انفتح حسن المسعود بعد سيرته المكتنزة على تعزيز الخبرة الوافية بتجربة الطباعة,التي جاءت مكملة لأبحاثه و لتوسم نتاجاته بالفكرة الجوانية لماهية الخط العربي و عمقها الفلسفي التساؤلي الانساني.
في نهاية الثمانينيات واصل المسعود بحثه متكشفا خط منطقة الشرق الأقصى معجبا بالحرف الصيني و متأثرا بتجارب لرسامين يابانيين يرتجلون الرسم الحرفي أمام الجمهور في فرنسا,ما استدعى تواصلا مع استكشافه الشحن الحراري للصورة في الخط الصيني المرتبطان في طاقة صاخبة من المعاني تتوالد فيه كسرعة البرق,ما دفع به لتمازج بين هذه التأثيرات و لوحاته التشكيلية الحرفية و داخلها ما زال يشي بجمالية عربية ظلت طاغية,و هندسة متزنة غير مألوفة في الخط و اللون,بل مساحات من الالوان و الانسجامات المتهادية الى المعنى الحامل للأبعاد الجمالية البسيطة الموشحة بموجات مغنطيسية شفافة متدرجة في تلاوينها لتبدو البناءات الحروفية للوحة عنده متماوجة كبيوت الاطفال,و مسكونة بفضائية خفيفة في لغز المعنى بخط القصب الغنائي و اللحني.
خضع العراقي حسن المسعود لمواجهة تجربة بصرية بعلم الخط و فنونه فتعامل مع شعراء و مسرحيين من أوروبا في عروض مباشرة أمام الجمهور كسينما فنية حية تجمع بين الكلمة و الموسيقى و التمثيل و الغناء و رسم الخط لحظة بلحظة مع زمن العرض,فاحتل صفة المجرب الاول بهذا المجال ليفتح الطريق لسلوك فني جديد بحداثة تقنية لونية قل نظيرها في مفهوم الخط و علاقته بفنون العرض.
بمعزل عن دورالنشر الفرنسية المهمة التي تعاملت معه (فلاميريون-البان ميشيل...و غيرها),التي أعادت طباعة العديد من كتبه,من تجربته كخطاط الى النصوص الأدبية و الشعرية ( قصة عنترة) و ربطها بين الخط و التخيل و كتابات لجبران خليل جبران و تكويناتها الخطية,الى الخطوط العربية القديمة,اضافة الى نص للكاتب الروماني(سنك)فيه فجيعة الفراق,و كتاب الحديقة المفقودة لأندريه شديد ليقترب من النص كمحاكاة للحديقة خطا و لونا,الى خطوط الارض,الى اقتحام عالم فريد الدين العطار في كتابه منطق الطير,فجلال الدين الرومي و ترجمان الاشواق لابن عربي,الى كتاب خطوط الحب عن حادثة 11ايلول 2001 الى أوجاع العراقيين و ملحمة جلجامش حتى ليظهر حسن المسعود هنا أنه يطرق خط الانسانية من خلال خط الحرف و التهابه كخطوط انسانية شرقا و غربا لتطرح التساؤلات الضرورية عن معنى الانسان و موضوعه الدائم كأولية في الوجود البشري و ليترك التجربة مشرعة لمزيد من التطور و الاضافات.
المسعود الذي ابتكر آلات للخط العربي خارج التقليد ,أعطى مظهرا حديثا للخط العربي,و ليرسم سيرته,كمسيرة رحال صال في عالمية الخط ليحوله الى مشهدية قل نظيرها.
يحتفظ متحف فرحات بأعمال للفنان العراقي حسن المسعود,ليضمها الى مجموعة الخط العربي الموجودة في المتحف
By Hassan Al Massoudy Farhat Art Museum Collection |
غالبا ما تراجع العمل على الخط فنيا و ثقافيا في العالم العربي,نظرا للامتداد الكبير للوحة التشكيلية و تكاثف العناصر الفنية و التواصلية و الاتصالية و الالكترونية,ما دفع نحو التراجع عن الالتفاف الى العمل على الخط و كأنه تحول الى فن درجة ثانية,أو ثانوية أو أنه لا يستأهل البحث نظرا لمحدود\ية الناظرين اليه,حتى غدا الخط و الخطاط و مفهوم هذا الفن مجرد مهنة تزيينية اعلانية,تصلح لاعلانات الحزن و الموت و الاعلانات و التظاهرات,و غدت آلية العمل المهنية عليه كمادة مستهلكة,رذيلة,غير قابلة لحياة الارتقاء, و التطور كفن,و تحول الفنانين الذين آمنوا بالخط العربي و فتنوا به مرحلة منتصف القرن الماضي الى رواد نتذكرهم,فيما كانوا هؤلاء يؤسسون لحداثة هذا الخط للاستفادة من تراثه و استنباط حداثة وجوديته المعاصرة فتواكب مشهدية الفن الحديث,سيما و أن الخط كائن حي يعيش حيث يعيش الانسان و اللغة.
