. Along with co-curators Gabriel Delgado, an artist, and Tex Kerschen, a musician, Harithas worked in close collaboration with Palestinian artists Emily Jacir and Samia Halaby, both of whom were included in the exhibition and helped to guide him on his travels in the Levant to meet artists and see their work.


I Ismail , Suliman Mansour , Farhat Art Museum Collection

Harithas planned on touring the show throughout the U.S., but finding venues was not such an easy task. He received 90 rejections from various museums and art centers. Institutions feared losing funding for exhibiting Palestinian art. Eventually two small art centers--SomArts Cultural Center in San Francisco and T.W Wood Gallery and Arts Center in Montpelier, Vt.--decided to host the show, where it was on view in April and October 2005, respectively. When it came to finding a New York venue, Halaby intervened early on, engaging the efforts of Al Jisser, a New York arts organization founded in 2001 to bring Arab artists to international attention, in what amounted to a nearly three-year grassroots fundraising campaign. With the support of the Station Museum, Al Jisser raised approximately $100,000. They rented and fixed up a raw loft space in a gallery building on West 25th Street, calling it the Bridge Gallery. In the end, the show, which opened Mar. 14, 2006, was extended by a month and brought in a total of 5,000 visitors.


Mary Tuma , Farhat Art Museum Collection

"Made in Palestine" appeared in New York in a slightly different form EWE from the original exhibition. Certain works, such as Suleiman Mansour's large acrylic-on-clay floor piece and Jacir's embroidered refugee tent, were too expensive to bring. However, even in its reduced version, the show revealed innovative and visually engaging responses to a political situation fraught with turmoil. Artworks by long-established artists, such as Halaby and Mansour (his six clay-on-wood-panel relief figures did get to New York), were presented alongside those of emerging artists, offering a slice of modern and contemporary Palestinian art history. Over half of the artists have emigrated from their homeland, but many still live in the Middle East.
Born in 1936 in Jerusalem, Halaby currently lives in New York City. Her contribution to the exhibition, the 12-foot-long Palestine, from the Mediterranean Sea to the Jordan River (2003), is made of acrylic paint on pieces of cutout canvas and paper. Various organic shapes are joined with glue and thread into strips. Each time she installs the work, she combines the strips differently. Improvisation and the rhythms of jazz play an influential role in her composition process. Her palette, which ranges from sunny yellows and oranges to forest greens and midnight blues, evokes the topography of the land. Halaby's work breathes beauty and poetry into a landscape that is predominantly pictured as war-torn and brutalized. Her title refers to Palestine as it was before the creation of Israel in 1948, reminding viewers that the current map of the region, pocked with settlements and ripped with bypass roads and the separation wall, is not timeless.
Nida Sinnokrot was born in 1971 and raised in Algeria. She now lives in New York City. Sinnokrot's Rubber Coated Rocks (2002) is a site-dependent installation of smooth stones half coated in variously colored rubber--a reference to the often fatal rubber-coated bullets used by the Israeli army against Palestinians wielding rocks. Sinnokrot's blend of natural and synthetic materials creates a multitiered commentary on Palestinian life. At the Bridge Gallery, the rocks were lined up on the floor along one wall of the large loft space. The single-file presentation suggested people waiting in line, a constant circumstance of Palestinians as they attempt to cross through checkpoints set up to regulate and control travel within and out of Gaza and the West Bank.
John Halaka, born in 1957 in Egypt and presently residing in San Diego, showed a 22-foot-long black, gray and white canvas titled Stripped of Their Identity and Driven From Their Land (2003). Groupings of figures coalesce through a buildup of the ink-stamped words "forgotten" and "survivors," producing a pulsating effect of bodies that recede into space and blur in and out of the background. Halaka purposefully excludes marks of identity, underscoring the universality of displacement and exile. In addition, the life-size scale of the figures in the foreground tends to implicate the viewer, prompting the question: am I another victim, or am I a perpetrator? Halaka's strategy does not attempt to answer questions, only generate them.
The most commanding piece in the show was Mustafa al Hallaj's Self-Portrait as God, the Devil, and Man (2000). Born in Haifa in 1938, Hallaj died in a 2002 studio fire in Damascus, Syria. The massive masonite-cut print features imagery of human/animal hybrids somewhat reminiscent of the work of Hieronymus Bosch. The eight 37-foot strips combine the ancient and the modern, creating a resonant narrative. The print hanging in the show was re-created by the Palestinian Artists Union because part of the print Hallaj made was destroyed in the fire that took his life.


Donkey , Ashraf Fawakhry , Farhat Art Museum Collection

The exhibition also included a range of photography and installation art. Rula Halawani's 2002 series "Negative Incursion" consists of negative black-and-white prints showing the destruction after Israeli army attacks on the West Bank in 2002. Her use of the negative print technique prohibits a quick and superficial viewing, instead requiring an intense focus on the scenes she depicts, such as the displaced family sitting under a tent in front of their crumbled home. Noel Jabbour's 2000-01 series "Vacant Seats" consists of large-scale portraits of Palestinian families who have lost members to warfare. The families stand together stiffly for the camera, perhaps uncomfortable with documentation of their now incomplete number. A sad resentment permeates these depictions, giving an unnatural feel to the photos despite their casual snapshot quality. Vera Tamari's ongoing Tale of a Tree, which she began in 1999, focuses on the Israeli army's relentless destruction of olive trees owned by Palestinians. A black-and-white phototransfer on Plexiglas of an old olive tree was hung behind a platform holding hundreds of 3-inch ceramic olive trees in bright colors. The contrast between the iconic photograph of the olive tree, which symbolizes Palestinian livelihood on a spiritual and economic level, and the multitude of miniature trees suggests the resolve among Palestinians to maintain rootedness in their homeland.


Rajie Cook , Farhat Art Museum Collection

It has been said that the simple fact of being Palestinian is a political act. So is the mere depiction of daily life in Palestine and its Diaspora. "Made in Palestine" offered a forum for underknown Palestinian artists to visually and symbolically express their individual perspectives. The current buzz around Arab art needs to be carefully considered in light of the wars and military occupations in Palestine, Iraq and Afghanistan. Art can play a crucial role when viewers listen and engage with the messages set forth by the artists. Only in this way can we truly appreciate the unique perspectives of the multiple lives made in Palestine.
"Made in Palestine" debuted at the Station Museum of Contemporary Art, Houston [May 3-Oct. 3, 2003]. It traveled to SomArts Cultural Center San Francisco [Apr 7-22, 2005]; T.W. Wood Gallery and Arts Center, Montpelier, Vt. [Oct. 18-Nov. 20, 2005]; and the Bridge Gallery, New York [Mar. 14-May 27, 2006].

Kathy Zarar is a doctoral student in art history at the University of Michigan. Her focus is on modern and contemporary Arab art.

SOURCE: Art in America Magazine