Friday, November 26, 2010

أطفال الحرب ,أطفال السلام - بقلم لما فواز

من مجموعة متحف فرحات



"يجب أن يحاط الطفل بالحماية من جميع الممارسات التي قد تدفع الى التمييز العنصري أو الديني او اي شكل آخر من اشكال التمييز,و أن يربى على روح التفهم و التسامح,و الصداقة بين الشعوب,و السلم و الأخوة العالمية".ميثاق الامم المتحدة-حقوق الطفل-المادة العاشرة
في شرائع الامم المتحدة و ثوابتها حماية الاطفال من الحروب و عدم تعرضهم للاذى الجسدي و النفسي,و هذه ثوابت اضحت الانسانية تدركها و يعاقب الضمير العالمي هذه الانتهاكات البشرية لما للطفولة من بعد انساني,لتجنبه من مخاطر الحروب و آلامها و خسائرها,كل هذا قد تجاوزته الهمجية الاسرائيلية في حروبها المستمرة على فلسطين و لبنان,و تاريخها منذ الاربعينات شاهد حي في ضمير هذا هذا العصر على ما ارتكبته هذه الهمجية من قتل مستمر لهذه الطفولة و براءتها و احلامها و آمالها,مما رسم رسم في اذهان الطفولة العربية مشاهد لا تمحى,لتشكل ؤصمة عار في تاريخ الانسانية الحديث,حيث لم تستطع الامم بكل حضاراتها و تاريخها ان تفرض حظرا قويا,بالمعنى الفعلي للكلمة,تجنب الطفولة التعرض الجسدي و العنفي و النفسي من مآسي هذه الحروب,فاقتصرت على الادانات الشكلية و هذه مأساة اخرى.

من مجموعة متحف فرحات

عدوان تموز 2006,شاهد على عدوانية و قساوة العدو الاسرائيلي الذي اعتاد ان ينهش لحم الاطفال بطائراته و حمم قذائفها,كأنه وحش يلهو باجسادهم الصغيرة...و لكل قرية حصتها من القتل و الدمار جراء هذا العدوان.من صريفا الى عيناتا و صور و النبطية و النبي شيت و مروحين,الى قانا التي قتلت مرتين,قانا الجليل التي وطأت اقدام السيد المسيح ارضها و كانت اعجوبته الاولى,و فيها دعا و علم الناس المجبة هي اليوم الارض التي عليها ارتكب العدو ابشع مجازره بحق الطفولة و الانسانية,فلأرض الجنوب السلام..و لأطفاله المحبة و المسرة.

ان اطفالنا في لبنان,كما في فلسطين و العراق,هم اكثر فئات المجتمع تأثرا بقسوة السلاح و القتل و همجية القوة و العنف,فمفهوم الحرب لديهم هو مفهوم غامض,فالطفل لا يدرك العالم كما ندركه نحن الكبار,حيث ان ادراكه ليس ثابتا بعد,انما يبنى تدريجيا متأثرا بما يجري حوله و بالعوامل المحيطة به.و هنا لا يمكننا تجاهل مدى هذا التأثير على نفسية الطفل,الطفل الذي ولد و ترعرع في ظل أجواء من العنف و الظلم و الظلم و الخوف,فاصبحت ذاكرته مشبعة بالتجارب و الصور السلبية,و قد انعكس هذا التأثير على على رسوماته حيث نشاهد لدى متحف فرحات رسومات تم اقتناءها من مختلف المناطق التي تعرضت للقصف, 100 عمل فني لأطفال لبنانيين  عايشوا و شهدوا ابشع المجازر التي ارتكبت بحق اهلهم و رفاقهم,لأطفال هجروا و دمرت قراهم و منازلهم و عاشوا معاناة اثقلت ذاكرتهم بالدم و الموت و الظلم,ليتحول مفهوم الحرب و السلم لديهم الى لغة تعبيرية تشكيلية يخاطبون بها العالم, كل عما ممكن دراسته فنيا على حدا , كل رسمة تحمل قوة تعبيرية وتشكيلية متميزة ..
 كل فنان صغير أنشأ مدرسته الخاصة والمواضيع إختلفت :طفلة تبكي لعبتها المدفونة تحت ركام المنزل , مواجهات مع العدو,طائرات و صواريخ و قتل,دماء الاطفال,ام تبكي طفلها المقتول,صمود...جميعها رسائل تظهر مشاعر الرفض و الغضب و التوق لحياة آمنة, اراد الاطفال ايصالها من خلال تنوع رسوماتهم."بالرغم من حقدهم,سنبقى هنا صامدون"
من مجموعة متحف فرحات
إن متحف فرحات وعبر مجموعاته الانسانية الفنية على تنوعها  أخذ على عاتقه الاهتمام بهذا الأثر الإنساني الفني وأرشفته كمجموعة فنية لها عنوانها الخاص "أطفال الحرب , أطفال السلام" لتنضم هذه المجموعة إلى رفيقاتها من أجزاء متحف فرحات مثل :معرض صنع في فلسطين ,مجموعة سجن الخيام ,البنك اللبناني للصورة , مجموعة أبو غريب , مجموعة الفن العربي التراثي والخط العربي وغيرها من الأبواب الفنية التي تميز هذا المتحف عن غيره من متاحف العالم   
اطفال اسرائيل يكتبون رسائلهم لاطفال لبنان على الصواريح,و اطفالنا يرسمون رسائلهم بلغتهم التشكيلية البريئة..اطفال يزرع الكره و الحقد في نفوسهم,و اطفال يزرعون الحب و السلام في العالم.
لما فواز حمزة

No comments:

Post a Comment