من بداياته أيقن خطه الابداعي,فأصبح شغله و عمله و يومه و مستقبله و حبه الى الاكتشاف..حسن المسعود ابن النجف,قاد نفسه الى رحلة مدهشة في عالم الخط العربي,حيث لعب به شغف الخط من المدرسة الى المعارض الى العمل في السوق حيث اكتسب خبرة الخطاطين في سوق الاعلان قبل أن يتعرف على الخطاط الكبير هاشم البغدادي,و فقه منه أساليب و مفاهيم شكلت له طريقا في رحلة بحثه,و التي شكلت له زادا حيث كرس سنوات دراسية آساسية من عمره في باريس(1969)على فن الخط,فاقترنت التجربة الاولى هنا بالدراسة الأكاديمية فتلازم عنده ما فقده الآخرون اللذين اكتفوا بالتجربة و أبعادها المهنية,بينما منهم من اكتفى بالدراسة الأكاديمية دون الممارسة الوهاجة.و جال في عمق الخط العربي(بغداد-القاهرة-اسطنبول)مستشرفا قديمها و ناسخا بجهد كبير رسالة الخط العربي لابن مقلة,دون أن يحذف من التجربة النقاش الميداني مع الخطاطين محمود الشحات و محمد عبد القادر(المصريين) و الخطاطين الأتراك منهم حامد الأموي و متأثرا بجدران المسجد الكبير في مدينة بورصة التي تعود للقرن التاسع عشر في اسطنبول.و تلفتت بصيرة المسعود الى ربط المدى بالخط العربي التي أعطته الهندسة المعمارية العربية الاسلامية للحرف و الذي تماهى بالزمن اليومي(شروق..غروب..ليل)و تقلباته,مع الفضاء الواسع ما منح هذه العمارة خلودا استثنائيا في التاريخ الانساني.
من بداياته أيقن خطه الابداعي,فأصبح شغله و عمله و يومه و مستقبله و حبه الى الاكتشاف..حسن المسعود ابن النجف,قاد نفسه الى رحلة مدهشة في عالم الخط العربي,حيث لعب به شغف الخط من المدرسة الى المعارض الى العمل في السوق حيث اكتسب خبرة الخطاطين في سوق الاعلان قبل أن يتعرف على الخطاط الكبير هاشم البغدادي,و فقه منه أساليب و مفاهيم شكلت له طريقا في رحلة بحثه,و التي شكلت له زادا حيث كرس سنوات دراسية آساسية من عمره في باريس(1969)على فن الخط,فاقترنت التجربة الاولى هنا بالدراسة الأكاديمية فتلازم عنده ما فقده الآخرون اللذين اكتفوا بالتجربة و أبعادها المهنية,بينما منهم من اكتفى بالدراسة الأكاديمية دون الممارسة الوهاجة.و جال في عمق الخط العربي(بغداد-القاهرة-اسطنبول)مستشرفا قديمها و ناسخا بجهد كبير رسالة الخط العربي لابن مقلة,دون أن يحذف من التجربة النقاش الميداني مع الخطاطين محمود الشحات و محمد عبد القادر(المصريين) و الخطاطين الأتراك منهم حامد الأموي و متأثرا بجدران المسجد الكبير في مدينة بورصة التي تعود للقرن التاسع عشر في اسطنبول.و تلفتت بصيرة المسعود الى ربط المدى بالخط العربي التي أعطته الهندسة المعمارية العربية الاسلامية للحرف و الذي تماهى بالزمن اليومي(شروق..غروب..ليل)و تقلباته,مع الفضاء الواسع ما منح هذه العمارة خلودا استثنائيا في التاريخ الانساني.
