Wednesday, June 8, 2011

التشكيلية فاطمة الحاج ترسم الأشكال البشرية


فاطمة الحاج
تعتمد معظم أعمال التشكيلية اللبنانية فاطمة الحاج، على التلميح والإشارة والحد الفاصل بين السماوي والأرضي، وهي في معرضها الجديد الذي أقامته مؤخرا في غاليري ألوان في وسط بيروت، تضع مفرداتها الفنية من رؤية ومن إبهار، تجعلها متممة للشكل الذي تود الإتيان به دون أن ترهن هذا الشكل لكينونتها، وقد نجحت في حفر وزرع مادتها اللونية لتكون الأصل والأساس للإيحاء بأنّ هذه الخطوط هي الأسلوب كما الألوان في تلميح يؤشر لاختصارات شكلية متحولة إلى هيئات بشرية أو حيوانية، أو مجردات هندسية وحدائق معلّقة لا مرئية تشبه الثقوب التي يخرج منها الضوء.
                      
وقالت الفنانة فاطمة الحاج وهي إبنة إقليم الخروب المنطقة الوادعة والممتدة على كتف البحر حيث تعانق الطبيعة، عن سر ألوانها الفرحة في أعمالها الجديدة،  أنها تتعمد زراعة الفرح في نصّها التشكيلي "بقدر ما أرمي إنفعالاتي وأحلامي وأفكاري داخل اللوحة، لتجيء معبّرة عمّا أود قوله، فأعمالي تتعلّق بالإنسان وبحالاته، وبالواقع الذي يتحوّل عبر الريشة إلى مرايا وتنويعات مختلفة".


فاطمة الحاج , مجموعة متحف فرحات

وقالت فاطمة  ان عملية التجريد عندي ككلمة، هي الملخّص الحسّي للطبيعة وللكون، والتجريد خلاصة مكونات هذه الطبيعة -هذا بنظري طبعا- وفي مجمل نصوصي التشكيلية ومشهدياتي الفنية أركّز على اللمعة والخط واللون الذي بالنسبة لي هو "الفون" الذي يحمل أبعاد اللوحة ومعانيها. أتعمّد إيجاد بعض النقاط أو البصمات لأنها امتدادات للون من أجل الوصول إلى أبعاد الوجود ومتناقضاته ومطابقاته".
                      
في اللوحات لمسات شفافة ناعمة دافئة يحملها اللون إلى أمكنة الضوء، حتّى أنّ الضوء الساكن في حنايا اللوحة تقول الفنانة الحاج أنه "يدخل بدوره تركيبة اللون والمساحات وأيضا الفراغ الذي هو بالنسبة لي ليس فراغا، بل هو الإمتلاء بعينه إذا صحّ التعبير". العمل عند هذه الفنانة صيرورة ذلك أنّ تكامله يصبح حالة في الزمان غير مكتملة، وفي هذا المجال تلفت إلى أنّ "لكل مرحلة خصوصيتها ومخصصاتها اللونية، والتفكير بحد ذاته هو حالة إبداعية، هناك الغناء، هناك الموسيقى، هناك الحالات والمكونات، وصولا إلى الإيغال في المسافة الفنية الأبعد، والبحث عن سيكولوجية تشكيلية مبتغاة أو مشتهاة، من هذه المكونات الواقع وتفاعلاته عبر النص واللون لإحتواء المراحل والتعبير الذاتي الذي تطمح إليه".
                      
إنّ طريقة عمل الفنانة الحاج طريقة بديهية، والتفاعل عندها مع اللوحة يبدأ دائما مع مساحة البصر والإيقاع الذي سيتأتى عن التفاعل الذاتي الذي يدفع إلى البحث داخل الموضوع المعالج، وهو الذي يؤشر إلى جدارة الأعمال المستوحاة من الطبيعية، لكن الطبيعة التي تراها في داخلها وتفهمها مثلما
تريد

حسين أحمد سليم
هي فنانة لبنانية مبدعة , أصيلة الانتماء , جذورها في التراث , متعملقة في أعمالها , حتى عنان السماء , تحاكي الحضارة الإنسانية من خلال أعمالها الفنية , تزرع بذور الإبداع ثورة من نوع حضاري آخر , ليبقى الخلق الفني , يرفد عملية الاستمرار .

في غمرة إبحارها في عوالم الفن الجميلة , اضافة إلى دورها الريادي في تدريس مادة الفن التشكيلي في معهد الفنون في الجامعة اللبنانية , وقرينها الفنان الدكتور علي شمس ... دخلنا الى قلب معاناتها بانسياب إنساني , نتلمس في وجوديتها , معالم الفن والإبداع والخلق والثورة .

No comments:

Post a Comment