مروان طحطح.. عين ترى الفرح وتفرح لرؤيته
أورنيللا عنتر02/12/2011
مروان طحطح |
على الرغم من أن إشارة سير تتيح الاتجاهين قد تبدو لك غير مفيدة، لكنك مع ذلك، تقف أمامها حائرا. إشارة سير تتيح لك الاتجاهين، اتجاه مجهول لا تحتضنه الصورة، وآخر لا يحمل إلاّ آثار حرب مضت. ومع ذلك، كلّ من الاتجاهين متاح. لكن الخيارات ليست دائما متاحة، كما في هذه الإشارة. لكي تهب وجهها للبحر، تضطر امرأة محجبّة لأن تدير ظهرها لكلّ ما لا يلتقي مع زرقة البحر. لكي يقف بشموخه أمام وجه من بيروت، يدير تمثال ريّاض الصلح ظهره لوجه آخر من المدينة. قلّما تسمح لنا الحياة أن نأخذ نحن فقط. لنا حصّتنا، ولها حصّتها منّا.سجّادة حمراء هي سجّادة حمراء، هذا كلّ ما في الأمر. أما سجّادة حمراء وقدمان صغيرتان أنهكهما السير حافيتين في أحياء المنطقة، فلا يمكن إلا أن تكون سجّادة صلاة. لكنّها، في مشهد آخر، قد تصلح لأن تكون سجّادة في غرفة الجلوس، ترافقها رجلان صغيرتان لصبيّ يشاهد الرسوم المتحرّكة. وفي كل مشهد شيء من القدسيّة.سلسلة فضيّة حول عنق امرأة. حذاء أسود رفيع الكعب وقدمان عاريتان. بعض الحميميّة لا تفضحها إلا الأجزاء. الأجزاء فقط.أحد لم يسألها رأيها.
مروان طحطح |
لكنها، في تلك اللحظة، لم تمانع. النحّات الذي قرر تعرية منحوتته والكشف عن نهديها لم يفكّر أنها، خارج محترفه، ربما تشعر بالخجل. على درج مار نقولا في الجميزة، رفعت المنحوتة يدها وسترت بعض عريها.الإشارة والسجادة والفتاة العارية وغيرها الكثير تفاصيل التقطتها عدسة المصور الصحافي مروان طحطح في أنحاء مختلفة من المدينة، لينقلها لاحقا إلى معرض "Out of Focus"، الذي يستمر لغاية السابع من كانون الأول الجاري، في مبنى "كونكورد" في بيروت.بدأ مروان طحطح عمله كمصوّر صحافي في جرائد ومجلّات لبنانية عدة، ليلتحق بالزميلة "الأخبار" عام 2006، حيث لا يزال يعمل حتى اليوم. شارك مروان في العديد من المعارض الجماعية، لكن "Out of Focus" هو معرضه الفرديّ الأول. عندما خطرت فكرة المعرض على باله، كان من المفترض أن يلتقط بعدسته تفاصيل حياة يوميّة. لكن الفكرة توسعت شيئا فشيئا لتحتوي صوره على "شطحات"، كما يسمّيها هو.بحسب مروان، لا يتبنّى معرضه موضوعا معيّنا بقدر ما هو مجموعة قصص: "كل ثلاث صور أو أربعة هنّي مع بعضهم قصة". أما التسمية، Out of Focus فاختارها لأن معرضه يخرج عمّا هو مألوف بالنسبة له، أي بالنسبة لمروان طحطح المصوّر الصحافي. برأيه، عين المصوّر الصحافي قادرة أيضا على التقاط الفن أينما وجد وكيفما وجد. هذه العين لا تلتقط الحرب والمآسي فقط، بل هي أيضا عين ترى الفرح وتفرح لرؤيته. ويشرح: "بكون عم صوّر تظاهرة بيمرق شي صغير، ما خصّو بالمظاهرة، بلتقطه".أما عن مكان العرض، في الطابق السابع عشر في مبنى الكونكورد، فيشرح مروان أنه اختاره لوقوعه في قلب بيروت، في مكان "حقيقيّ": يطّل على الباطون الذي غالبا ما يتصف بالبشاعة، ويطّل على البحر أيضاً. و"بين البحر والباطون، أنا بشوف الشي الحلو والشي الحقيقي".
http://shabab.assafir.com/Article.aspx?ArticleId=5379&ref=1
No comments:
Post a Comment