By Hassan Massoudy F.A.M Collection |
انفتح حسن المسعود بعد سيرته المكتنزة على تعزيز الخبرة الوافية بتجربة الطباعة,التي جاءت مكملة لأبحاثه و لتوسم نتاجاته بالفكرة الجوانية لماهية الخط العربي و عمقها الفلسفي التساؤلي الانساني.
في نهاية الثمانينيات واصل المسعود بحثه متكشفا خط منطقة الشرق الأقصى معجبا بالحرف الصيني و متأثرا بتجارب لرسامين يابانيين يرتجلون الرسم الحرفي أمام الجمهور في فرنسا,ما استدعى تواصلا مع استكشافه الشحن الحراري للصورة في الخط الصيني المرتبطان في طاقة صاخبة من المعاني تتوالد فيه كسرعة البرق,ما دفع به لتمازج بين هذه التأثيرات و لوحاته التشكيلية الحرفية و داخلها ما زال يشي بجمالية عربية ظلت طاغية,و هندسة متزنة غير مألوفة في الخط و اللون,بل مساحات من الالوان و الانسجامات المتهادية الى المعنى الحامل للأبعاد الجمالية البسيطة الموشحة بموجات مغنطيسية شفافة متدرجة في تلاوينها لتبدو البناءات الحروفية للوحة عنده متماوجة كبيوت الاطفال,و مسكونة بفضائية خفيفة في لغز المعنى بخط القصب الغنائي و اللحني.
Hassan Al Massoudy, Farhat Art Museum Collection |
خضع العراقي حسن المسعود لمواجهة تجربة بصرية بعلم الخط و فنونه فتعامل مع شعراء و مسرحيين من أوروبا في عروض مباشرة أمام الجمهور كسينما فنية حية تجمع بين الكلمة و الموسيقى و التمثيل و الغناء و رسم الخط لحظة بلحظة مع زمن العرض,فاحتل صفة المجرب الاول بهذا المجال ليفتح الطريق لسلوك فني جديد بحداثة تقنية لونية قل نظيرها في مفهوم الخط و علاقته بفنون العرض.
بمعزل عن دورالنشر الفرنسية المهمة التي تعاملت معه (فلاميريون-البان ميشيل...و غيرها),التي أعادت طباعة العديد من كتبه,من تجربته كخطاط الى النصوص الأدبية و الشعرية ( قصة عنترة) و ربطها بين الخط و التخيل و كتابات لجبران خليل جبران و تكويناتها الخطية,الى الخطوط العربية القديمة,اضافة الى نص للكاتب الروماني(سنك)فيه فجيعة الفراق,و كتاب الحديقة المفقودة لأندريه شديد ليقترب من النص كمحاكاة للحديقة خطا و لونا,الى خطوط الارض,الى اقتحام عالم فريد الدين العطار في كتابه منطق الطير,فجلال الدين الرومي و ترجمان الاشواق لابن عربي,الى كتاب خطوط الحب عن حادثة 11ايلول 2001 الى أوجاع العراقيين و ملحمة جلجامش حتى ليظهر حسن المسعود هنا أنه يطرق خط الانسانية من خلال خط الحرف و التهابه كخطوط انسانية شرقا و غربا لتطرح التساؤلات الضرورية عن معنى الانسان و موضوعه الدائم كأولية في الوجود البشري و ليترك التجربة مشرعة لمزيد من التطور و الاضافات.
المسعود الذي ابتكر آلات للخط العربي خارج التقليد ,أعطى مظهرا حديثا للخط العربي,و ليرسم سيرته,كمسيرة رحال صال في عالمية الخط ليحوله الى مشهدية قل نظيرها.
يحتفظ متحف فرحات بأعمال للفنان العراقي حسن المسعود,ليضمها الى مجموعة الخط العربي الموجودة في المتحف
لما فواز
الموضوع شيق وأرجو الكتابة فيه مجدداً لأنى من المهتمين بالحروف العربية وقدرتها على خلق لون متميز من الفنون التشكيلية المعبرة عن ثقافتنا وتراثنا الغنى ولى بعض المحاولات فى هذا الإتجاه ضمنت بعضها فى مدونتى (واو) وأتمنى أن يكون هناك تياراً من الفنانين التشكيليين العرب يعنى بهذا الإتجاه ومدونتى لمن أراد الإطلاع عليها
ReplyDeletehttp://www.7arfwaw.blogspot.com/